فلسطينيو سوريا يستأنفون حراكهم في عين الحلوة وشمال لبنان ضد تقليص معونة أونروا
استأنف اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا إلى لبنان حراكهم الاحتجاجي المطلبي، ضد قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالغاء معونة بدل الإيواء، وتقليص المستحقّات إلى 25 دولاراً لكل فرد شهريّاً، وذلك عبر اعتصامين متزامنين اليوم الخميس 6 كانون الثاني يناير أمام مقار الوكالة في مخيّم عين الحلوة جنوب لبنان، وفي مدينة طرابلس شمالاَ.
وتجمّع المئات من اللاجئين في مخيّم عين الحلوة بدعوة وتنظيم من قبل "لجنة معاناة المهجّرين" في امتداد لتحركات بدأت منذ منتصف كانون الأوّل ديسمبر 2021 الفائت، مطالبين بحلّ جذري لمعاناة اللاجئين المهجّرين، كما وجهّوا انتقادات لأداء مدير عام وكالة "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني ، في ما يخص تأمين التمويل.
ووجه المتحدث باسم المعتصمين خلال الاعتصام، رسالة شديدة اللهجة لكوردوني، و " الهدر المالي" الذي ينفق على الموظفين الأجانب، الذين تبلغ موازتهم لوحدهم 100 الف دولار وفق قوله. مشيراً إلى أنّ المجتمع الفلسطيني في لبنان فيه الكثير من الكفاءات صاحبة الأحقيّة، وتستطيع إدارة الوكالة بشكل يراعي مطالب وحاجات اللاجئين.
وأشار أحد المعتصمين، إلى ضرورة ايجاد حل دائم وجذري لـ 27 الف لاجئ مهجّر من سوريا، يصنفون بالشريحة "الأكثر ضعفاَ". فالمسألة لم تعد فقط إعادة مبلغ 100 دولار بدل الإيواء وفق قوله، إنما الأمر يحتاج إلى حلّ.
ولفت إلى أنّ أوضاع المواطنين اللبنانيين، الذين يعيشون في بلدهم ومنازلهم تدهورت، وكذلك الفلسطينيين المقيمين في لبنان ولديهم منازلهم، نظراً لارتفاع الدولار وانهيار الليرة وتجاوزها 30 الف ليرة مقابل الدولار الواحد، " فكيف بحال الشريحة المهجّرة الأكثر ضعفاً؟" حسبما تسائل.
ولوّح المعتصمون، بتنظيم تحرّك احتجاجي واسع امام مقر وكالة "أونروا" الرئيسي عقب تاريخ 12 من شهر يناير الجاري، لاستكمال التحركات الضاغطة من أجل إيجاد حلّ جذري لمعاناة فلسطينيي سوريا في لبنان.
وفي مدينة طرابلس شمال لبنان، توجّه المئات من فلسطينيي سوريا المقيمين في مخيمي البداوي ونهر البارد، إلى مقر وكالة "أونروا" وسط المدينة، رافعين شعارات منددة بقرار الغاء معونة بدل الإيواء.
وقدّم المعتصمون رسالة لمدير عام وكالة "أونروا" في لبنان عبر مدير مكتب طرابلس أسامة بركة طالبوا فيها بـ "عدول الوكالة عن قرار تعليق مساعدة بدل الإيواء بالسرعة القصوى، بل والعمل على رفعها بما يتناسب وحاجات اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان في ظل منعهم من العمل أو التنقل أو أي حق من الحقوق الأخرى وخاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي تزداد يوما بعد يوم."
وأشارت الرسالة لإدارة الوكالة، إلى أنّ يجاد أليات للتمويل، من اختصاصها وليس من اختصاص اللاجئين، واعتبرت إغاثة فلسطينيي سوريا المهجّرين في لبنان، من قبل وكالة "أونروا" طيلة فترة تواجدهم على الأراضي اللبنانية " من المسلّمات"
وأكدت الرسالة على خصوصية وضع فلسطينيي سوريا كمهجّرين، ودعوا الوكالة وجميع المعنيين للإقرار بهذه الخصوصية، والتعامل معهم على هذا الأساس. إضافة إلى "حماية اللاجئ الفلسطيني السوري في لبنان من جميع النواحي من خلال تفعيل بند الحماية ومعالجة الخلل القانوني الذي حجب حق الحماية عن اللاجئ الفلسطيني وهو الأحوج لهذا الحق ولاسيما الأن، وذلك بالتعاون مع جميع المعنيين بهذا الشأن."
وأكّد المعتصمون، أنّه "في حال التقاعس عن تنفيذ هذه المطالب المحقة فإن أصواتنا ستعلو وسنمارس كل حقوقنا بالتعبير السلمي لحين تحقيق هذه المطالب. باختصار الجميع في لبنان تحت دائرة الخطر ولن ننتظر الموت بالاستسلام." حسبما جاء في الرسالة.
ويعيش أكثر من 27 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا، في لبنان بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وهو ما استقرّت عليه أعدادهم نسبيّاً في العامين الأخيرين، بينهم الاف من، لا يمكنهم العودة إلى سوريا لاسباب متعددة، كما لا يمتلكون خياراً سوى البقاء في لبنان رغم الأوضاع المعيشيّة والقانونية القاسيّة،
ويأتي هذا التحذير، بعد تصاعد حالات الموت على طرق الهجرة، وخصوصاً في صفوف اللاجئين الفلسطينيين السوريين، وآخرها صدمة قضاء 8 لاجئين في حادث غرق مركب في بحر إيجه في اليونان قبل أسبوع. ويتواصل تسجيل فقدان وقضاء لاجئين فلسطينيين على طرق الهجرة باتجاه أوروبا، وسط مطالب بتعزيز صمود اللاجئين في مخيّماتهم، وحمايتهم من الخيارات المميته.