:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/6211

عريضة ببريطانيا تُطالب باعتقال نتنياهو لدى وصوله للندن بتهم جرائم حرب..

2015-08-12

في الأسبوع الماضي اضطر رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لإلغاء زيارته التي كانت مقررة لمدينة سخنين، داخل ما يُطلق عليه الخط الأخضر، وجاءت الخطوة، لزيارة إحدى أكبر المدن العربيّة في الداخل الفلسطينيّ، خشيةً من جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي حذّر نتنياهو من إمكانية اندلاع مواجهات وأعمال عنف ومظاهرات بسبب جريمة حرق عائلة دوابشة من قرية دوما بالضفّة الغربيّة المُحتلّة.
ولكن الأمر الذي بات بقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب، هو الزيارة المُقررة لرئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو الشهر القادم إلى لندن، حيث من المُقرر أنْ يجتمع هناك إلى نظيره البريطانيّ، ديفيد كاميرون. القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، كشفت في نشرتها الليليّة، يوم أمس الثلاثاء، كشفت النقاب عن أنّ الزيارة لن تؤجّل، ولكنّ ما يحدث على أرض الواقع يُثير العديد من علامات الاستفهام في كلٍّ من تل أبيب ولندن، علاوة على الإرباك الشديد في البلدين، فقد قام مواطن بريطانيّ، معروفٌ بمواقفه المُعادية للسياسة الإسرائيليّة العدوانيّة، والمؤيّد جدًا للقضية الفلسطينيّة، بعملٍ فرديّ، من شأنه حسب المصادر الإسرائيليّة، أنْ يُسبب الإرباك والإحراج للحكومتين البريطانيّة والإسرائيليّة، على حدٍ سواء.
المواطن البريطانيّ، وفي خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ، قال مُراسل القناة الثانية في العاصمة الإنجليزيّة، إلعاد سمحايوف، نشر على صفحته الخاصّة في موقع التواصّل الاجتماعيّ (فيسبوك) عريضةً تدعو المُواطنين البريطانيين إلى التوقيع عليها. وجاء في الوثيقة إنّه بما أنّ بنيامين نتنياهو، قام في العدوان الأخير على قطاع غزّة بقتل أكثر من ألفي فلسطينيّ، سوادهم الأعظم من المدّنيين والأطفال، فإنّه، بحسب القانون الدوليّ، يُعتبر مجرم حرب، وبالتالي، جاء في العريضة، يجب العمل على اعتقاله دلى وصوله إلى لندن لتقديمه للعدالة بيتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة.
وساق المُراسل الإسرائيليّ قائلاً إنّه حتى لحظة بث التقرير وصل عدد الموقعّين على العريضة إلى 33 ألف مواطن بريطانيّ، لافتًا إلى أنّه بحسب القانون في المملكة المتحدّة، فإنّه في حال وصل عدد الموقعّين على العريضة إلى مائة ألف أوْ أكثر، فإنّ البرلمان الإنجليزيّ، سيكون مُلزمًا بمُناقشة الطلب الذي جاء في العريضة، كما أنّ الحكومة البريطانيّة، ستكون مضطرة إلى الإجابة رسميًا حول مطلب اعتقال نتنياهو لدى وصوله إلى لندن، وأشار التلفزيون الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّ عدد الموقعين سيرتفع كثيرًا خلال الأيّام القليلة القادمة، الأمر الذي سيُلقي بظلاله السلبيّ!ة على زيارة نتنياهو إلى العاصمة البريطانيّة.
واللافت أنّ ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ لم يُعقّب على النبأ، فيما أضاف التلفزيون الإسرائيليّ قائلاً إنّه في الفترة الأخيرة تحولّت لندن عمليًا إلى مركزٍ للتنظيمات البريطانيّة المُناهضة لإسرائيل والمؤيّدّة للفلسطينيين، مؤكّدًا على أنّ كلّ زيارة لمسؤول إسرائيليّ رسميّ إلى عاصمة الضباب تُجابه من قبل هذه التنظيمات بطلبات لاستصدار أوامر اعتقال ضدّ المسؤولين الإسرائيليين، الذين، كما أكّد، يحصلون على استشارة قانونيّة من وزارة الخارجيّة في تل أبيب، قبل اتخاذّهم القرار بالسفر إلى لندن، على حدّ قول المصادر السياسيّة في تل أبيب.
في السياق ذاته، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، كشفت النقاب عن أنّ منظمة مُقاطعة إسرائيل (BDS)، تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ لإلغاء مهرجان إسرائيليّ سيُقام غدًا الخميس في عاصمة الأضواء، باريس، وتحديدًا على نهر السين. وأضافت الصحيفة أنّ المنظمة قامت بجمع تواقيع من أكثر من 15 ألف فرنسيّ يُطالبون بإلغاء المهرجان الإسرائيليّ في باريس، بسبب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة، الصيف الماضي، خلال الحرب البربريّة على القطاع، علاوةً على ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ السواد الأعظم من سكّان باريس عبّروا عن امتعاضهم الشديد من قرار بلدية باريس بالتضامن مع إسرائيل بعد مرور سنة على المجزرة التي نفذّتها في قطاع غزّة، كما أعلنت البلدية من ناحيتها أنّ المهرجان سيُقام، ولكنّها أكّدت على أنّه سيكون تحت حراسةٍ مشدّدّةٍ، الأمر الذي سيمنع الكثيرين من المُشاركة فيه.
وبما أنّ المهرجان سيعرض “إنجازات” مدينة تل أبيب، فقد نقلت الصحيفة الإسرائيليّة عن نائب رئيس بلدية باريس، برونو جوليارود، قوله إنّه يجب التفريق بين مدينة تل أبيب وبين السياسة الإسرائيليّة الوحشيّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ في الأراضي المُحتلّة، على حدّ تعبيره.
ويبدو أنّ العداء للإسرائيليين لا يقتصر على المسؤولين فقط، بل على المواطنين العاديين، ففي الصفحة الأولى من صحيفة (يديعوت أحرونوت)، كتب الصحافيّ موشيه شاينمان، أنّه دخل وعائلته وعدّة عائلات إسرائيليّة إلى مقهى في ستوكهولم بالسويد لاحتساء القهوة، وفيما كانوا يتحدّثون مع بعض باللغة العبريّة، أضاف الصحافيّ، سمعهم النادل، فتوجّه مباشرةً إلى مُدير المقهى وأبلغه بالأمر، فما كان من المدير، شدّدّ الصحافيّ، إلّا أنْ توجّه إليهم فورًا وقال لهم بالحرف الواحد: “عليكم مغادرة المكان بسرعة لأننّا لا نُقدّم الخدمة للإسرائيليين”، بحسب تعبيره.
ونصح الكاتب السيّاح الإسرائيليين بعدم التحدّث بالعبريّة خلال تجوالهم في أوروبا أوْ في الدول اسكندنافيا أوْ في أيّ بقعة أخرى في العالم، على حدّ تعبيره. ولفت شاينمان إلى أنّ مواقع التواصّل الاجتماعيّ باتت بيئةً حاضنةً لجميع التنظيمات والأفراد المُعادين للدولة العبريّة، وعلى صنّاع القرار في تل أبيب أنْ يفهموا ذلك، ويعملوا على تقليل الأضرار والإهانات التي تلحق بالسيّاح الإسرائيليين في العالم، حسبما ذكر.