حرب أوكرانيا: إجلاء 50 مدنياً من مصنع آزوفستال
عواصم - أ ف ب، رويترز: أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية، إيرينا فيريشتشوك، إجلاء 50 مدنياً ضمن قافلة جديدة، أمس، من مصنع آزوفستال، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية.
وقالت فيريشتشوك عبر "تليغرام": "نجحنا اليوم في إخراج 50 امرأة وطفلاً ومسنّاً من آزوفستال. صباح غد، سنواصل عملية الإجلاء".
واتّهمت القوات الروسية بأنها "تنتهك بشكل مستمرّ" وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو أثناء عمليات الإجلاء.
وأضافت: "بالتالي، عملية الإجلاء بطيئة للغاية".
من جانبها، اتّهمت كتيبة آزوف التي تدافع عن المصنع، أمس، القوات الروسية باستهداف إحدى السيارات التي كانت تشارك في عملية إجلاء مدنيين، "بصاروخ موجّه مضاد للدبابات" ما تسبب بمقتل جندي وجرح ستة آخرين.
وتُجرى عمليات الإجلاء بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وقد بدأت في نهاية الأسبوع الماضي، وسمحت بإجلاء نحو 500 مدني، بحسب كييف.
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد ظهر أول من أمس، أنهما أرسلتا قافلة جديدة إلى آزوفستال حيث لا يزال هناك مئات الجنود بينهم جرحى كثر وعشرات المدنيين، بحسب البلدية.
وسيسمح الاستيلاء على آزوفستال لموسكو بإعلان السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية التي كانت تعدّ نحو نصف مليون نسمة قبل الحرب، إلا أنها دُمّرت إثر حصار استمرّ شهرين وعمليات قصف متواصلة.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس: إن مدينة ماريوبول "دمرت بالكامل"، وإنه لم يبق أمام روسيا سوى مجمع صناعة الصلب لإحكام سيطرتها عليها.
سئل زيلينسكي، خلال مداخلة عبر الفيديو نظمتها مؤسسة شاتام هاوس للأبحاث في لندن، حول ما يعنيه سقوط المدينة الإستراتيجية في الطرف الجنوبي من منطقة دونباس، حيث لم يبق تحت سيطرة كييف سوى مجمع الصلب، فأجاب: "عليكم أن تفهموا أن ماريوبول لن تسقط أبداً. لقد دمرت بالفعل، ولم يعد هناك أي بناء، فقد دُمّر كل شيء بالكامل".
وأضاف الرئيس الأوكراني: إنه لا يزال هناك "هذا المبنى الصغير، مجمع مصنع الصلب في آزوفستال، أو ما تبقى منه".
ستتيح السيطرة على هذا المجمع لموسكو إعلان اكتمال سيطرتها على ماريوبول التي كان عدد سكانها يناهز 500 ألف نسمة قبل الحرب، ودمرها شهران من الحصار والقصف.
واتهمت كتيبة آزوف المتحصنة في آزوفستال القوات الروسية، أمس، باستهداف إحدى سياراتها المشاركة في عملية إجلاء المدنيين، ما أسفر عن مصرع مقاتل.
وتابع فولوديمير زيلينسكي: "يتم إجلاء الناس قدر ما نستطيع. إذا قتلوا (الروس) أشخاصاً يمكن مبادلتهم كأسرى حرب أو إطلاق سراحهم كمدنيين، أو مساعدتهم كجرحى مدنيين أو عسكريين، فلا أعتقد أنه يمكننا إجراء محادثات دبلوماسية بعد ذلك".
كما دعا الرئيس الأوكراني المستشار الألماني أولاف شولتس إلى كييف لحضور احتفالات إحياء ذكرى هزيمة ألمانيا النازية في 9 أيار، معتبراً أن هذه الزيارة ستكون "قوية جداً من الناحية السياسية" رغم التوترات المستمرة بين البلدين.
وقد فشلت مساعي الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير منتصف نيسان في زيارة كييف مع نظرائه في بولندا ودول البلطيق الثلاث.
ولم تهضم برلين الرفض الأوكراني الذي أضر بالعلاقات الدبلوماسية الثنائية، واعتبر المستشار الألماني أن ما حصل "عقبة" أمام زيارته لكييف بعد أن حضّته أطراف ألمانية على التوجه إليها لإظهار الدعم.
وفي واشنطن، قال أربعة مسؤولين أميركيين لرويترز، أمس: إنه من المتوقع أن يوقّع الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق على شحنة أسلحة جديدة لأوكرانيا لا تقل قيمتها عن 100 مليون دولار، في أحدث خطوة ضمن سلسلة من شحنات السلاح التي تستهدف مساعدة كييف على صد الغزو الروسي.
وأرسلت الولايات المتحدة لأوكرانيا أسلحة بلغت قيمتها 3.4 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط. وشملت هذه الأسلحة مدافع هاوتزر وأنظمة صواريخ ستينغر المضادة للطائرات، وصواريخ جافلين المضادة للدبابات وذخائر. كما كشفت مؤخراً عن تزويدها بطائرات "شبح" مسيّرة.
وأضاف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم: إن الشحنة الجديدة ستشمل على الأرجح مزيداً من الذخائر لأسلحة مثل مدافع الهاوتزر.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): إنها أرسلت بالفعل نحو 184 ألف قذيفة مدفعية.
وقال اثنان من المسؤولين: إن الإعلان عن الصفقة الجديدة قد يصدر في غضون 24 ساعة.
وفي بروكسل، وجد الدبلوماسيون الأوروبيون أنفسهم، أمس، وسط مفاوضات صعبة للاتفاق على حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، حسبما قالت مصادر دبلوماسية عدة لوكالة فرانس برس، في ظلّ رفض المجر اقتراح حظر واردات النفط الروسي.
وقال رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل: "إذا لم يتمّ التوصل إلى أي اتفاق نهاية هذا الأسبوع، ينبغي عليّ الدعوة إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل".
وقال رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان، أمس: إن رغبة بروكسل في فرض حظر على واردات النفط الروسية تشكل تجاوزاً "لخط أحمر" و"تمسّ" بالوحدة الأوروبية التي ظهرت منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
من جانبه، أبدى رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي ثقته بنجاح المفاوضات، وقال في مقابلة مع قناة يورونيوز: "هناك دول لها مواقف مختلفة فيما يتعلق بالاعتماد على النفط والغاز".
وفي الأمم المتحدة، أعرب مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، عن "القلق العميق فيما يتعلق بحفظ السلام والأمن في أوكرانيا"، وأيّد جهود الأمين العام للأمم المتحدة الرامية لإيجاد حل سلمي وذلك في أول بيان للمجلس منذ غزو روسيا لجارتها قبل عشرة أسابيع.
وتَصدر بيانات مجلس الأمن بالإجماع. ووضعت النرويج والمكسيك صياغة النص الموجز الذي تم إقراره أمس.
وقال البيان: إن "مجلس الأمن يعرب عن القلق العميق فيما يتعلق بحفظ السلام والأمن في أوكرانيا. يوضح المجلس أن جميع الدول الأعضاء متعهدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بتسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية".
وجاء في البيان أن "مجلس الأمن يعرب عن دعمه القوي لجهود الأمين العام في البحث عن حل سلمي".
وطالب البيان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أيضاً بتقديم إفادة للمجلس مرة أخرى "في الوقت الملائم".