أديس أبابا: نزوح 200 ألف من عفر بعد هجوم لمقاتلي تيجراي
قال مندوب إثيوبيا في الأمم المتحدة تاي أتسكي سيلاسي أمدي، الخميس، إن هجوماً لقوات "جبهة تحرير شعب تيجراي" على بلدات في منطقة عفر "أدى إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص"، ما يبدد الآمال حيال إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 14 شهراً.
وأضاف في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان، أن جبهة تحرير تيجراي "منعت تماماً" وصول المساعدات الإنسانية.
يأتي ذلك بعد يومين من إعلان قوات جبهة تحرير إقليم تيجراي أنهم تعرّضوا إلى استفزاز دفعهم لإطلاق عمليات عسكرية "رادعة" في منطقة عفر المجاورة، مما "أُجبرهم على القيام بخطوات رادعة لتحييد تهديد من قوات موالية للحكومة في عفر".
وأضافت الجبهة أن "جيش تيجراي لا يخطط للبقاء في عفر مدة طويلة، ولا يرغب في أن يتدهور النزاع أكثر"، موضحةً أن "القوات الموالية للحكومة في عفر كثّفت هجماتها على مواقعها في الأيام الأخيرة".
وتأتي الخطوة بعد شهر من إعلان الجبهة انسحابها من منطقتي عفر وأمهرة إلى تيجراي، حيث اندلعت المعارك بين قواتها والقوات الحكومية في نوفمبر 2020.
وعزز الانسحاب الأمل في التوصل إلى خطوات ملموسة لوقف القتال الذي أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتسبب بأزمة إنسانية باتت شريحة من السكان على إثرها على حافة المجاعة.
في الأثناء، حمّلت حكومة أبيي "جبهة تحرير شعب تيجراي" مسؤولية تجدد المواجهات واعتبرت أن خطوات المتمرّدين الأخيرة "تقطع شريان المساعدات الإنسانية الأساسي إلى تيجراي".
ويذكر أن الطريق الرابط بين سيميرا (عاصمة عفر) وميكيلي (عاصمة تيجراي) هو الطريق البري الوحيد القابل للاستخدام للوصول إلى تيجراي، حيث تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن مئات آلاف الأشخاص يعيشون في ظل ظروف أشبه بالمجاعة.
رفع حالة الطوارئ
وقال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي في بيان، إن "مجلس الوزراء وافق على رفع حالة الطوارئ التي سبق أن فرضها لمدة 6 أشهر، قبل انتهاء المدة المقررة لها في ضوء تغير الظروف الأمنية بالبلاد".
وأضاف البيان: "بلغنا الآن مرحلة يمكننا فيها تحييد التهديدات من خلال آليات إنفاذ القانون الاعتيادية"، فيما أحيل قرار مجلس الوزراء إلى مجلس النواب لإقراره.
وأعلنت إثيوبيا فرض حالة الطوارئ في نوفمبر، بعد أن استولت قوات تيجراي على مناطق خارج الإقليم، وزعمت التحرك صوب العاصمة أديس أبابا.
الوضع الإنساني
وأفاد تقرير جديد صادر عن مكتب الصحة في منطقة تيجراي، بأن "سوء التغذية تسبب في وفاة نحو 1500 شخص، منهم 350 طفلاً"، لافتاً إلى أن "المجموع الكلي منذ بدء الحصار على الإقليم، وصل إلى أكثر من 5 آلاف وفاة".
قال رئيس مكتب الصحة في الإقليم، هاجوس جوديفاي، لوكالة "أسوشيتد برس" إن "الوفيات تتزايد بشكل مقلق، وذلك بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة"، واصفاً الوضع الحالي بأنه "واحد من أسوأ الأوقات".
وأضاف أن "تقييم الوفيات غطى نحو 40% فقط من تيجراي، لأن احتلال المسلحين لبعض المناطق ونقص الوقود بسبب الحصار أدى إلى الحد من جمع البيانات وإيصال المساعدات".
ولفت جوديفاي إلى أن "سوء التغذية الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة، والذي كان يقل عن 2% في تيجراي قبل الحرب، تجاوز الآن 7%"، كما وجد التقييم أن 369 طفلاً على الأقل دون سن الخامسة ماتوا بسبب سوء التغذية، ليصل العدد الإجمالي إلى 1479 شخص، بحسب جوديفاي.
والأربعاء، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن شحنة مساعدات ومعدات طبية وصلت إلى مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، لأول مرة منذ سبتمبر.