BDS تستعرض أبرز نجاحات حركة التضامن العالمية مع فلسطين خلال 2021
استعرضت حركة مقاطعة "إسرائيل" BDS، في تقريرٍ لها اليوم الثلاثاء 4 يناير/ كانون ثاني، أبرز نجاحات حركة التضامن العالمية مع حقوق الشعب الفلسطيني خلال العام 2021، وذلك في ظل استمرار جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وشدّدت حركة المقاطعة، على أنّ العالم التفت أكثر من قبل لأصوات الشعب الفلسطيني وهو يقاوم ويكشف انتهاكات العدوّ الصهيوني وجرائمه، والتي كانت دافعاً لموجة كبيرة من التضامن العالمي غير المسبوق مع نضال شعبنا ومع حركة مقاطعة "إسرائيل" BDS كأهم شكل للتضامن العالمي مع مقاومتنا لنظام الاستعمار والأبارتهايد.
ولفتت إلى أنّ الغالبية المقموعة الرازحة تحت حكم الاستبداد في معظم الدول العربية أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضيةٍ مركزية لشعوب منطقتنا العربية بتعدّدها الإثني والديني والثقافي، فقاومت معنا التطبيع واتفاقيات الخيانة مع "إسرائيل"، العدوّ الأول والمشترك لشعوبنا العربية، فيما أشارت إلى أنّه وبالرغم من تزايد الجرائم "الإسرائيليّة" كل يوم، في القدس وغزة والخليل والنقب واللد وحيفا وغيرها، إلا أن وتيرة نموّ حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS) حول العالم قد تزايدت بدعم أحرار العالم.
وأوضحت الحركة أنّ عام 2021 شهد قيام العديد من المنظمات الحقوقية وحركات التحرر والنقابات العمالية وأطر الأكاديميين/ات والفنانين/ات والكنائس والعديد من المسؤولين المنتخبين، بالذات في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بإدانة "إسرائيل" كنظام أبارتهايد، بالإضافة لكونها نظام استعمار-استيطاني واحتلال عسكري.
وأكَّدت حركة المقاطعة أنّه آن الأوان للبرلمانات والحكومات الاستجابة لدعوة الشعب الفلسطيني والقوى التقدمية في العالم بضرورة قيام الأمم المتحدة بالتحقيق في نظام الفصل العنصري "الإسرائيلي" كخطوةٍ نحو فرض العقوبات عليه لإنهاء اضطهاده الممنهج بحق الشعب الفلسطيني الأصلاني، وذلك كما تم القضاء على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بفضل المقاومة الشعبية والدعم المؤثّر من حركة المقاطعة الدولية، والتي أدت في النهاية إلى فرض عقوبات الأمم المتحدة عليه.
ونشرت الحركة مجموعة من الإنجازات لحركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني خلال العام 2021، إذ تضمنت هذه الإنجازات 21 إنجازاً تحققوا خلال العام، إذ بيّنت أنّ منظّمة "هيومن رايتس ووتش" أصدرت تقريراً تاريخيّاً أكّد على حقيقةٍ شدّد عليها الفلسطينيون وخبراء حقوق الإنسان والمدافعون عنها منذ عقود، وهي: أنّ النظام "الإسرائيلي" ضدّ الكلّ الفلسطينيّ هو نظام أبارتهايد مركّب يحرم ملايين الفلسطينيين، من ضمنهم اللاجئين، من حقوقهم الأساسية بحكم هويّتهم كفلسطينيين.
كما دعا عشرة رؤساء سابقين وأكثر من 700 من البرلمانيين ورؤساء البلديّاتٍ والشخصيّاتٍ الثقافيةٍ والأكاديمية من أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا الأممَ المتحدة إلى إدانة "إسرائيل" كدولة فصل عنصري "أبارتهايد" وفرض عقوبات موجّهة عليها، فيما أعلن أكبر صندوقٍ لمعاشات التقاعد والتأمين في النرويج (KLP) سحب استثماراته البالغة قيمتها 31 مليون دولار من 16 شركة متورّطة في الجرائم "الإسرائيليّة"، من بينها "موتورلا" و"آلستوم" و"سيلكوم"، بسبب صلاتها بالاستيطان في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، كما سحب صندوق التقاعد النيوزيلندي استثماراته من 5 مصارف "إسرائيلية" بسبب تمويلها لعمليات البناء في المستعمرات "الإسرائيلية" غير الشرعية على الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولفتت الحركة إلى أنّ حزب العمل البريطاني صوّت في مؤتمره الأخير بأغلبية ساحقة لصالح قرار يُدين "إسرائيل" كدولة أبارتهايد، داعياً إلى فرض عقوباتٍ عليها، بما يشمل التعاملات التجارية خاصةً العسكرية، فيما وقعت 39 منظّمةً عمّاليّة، تمثل مئات الآلاف من العمال في جميع أنحاء كندا، رسالةً مفتوحةً إلى رئيس الوزراء الكنديّ "جوستين ترودو" تطالب فيها حكومته بوقف التجارة العسكرية مع "إسرائيل" فوراً. بينما تبنّى اتحاد النقابات الكندية مقاطعة السلع الاستيطانيّة داعياً إلى سحب الاستثمارات من الشركات الأمنيّة والعسكريّة "الإسرائيلية"، وطالب كندا بفرض حظرٍ عسكريّ على "إسرائيل".
