:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/62144

روسيا تلوح لأوروبا بسلاح وقف الغاز وجبهات القتال تتركز شرق أوكرانيا

2022-04-01

رام الله /
طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول "غير الصديقة" بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل ابتداء من اليوم الجمعة وإلا سيقطع عنها الإمدادات، في تهديد رفضته العواصم الأوروبية ووصفته ألمانيا بأنه يصل حد "الابتزاز"، في وقت تركزت فيه المعارك شرق أوكرانيا، وشهد محيط العاصمة كييف "إعادة تموضع" للجيش الروسي، شملت الانسحاب من محطة تشيرنوبل النووية.

فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن على الدول "غير الصديقة" أن تدفع ثمن واردات الغاز اعتباراً من الجمعة بالروبل من حسابات في روسيا تحت طائلة قطع الإمدادات عنها، وهو إجراء يطال بصورة خاصة بلدان الاتحاد الأوروبي.

غير أن سعر الغاز يبقى بالعملة المنصوص عليها في العقود، وهي في غالب الأحيان اليورو أو الدولار.

والاتحاد الأوروبي هو المستورد الأول للغاز الروسي غير أنه يسعى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا للحد من اعتماده على موسكو في إمدادات المحروقات.

وقال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون بعد توقيع مرسوم بهذا الصدد، إن على الأوروبيين ودول أخرى تعتبر "غير صديقة" "فتح حسابات بالروبل في مصارف روسية. ستُسدد المدفوعات من هذه الحسابات مقابل عمليات تسليم الغاز اعتبارًا من الأول من نيسان".

وحذر بوتين من أن التخلف عن الدفع بهذه الطريقة سيؤدي إلى "إيقاف العقود القائمة".

وذكّر بأن هذا الإجراء رد على تجميد نحو 300 مليار دولار من احتياطات روسيا بالعملات الأجنبية في الخارج، بموجب عقوبات أقرها الغرب رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبناء على ذلك، اعتبر بوتين أن فرض شراء الإمدادات بالروبل "يعزز السيادة الاقتصادية والمالية" لروسيا.

وشدد بوتين على أن الدفع بالروبل لن يؤثر إطلاقاً على كمية الإمدادات أو الأسعار المحددة في معظم العقود بالعملة الأجنبية.

وسيتحتم على مستهلكي الغاز الروسي القيام بعملية تحويل عملات في روسيا، مثلما أوضح الكرملين صباح أمس.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالنسبة لمن يتسلمون الغاز الروسي ويدفعون ثمن الإمدادات، لن يكون هناك أي تغيير عملياً. فهم فقط يشترون الروبل لقاء المبلغ بالعملة الأجنبية المنصوص عليه في العقد".

وأضاف إن "روسيا تبقى ملتزمة بواجباتها طبقاً للعقود، سواء لناحية الكمية أو السعر".
في المقابل، رفضت الشركات والحكومات الغربية أي خطوة لتعديل عقود إمدادات الغاز بهدف تغيير عملة الدفع.

ويستخدم معظم المشترين الأوروبيين اليورو. ويقول المسؤولون التنفيذيون إن إعادة التفاوض على الشروط سيستغرق شهوراً أو أكثر.

بدوره، قال المستشار الألماني أولاف شولتس أكد أمس أن المدفوعات ستبقى باليورو.

وقال خلال مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر "تنص العقود على أن المدفوعات تُسدّد باليورو وأحيانًا بالدولار".

وتابع "قلت للرئيس الروسي بوضوح إن الأمر سيبقى كذلك" وإن "الشركات ترغب في التمكن من الدفع باليورو وستفعل ذلك".

من جهة أخرى، قامت المفوضية الأوروبية بعمليات دهم مباغتة في ألمانيا داخل مكاتب مجموعة غازبروم للاشتباه بأنها استغلت موقعها المهيمن للتسبب بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن روسيا لن تقدر على تقسيم أوروبا وإن الحلفاء الغربيين مصممون على عدم قبول "الابتزاز" الروسي.

وقالت برلين إنها ستواصل سداد مقابل واردات الطاقة الروسية باليورو.

وأشار وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير إلى أن فرنسا وألمانيا تستعدان لسيناريو التوقف المحتمل لتدفقات الغاز الروسي.

ميدانياً، أعلنت السلطات الأوكرانية مساء أمس أنّ القوات الروسية غادرت محطة تشيرنوبيل التي كانت تحتلّها منذ 24 شباط.

