في أوكرانيا ووسط جرائم الحرب.. هل تدخل المواجهة مع بوتين مرحلة أخطر؟
2022-04-06
نشرت قناة "الحرة" تقريراً تحت عنوان: "جرائم حرب" في أوكرانيا.. هل تدخل المواجهة مع بوتين مرحلة أخطر؟"، وجاء فيه:
جدد الرئيس الأميركي جو بايدن، الدعوة إلى محاكمة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب بعد يوم على انكشاف صور مروعة لجرائم قتل يعتقد أن القوات الروسية اقترفتها في مدينة بوتشا الأوكرانية.
وتأتي دعوات بايدن وسط تصاعد الغضب العالمي الذي أججته الصور القادمة من بوتشا، وأيضا الأنباء عن استمرار القصف على مدن ميكولاييف وخاركيف.
وقال بايدن: "قد تتذكرون أنني تعرضت لانتقادات لوصفي بوتين بأنه مجرم حرب"، مضيفاً: "حسنا، رأينا ذلك يحدث في بوتشا - إنه مجرم حرب".
وأضاف: "لكن علينا أن نجمع المعلومات. علينا أن نستمر في تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لمواصلة القتال، وعلينا أن نحصل على كل التفاصيل لإجراء محاكمة على جرائم الحرب. هذا الرجل وحشي وما يحدث في بوتشا أمر شائن".
ورداً على سؤال عما إذا كان يوافق على توصيف الإبادة الجماعية، أجاب بايدن: "لا، أنا أعتقد أنها جريمة حرب".
وقال الرئيس الأميركي إنه سيسعى إلى إلحاق المزيد من الألم الاقتصادي بروسيا، مؤكدا "سأستمر في إضافة عقوبات".
وذهب الرئيس الأوكراني فيلوديمير زيلينيسكي، أبعد من هذا، حيث قال في زيارة للبلدة بعد تحريرها إن بوتشا "كانت مسرحا لجرائم حرب يعترف بها العالم على أنها إبادة جماعية".
وقال زيلينسكي للصحفيين "تقفون هنا اليوم وترون ما حدث، نحن نعلم أن الآلاف من الناس قد قتلوا وعذبوا مع قطع الأطراف، اغتصبت النساء وقتل الأطفال".
ولا يزال حجم عمليات القتل غير واضح.
وقالت إيرينا فينيديكتوفا كبيرة المدعين العامين الأوكرانيين إنه تم انتشال 410 جثث مدنية في منطقة كييف الكبرى بعد انسحاب القوات الروسية بينما قال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية بوتشا إن البلدة دفنت 280 شخصا في مقابر جماعية لأن مقابرها تتعرض لإطلاق نار.
وفي موتيجين القريبة، عرض مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، أنطون هيراشينكو، الجثث المغطاة جزئيا لرئيسة القرية وزوجها وابنهما للصحفيين. وقال إنهم ضربوا بالرصاص ودفنوا في قبر ضحل.
وقال هيراشينكو "اشتبه المحتلون في أن العائلة كانت تتعاون مع جيشنا"، مضيفاً: "هؤلاء الحثالة عذبوا وذبحوا وقتلوا جميع أفراد الأسرة. وسيتحملون مسؤولية ذلك".
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي للصحفيين: "يبدو أن المعلومات الواردة من بوتشا تظهر أدلة إضافية على ارتكاب جرائم حرب، مضيفا كما قال الرئيس، سنعمل مع العالم لضمان وجود مساءلة كاملة عن هذه الجرائم، كما نعمل بشكل مكثف مع حلفائنا الأوروبيين على فرض مزيد من العقوبات لزيادة الضغط ورفع التكلفة على بوتين وروسيا".
ورداً على سؤال حول سبب رفض بايدن استخدام مصطلح الإبادة الجماعية، قال سوليفان: "لقد شهدنا فظائع، وشهدنا جرائم حرب. لم نر مستوى من التخريب الممنهج للحياة" يشكل إبادة جماعية.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اتخاذ "إجراءات واضحة للغاية" ضد موسكو، بما في ذلك فرض حظر على النفط والفحم الروسيين، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن التكتل يعمل بشكل عاجل على جولة جديدة من العقوبات ويقف متضامنا مع أوكرانيا خلال "ساعات كئيبة للعالم بأسره".
وقال ماكرون إن هناك "أدلة واضحة على ارتكاب جرائم حرب" في بوتشا.
وأضاف: "الجيش الروسي هو الذي كان هناك، لقد أخبرنا السلطات الأوكرانية أننا تحت تصرفها للمساعدة في التحقيق الذي تجريه، ويجب أن تسود العدالة الدولية".
وأعلنت فرنسا في وقت لاحق أنها ستطرد أيضا عددا من الموظفين الدبلوماسيين الروس، قائلة إن أفعالهم "تتعارض مع مصالحنا الأمنية".
وطردت ألمانيا الاثنين نحو 40 دبلوماسيا روسيا ردا على ما وصفته وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك بـ"وحشية لا تصدق" للكرملين و"إرادة لا حدود لها للإبادة" في أوكرانيا.
وقررت برلين السيطرة مؤقتا على الفرع الألماني لشركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم لتأمين إمداداتها من الطاقة.
وفي الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لمناقشة أوكرانيا، الثلاثاء، قالت مفوضته لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إن الضربات الجوية والقصف العنيف خلال الغزو الروسي قتلت مدنيين في أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب.
ورفض الكرملين مجددا، الاثنين كل الاتهامات المتعلقة بقتل مدنيين في بوتشا قائلاً إنه ينبغي التعامل مع المزاعم الأوكرانية بتشكك مشيرا إلى أن صور الجثث "لا تتوافق مع الواقع".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نرفض رفضا قاطعا جميع المزاعم"، زاعما أن خبراء وزارة الدفاع الروسية "حددوا علامات على مزيفات مختلفة" وطلب من القادة الدوليين عدم "التسرع في توجيه اتهامات كاسحة والاستماع على الأقل إلى حججنا".
وقالت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا لشهر نيسان إن المجلس لن يجتمع يوم الاثنين بناء على طلب روسيا لمناقشة ما زعمت موسكو أنه "استفزاز شنيع" من جانب أوكرانيا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيرسل محققين إلى أوكرانيا لمساعدة السلطات المحلية على توثيق جرائم الحرب.
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إلى إجراء تحقيق دولي فيما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها القوات الروسية قائلا إنه من الضروري "معرفة الحقيقة بشأن حجم الجرائم الفاشية الروسية".
وحث مورافيتسكي على فرض عقوبات غربية أكثر صرامة ووضع حد "للمفاوضات مع المجرمين"، وقال إن "المذابح الدموية التي ارتكبها الجنود الروس تستحق أن تسمى ما هي عليه. هذه إبادة جماعية، ويجب الحكم عليها".
وانتقد الزعيم البولندي الجهود التي بذلها ماكرون خلال الأسابيع القليلة الماضية لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "لم يتفاوض أحد مع هتلر".
وقال شولتس إنه سيتم الاتفاق على عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة، في حين قال وزير خارجية إيطاليا، وهي عضو آخر يعتمد مثل ألمانيا على واردات الغاز الروسية، إنها لن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد حظر الطاقة.
وقالت الولايات المتحدة أيضا الاثنين إنها ستطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للهيئة.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد إن "مشاركة روسيا في مجلس حقوق الإنسان مهزلة"، مضيفة "لقد حان الوقت لتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إزالتها".