وبيّنت الحركة أيضاً أنّه بعد سنوات من حملات المقاطعة، أعلنت شركة "بين آند جيريز" الأمريكيّة للمثلّجات أنّها لن تجدّد تعاقدها مع الشركة "الإسرائيليّة" الموزّعة، لتنهي مبيعات المثلّجات في المستعمرات غير الشرعيّة المقامة على أراضٍ فلسطينيّةٍ مسلوبة، كما استبعد البنك المركزي النرويجي "Norges Bank"، الذي يدير أكبر صندوق معاشات تقاعدية في العالم، ثلاث شركات متورّطة في نظام الاستعمار الاستيطاني (Elco Ltd) و(Ashtrom Group Ltd) و(Electra Ltd)، وذلك في أعقاب حملةٍ ناجحةٍ لشركاء حركة المقاطعة في النرويج، بالذات النقابات العمالية.
ومن ضمن الإنجازات أيضاً، فقد أعلن صندوق (Lothian) للمعاشات التقاعدية، ثاني أكبر صندوق تقاعدٍ للسلطات المحلية في اسكتلندا، سحب استثماراته من بنك "هبوعليم الإسرائيلي"، حيث يضمّ الصندوق أكثر من 84 ألف عضوٍ، بينما تبلغ قيمة أصوله 8 مليارات جنيه إسترليني.
كما أعلنت الحكومة الأيرلندية أنّ بناء "إسرائيل" للمستعمرات غير الشرعيّة على الأراضي الفلسطينيّة يعدّ "ضمّا فعليّا"، لتكون بذلك أوّل دولةٍ تتّخذ موقفاً علنيّاً كهذا في الاتحاد الأوروبي، فيما قدّم البرلمان التشيلي مشروع قانونٍ لحظر استيراد منتجات المستعمرات "الإسرائيلية" في الأرض الفلسطينية المحتلة باعتبار الاستيطان غير شرعي.
ومن ضمن الإنجازات، أدان الآلاف من الفنانين والرموز الثقافية، بمن فيهم نجوم هوليوود وموسيقيون وفنانون معاصرون ومؤلفون مرموقون، نظام الأبارتهايد "الإسرائيلي" وتبنوا نهج عزل قطاع الثقافة "الإسرائيلي" المتواطئ، فيما احتج أكثر من 250 مفكر وفنان عربي ضد "معهد العالم العربي" في باريس بسبب ميله لتطبيع وجود العدو "الإسرائيلي"، كما وانسحب فنانون/ات وشعراء/شاعرات عرب/يات من مبادرة شعرية تابعة لمعرض "إكسبو دبيّ" التطبيعيّ، رفضاً لاستغلال نتاجهم/ن الأدبيّ في التغطية على التطبيع الرسميّ للنظام الإماراتي.
هذا ونظمت عشرات المجموعات في 13 مدينة في أربع قارات مهرجان "سينما كويرية من أجل فلسطين"، دعماً للنضال الفلسطيني ضد الأبارتهايد ورفضاً للـ"الغسيل الوردي" من قبل النظام "الإسرائيلي" لجرائمه بحق شعبنا، كما تعهد أكثر من 200 مخرج/ة أفلام كويرية بعدم المشاركة في الأحداث التي ترعاها الحكومة "الإسرائيلية"، فيما وقّع أكثر من 350 قسماً ومركزاً ونقابةً وجمعيّة أكاديمية، إلى جانب أكثر من 23 ألف أكاديمي/ة وطالب/ة وموظف/ة جامعيّ/ة، بياناتٍ لدعم الحقوق الفلسطينية، مع العديد من المطالبات بمقاطعة أكاديمية لـ"إسرائيل"، وأعلنت رابطة الطلاب في معهد الدراسات العليا للدراسات الدوليّة والتنمويّة في جنيف عن نفسها كمنطقةٍ حرّة من الأبارتهايد (Apartheid Free Zone)، لتكون بذلك أول اتحاد طلابي يؤيّد حركة المقاطعة (BDS) في سويسرا.
