:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/6146

أوباما: إسرائيل ستدفع ثمن فشل الاتفاق النووي وتل ابيب ستتعرض لقصف صاروخي

2015-08-05

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن إسرائيل هي التي ستدفع ثمن فشل المصادقة على الاتفاق مع إيران في الكونغرس وقد يعرض تل أبيب لهجوم في الصواريخ في حال مهاجمة إيران عسكريا.
ونقلت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية عن أوباما قوله ليل الأربعاء خلال اجتماعه بقادة في الجالية اليهودية الأميركية لإطلاعهم على خطابه الذي سيلقيه اليوم بشأن الاتفاق مع إيران، إنه “إذا فشل الاتفاق في الكونغرس، فإن اسرائيل ستهاجم إيران وحزب الله سيرد بهجوم صاورخي على تل أبيب. إسرائيل هي التي ستدفع الثمن”.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة صباح اليوم عن مصادر في الجالية اليهودية الأميركية قولها إن أوباما قال إنه ليس متأكدا من مصادقة الكونغرس على الاتفاق.
وتأتي تصريحات أوباما بعد ساعات من دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الثلاثاء، اليهود الأميركيين إلى معارضة الاتفاق النووي مع إيران بشكل علني، وأن الكونغرس سيرفض الاتفاق، وأن إيران ستعود إلى طاولة المفاوضات.
وفي خطاب موجه (عبر الفيديو كونفيرانس) إلى اليهود في الولايات المتحدة قال نتنياهو إنه يجب فحص الاتفاق بموجب مضامينه، وليس بموجب الانتماء الحزبي. وقال 'لا تسمحوا لمؤيدي الاتفاق بإسكات النقاش الحقيقي. حان الوقت لمعارضة هذه الصفقة الخطيرة'.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن أوباما قوله إن في حال فشل المصادقة على الاتفاق فإن “الجمهورية الإسلامية (الإيرانية) ستنسحب منه (الاتفاق) وستنتج عنه ضغوطات من قبل معارضي الاتفاق لمهاجمة إيران عسكرية”.
وقال أوباما إن ذلك سيكون لذكك أثارا مدمرة على أميركا وإسرائيل، لأن عملية عسكرية أميركية ضد المفاعل النووية الإيرانية ستنتهي بإعلان إيران الحرب على البلدين. وأضاف أن الرد الإيراني سيكون بعمليات إرهابية، وأن صواريخ حزب الله ستسقط على تل أبيب لأنها غير قادرة على الوصول لنيويورك، لكن إيران قد تبعث بسفن انتحارية لمهاجمة السفن الأميركية.
ولفت موقع “يديعوت” أن الاجتماع مع أوباما الذي عقد في البيت الأبيض وبحضور نائب الرئيس جو بايدون ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، كان متوترا جدا وعكس الانقسام في المواقف داخل الجالية اليهودية الأميركية بخصوص الاتفاق مع إيران.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال أوباما إن الاتفاق ليس مثاليا، لكن “إذا أردتم تفكيكه فليكن، لكن ستجدون مشاكل صغيرة فقط، لأنه في المجمل هو صفقة جيدة جدا للأمن القومي الأميركي وهذا هو الأفضل لإسرائيل”.
وقال أوباما إنه قرر منذ توليه منصبه تعزيز الشراكة مع إسرائيل، وتحقيق الأهداف السياسية الخارجية للولايات المتحدة بوسائل دبلوماسية وليس من خلال الحروب. ولفت إلى أنه يرى بأنه الحرب على العراق كانت الخطأ الإستراتيجي الأكبر بعد حرب فيتنام، وأن الشعب الأميركي متعب من الحروب ويفعل كل ما بوسعه لتجنب الحرب. وأضاف أنه لن يتردد في استعمال القوة لكن كخيار أخير.
وأوضح أوباما أنه اكتشف أن إدارة جورج بوش السابقة لم تضع أي خطة عسكرية لمهاجمة إيراني رغم حديثها عن الخيارات العسكرية أمام إيران.
وقال إنه أوعز للبنتاغون بوضع الخطط العسكرية اللازمة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي إن قضت الحاجة.
وأعلن مسؤول أميركي أن الرئيس أوباما سيقول في خطابه إن المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني أهم قرار دبلوماسي اتخذته الولايات المتحدة منذ غزو العراق.
وقال مسوؤل في البيت الأبيض طالبا عدم ذكر اسمه أن أوباما سيقول في خطابه أمام الجامعة الأميركية في واشنطن إن النقاش الجاري في الكونغرس حول الاتفاق الذي أبرمته ايران مع الدول الست الكبرى هو "أهم" نقاش يجريه المشرعون الأميركيون منذ صوتوا في 2002 لصالح قرار سلفه جورج دبليو بوش غزو العراق.
وأوضح المسؤول أن أوباما "سيشير ألى أن نفس الأشخاص الذين دعموا حرب العراق يعارضون اليوم (حلا) دبلوماسيا مع إيران، وان تفويت هذه الفرصة سيكون خطأ تاريخيا".
وإذا كان الرئيس الأميركي سيستخدم حرب العراق المكروهة شعبيا للتدليل على الخيار الواجب اتباعه في مسألة الاتفاق مع إيران، فهو لن يتوانى كذلك عن التذكير بجهود الرئيس الراحل جون إف كينيدي لوقف التجارب النووية.
وكان كينيدي ألقى قبل بضعة أشهر من اغتياله خطابا في نفس الجامعة التي سيتحدث فيها أوباما، دعا فيه إلى السلام مع الاتحاد السوفياتي في مواجهة المخاوف من اندلاع حرب نووية بين القوتين العظميين.
وسبق لأوباما وأن أكد مرارا أن البديل عن الاتفاق الحالي مع إيران هو عمل عسكري ضدها، الأمر الذي ندد بها معارضو الرئيس مؤكدين أن هذه المعادلة غير صحيحة وأن البديل عن الاتفاق الحالي مع إيران هو اتفاق أفضل معها.
وسيصوت الكونغرس الأميركي قبل 17 أيلول/سبتمبر على مشروع قرار يرفض الاتفاق النووي الذي وقعته الولايات المتحدة والقوى الكبرى مع طهران. ومن شأن تبني قرار مماثل أن يمنع اوباما من تعليق العقوبات الأميركية بحق إيران بحسب ما ينص عليه الاتفاق.
ويشكل الجمهوريون غالبية في مجلسي الشيوخ والنواب، ويبدو أن تبني هذا القرار مضمون في مرحلة أولى. لكن أوباما سيلجأ عندها إلى الفيتو، ولتجاوز ذلك على أعضاء المجلسين أن يصوتوا مجددا ويتبنوا القرار بغالبية الثلثين، وهو سقف يصعب تأمينه مع وقوف معظم الديموقراطيين إلى جانب الرئيس.