:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/5787

الهدنة الطويلة تقترب في غزة بين حماس وإسرائيل

2015-06-16

تسير الأمور حاليا بين حركة حماس التي تعتبر القوة الأولى في قطاع غزة والحاكم الفعلي وبين إسرائيل إلى سلك طريق “هدنة طويلة الأمد” خاصة وأن الحركة الإسلامية تسلمت أفكارا بهذا الشأن رسميا من مسؤولان دوليان هما مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ميلادنوف، والمبعوث السابق للرباعية الدولية توني بلير، قبل القيام بنقاشها في مؤسساتها الخاصة بعيدا عن القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية.
“رأي اليوم” علمت من مصادرها الخاصة في حركة حماس ان مؤسسات الحركة في قطاع غزة حيث قوة التنظيم العسكري، ناقشت بشكل مستفيض منذ منتصف الأسبوع الماضي وبشكل متواصل البنود التي نقلت إلى قيادة الحركة عبر بلير أولا، ثم بشكلها النهائي عبر ميلادنوف، الذي التقاه في غزة كبار قادة حماس السياسيين، وأن التوجهات العامة لقيادة الحركة في غزة اتجهت رسميا نحو القبول بالمقترحات المقدمة، من خلال التأكيد على أن قطاع غزة ليس في وضع الآن يسمح بتحمل سكانه اندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل؟
المسؤول من حماس تحدث عن اتخاذ الحركة قرارا بسفر القيادي موسى أبو مرزوق أحد المشرفين على المباحثات إلى مصر، ومن هناك يطلع المسؤولين المصريين على الأفكار المقدمة، من باب عدم تجاهل مصر في المرحلة المقبلة، في محاولة لكسب ود القاهرة.
أبو مرزوق في القاهرة قدم أيضا ضمانات لمصر في سياق كسب الود لترطيب العلاقات فيما بينهما، وقدم تعهدا بضبط الحدود لصد أي تسلل تجاه سيناء، وهو مطلب كثيرا ما دعت إليه مصر.
ومن ثم غادر أبو مرزوق من هناك إلى قطر لوضع قادة الحركة هناك وزعيمها خالد مشعل في صورة التفاصيل بشكل أكبر، خاصة وأن الحركة رأت أن السفر والحديث المباشر يعد طريقة آمنة أكثر من الحديث عبر قناة اتصال عن بعد.
ويتوقع حسب ما يقول أسامة حمدان المسؤول عن ملف العلاقات الخارجية في حماس ان يكون الرد من قبل حركته على عرض التهدئة اليوم الثلاثاء، بعد اكتمال مشاورات الحركة النهائية.
جملة من الأفكار والمعلومات التي نشرت حول التهدئة تنصب في شرح بنودها وشروطها، لكن مجملها يشير إلى أن المدة الزمنية لعقدها تبلغ خمس سنوات مبدئيا قابلة للتجديد من الطرفين.
والجدير ذكره أن زيارة المبعوثين الدوليين كانت تتويجا للزيارات المتكررة للوفود الدولية والدبلوماسيين الأوروبيين إلى غزة وإجراء لقاءات متواصلة مع مسؤولي غزة.
وكانت”رأي اليوم” تطرقت في تقرير سابق إلى أن تلك الزيارة ناقشت بمجملها أفكار التهدئة وإعادة ضبط الأمور ميدانيا للذهاب إلى مرحلة الإعمار.
وإن كان رأي حركة حماس النهائي في غزة أو الدوحة يتجه نحو الدخول في هدنة طويلة، وهو أمر كشف عنه مسؤولون في الحركة في أوقات سابقة حينما قالوا ان الصيف الحالي لا يتجه لتصعيد كما الماضي، الذي شهد الحرب المدمرة، فإن الأمر على خلاف ذلك لدى قيادة أركان السلطة الفلسطينية ومكتب الرئيس عباس، فهم لا يعرفون شيئا عن خبايا الملف ولم يصلهم إلا الشيء القليل من التحليلات والتقارير الصحفية.
وهنا في مدينة رام الله تواصلت “رأي اليوم” مع مسؤول في منظمة التحرير، فأشار إلى ان الرئيس محمود عباس “أبو مازن” كان قد تحدث عن وجود مقترحات لتهدئة في غزة بعيدا عن السلطة، وأنه صارحهم في ذلك الاجتماع عن عدم إشراك السلطة الفلسطينية في تلك المباحثات سواء من جهة إسرائيل أو حماس، وأن ما وردهم الآن من معلومات مستقاة من تقارير دولية ومن معلومات شحيحة قدمها المبعوثان الدوليات لقيادة السلطة في رام الله حيث التقى ميلادنوف رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومسؤولون أمنيون وساسة آخرون.
القيادة الفلسطينية حسب ما ورد لـ “رأي اليوم” من معلومات مؤكدة حاولت فهم ما يدور من حولها، فأرسلت مسؤول ملف التنسيق المدني مع الجانب الإسرائيلي حسين الشيخ، فعقد لقاء مع مسؤول أمني إسرائيلي.
هذا المسؤول فقط أبلغ الشيخ أن هناك مصالح لاسرائيل تفرض عليها عقد صفقة مع حماس تتعلق بأمور الحياة اليومية و دراسة إقامة الميناء والوصول إلى هدنة طويلة.
وأكد، المسؤول الأمني الاسرائيلي أن ذلك يأتي في سياق البحث عن مصالح إسرائيل في ظل التغييرات التي ستشهدها المنطقة في الفترة المقبلة.
على العموم فإن أكثر بنود التهدئة أهمية في إطار ما كشف من معلومات تتحدث عن وقف كل الأعمال العسكرية، وفتح المعبر وإدخال السلع اللازمة لغزة وفتح ممر مائي.
التهدئة المطروح أفكارها تنص على التمديد بموافقة الطرفين، ومن الممكن أن تستمر حتى 15 عاما.