وبحسب الإنجازات التي عددتها حركة المقاطعة، فقد أصدرت كلّ من جامعة برازيليا وجامعة كوستاريكا قراراتٍ تاريخيّة أعلنتا فيها أنّه لن تربطهما علاقاتٌ مع شركاتٍ متورّطة في نظام الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري والأبارتهايد "الإسرائيلي"، وأدانت نقابة موظفي وأساتذة جامعة مدينة نيويورك (CUNY)، والتي تمثل 30,000 عضو، "إسرائيل" كدولة استعمار-استيطاني وأبارتهايد. وصوّت مجلس إدارة ومحررو مجلة "N.Y.U. Review of Law & Social Change" بجامعة نيويورك لدعم حركة المقاطعة BDS ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية "الإسرائيلية" المتواطئة على وجه الخصوص.
وأشارت الحركة إلى أنّ الضغط تصاعد في هذا العام على شركة "سيميكس" (CEMEX) المكسيكيّة، إحدى أكبر الشركات المصنّعة لمواد البناء في العالم، لإنهاء ضلوعها في النظام الاستعماري "الإسرائيليّ"، حيث طالبت أكثر من 130 منظّمةً مكسيكيّة للحقوق المدنيّة الشركة المكسيكيّة بإنهاء مشاركتها في بناء جدار الضمّ والفصل العنصري والحواجز العسكرية والمستعمرات "الإسرائيلية" غير الشرعية، لافتةً إلى أنّه وبعد شهور من الضغط، سحب صندوق تقاعد شرق ساسكس (East Sussex) في بريطانيا استثماراته من أكبر شركة للتصنيع العسكري "الإسرائيلي" "إلبيت"، والتي تروّج لأسلحتها الـ"مجرّبة" على الفلسطينيين والعرب عموماً.
ومن ضمن الإنجازات أيضاً، أيّد المركز الدولي للتضامن (Centre International De Solidarité Ouvrière)، الذي يشكل ائتلافاً كبيراً يضم أكثر من 60 نقابة عمالية ومؤسسة مجتمع مدني في "كيوبيك" بكندا، حركة المقاطعة BDS بالإجماع وطالب الحكومة الكندية بتصنيف "إسرائيل" كدولة أبارتهايد، فيما تصاعد الدعم العالمي في أوساط الكنائس ضد نظام الأبارتهايد والإستعمار "الإسرائيلي"، فأدانت الكنيسة الأسقفية في ولاية فيرمونت الأمريكية بغالبية 89-25 السياسات "الإسرائيلية" العنصرية بحق الشعب الفلسطيني المدعومة من الولايات المتحدة، كما دعت كنيسة السويد المؤسسات المسكونية للتحقيق مع "إسرائيل" كدولة أبارتهايد.
وأُلغيت مباراة كرة القدم "الودّية" بين فريق نادي برشلونة وفريق "بيتار الإسرائيلي" العنصريّ، وذلك على إثر ضغط أطراف عديدة، فلسطينية ودولية، على النادي الكتالوني للعدول عن لعب المباراة، كونها ستُقام على أرضٍ فلسطينية مسلوبة، وتجمع فريق برشلونة بفريق إسرائيليّ عنصريّ بامتياز، فيما تعهّد نادي قطر الرياضي الممتاز بعدم التجديد عقده مع شركة "بوما" وسط دعوات لمقاطعتها بسبب تواطؤها مع نظام الأبارتهايد "الإسرائيلي"، وأعربت أعداد غير مسبوقة من نجوم الرياضيين بشجاعة عن تضامنها مع النضال الفلسطيني ضد الأبارتهايد في الملاعب وأمام الملايين من المتابعين/ات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ختام بيانها، ذكرت حركة المقاطعة، أنّ النائبة الفنلندية فيرونيكا هونكاسالو مشروع قانون إلى البرلمان لحظر استيراد أي سلع منتجة في المستعمرات "الإسرائيلية" كونها غير شرعيّة، وهذا من ضمن الإنجازات أيضاً.