وقالت الوكالة الحكومية الأوكرانية المكلفة إدارة منطقة المحطة على فيسبوك "لم يعد هناك أشخاص أجانب داخل محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية".

وكانت الوكالة أشارت قبيل ذلك إلى أنّ القوات الروسية بدأت مغادرة المحطة الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر شمالي كييف.

واتّهمت الوكالة القوات الروسية بأنّها أقدمت خلال مغادرتها المحطة على "نهب المباني وسرقة المعدّات وسواها من الأغراض الثمينة".

وسيفتش متخصّصون أوكرانيون الآن المحطة بحثاً عن أيّ "عبوات ناسفة"، حسب المصدر نفسه.

بدوره، أفاد مسؤول كبير في البنتاغون أن القوات الروسية بدأت انسحابها من تشيرنوبيل في شمال أوكرانيا و"تخلت" عن مطار غوستوميل العسكري شمال غربي كييف، لكنه قال "لا نزال نعتقد أنها إعادة تموضع".

وأضاف المسؤول "ليس لدينا أي مؤشر إلى أن هؤلاء الجنود يعودون إلى بلادهم أو أنه تم استبعادهم نهائياً من المعارك".

بينما قالت وزارة الدفاع الأميركية أمس، إنه من غير الواضح ما إذا كانت قافلة المركبات العسكرية الروسية المتجهة إلى كييف، والتي امتدت ذات يوم نحو 66 كيلومترا، ما زالت موجودة بعد أن فشلت في إنجاز مهمتها.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الوزارة، "لا أعرف حتى ما إذا كانت (القافلة) لا تزال موجودة في هذه المرحلة... هم لم ينجزوا مهمتهم على الإطلاق".

من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، عن "شكوكه" في إعلان روسيا سحباً جزئياً لقواتها لتركيز هجومها في أوكرانيا على منطقة دونباس في شرق البلاد.

وصرح بايدن للصحافيين في ختام مداخلة خصصها للاجراءات التي اتخذتها واشنطن لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود، "حتى الآن، ليس هناك دليل على أن (روسيا) في صدد سحب كل قواتها من (منطقة) كييف".

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 28 موقعاً عسكرياً أثناء العملية العسكرية في أوكرانيا خلال اليوم الأخير.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس، أن من بين تلك المواقع 4 مراكز للقيادة و3 مستودعات ميدانية للصواريخ والقذائف و4 مستودعات للوقود و6 مناطق لتمركز المعدات الحربية الأوكرانية.

وأشار الى وسائط الدفاع الجوي الروسية أسقطت مروحية أوكرانية من نوع "مي-24" على بعد 30 كلم غربي مدينة إيزيوم بشرق أوكرانيا، و4 طائرات مسيرة بالقرب من تامارينو وليسيتشانسك وفولنوفاخا، وأن قوات جمهورية دونيتسك الشعبية أسقطت مروحيتين من نوع "مي-8"، حاولتا إجلاء قادة فوج "آزوف" الأوكراني من مدينة ماريوبول المحاصرة بجنوب شرقي أوكرانيا.

في الإطار، أعلنت روسيا أنّها ستفتح اليوم الجمعة ممرّاً إنسانياً لإجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا والتي تحاول القوات الروسية احتلالها منذ أسابيع.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "القوات المسلحة الروسية ستعيد فتح ممر إنساني من ماريوبول إلى زابوروجيا (220 كيلومترا شمال غرب) اليوم الجمعة اعتباراً من الساعة 10,00 بتوقيت موسكو (7,00 ت غ)".

وأشارت الوزارة في بيان إلى أنّ هذا الإجراء اتُخذ بناء على "طلب شخصي من الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) والمستشار الألماني (أولاف شولتس)، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأضافت الوزارة إنه "بهدف ضمان نجاح هذه العملية الإنسانية، يُقترح تنفيذها بمشاركة مباشرة من ممثلي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر".

وأبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق أمس استعدادها "لقيادة" عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول اعتبارا من الجمعة شرط أن تكون لديها الضمانات الأمنية اللازمة.

وقالت الحكومة الأوكرانية إنها أرسلت 45 حافلة أمس لإجلاء المدنيين من ماريوبول إلى زابوروجيا، متهمة القوات الروسية بمنعهم من دخول المدينة.

ويتقاذف الجانبان بانتظام المسؤولية عن إحباط عمليات إجلاء المدنيين.