:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/62746

بوتين في ذكرى هزيمة النازية: نقاتل في أوكرانيا دفاعا عن «الوطن الأم»

2022-05-10

لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: استغلت كل من روسيا وأوكرانيا ذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، الإثنين، لربط هذا الحدث، بالأوضاع الحالية، ففيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن «الوطن الأم» بمواجهة «تهديد غير مقبول» مكرراً الحديث عن «نازيين جدد» في أوكرانيا، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن «في يوم الانتصار على النازيين، نحن نقاتل من أجل انتصار آخر».
وقال بوتين في خطاب ألقاه من الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود المشاركين في العرض العسكري بمناسبة ذكرى الانتصار السوفييتي على النازيين عام 1945 «أتوجه إلى قواتنا المسلحة، أنتم تقاتلون من أجل الوطن الأم، من أجل مستقبله» مشددا على وجوب بذل كل ما يمكن «حتى لا تتكرر أهوال حرب شاملة جديدة». بعد شهرين ونصف الشهر من بدء الهجوم في أوكرانيا، يتركز القتال في دونباس في الشرق، بعد أن تعين على روسيا أن تقلص طموحها للسيطرة على البلاد في مواجهة مقاومة شرسة من الأوكرانيين الذين يتلقون أسلحة من الغرب.
ويحاول الرئيس الروسي أن يصف النزاع في أوكرانيا على أنه امتداد لحرب 1945، عبر وصف خصومه باستمرار أنهم من «النازيين الجدد».
وأمام آلاف الجنود المشاركين في العرض في ظل جدران الكرملين الحمراء، عاد فلاديمير بوتين إلى قراره بشأن شن هجوم على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، مكررًا القول إن كييف كانت تستعد لمهاجمة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد وسعت للحصول على القنبلة الذرية وتتلقى الدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهو ما يشكّل برأيه تهديدًا وجوديًا لروسيا.
وقال «كان يتشكّل تهديد غير مقبول على الإطلاق، مباشرة على حدودنا» مكررًا الحديث عن نازيين جدد في أوكرانيا، وواصفًا هجومه عليها أنه «ردّ وقائي» و«القرار الصائب الوحيد».

شارة

منذ أن نُصب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا في العام 2000، كُرّس العرض العسكري لإحياء ذكرى يوم النصر في 9 أيار/مايو وكذلك لعرض القوة العسكرية الروسية بعد الانتكاسة التي منيت بها إثر انهيار الاتحاد السوفييتي.
في موسكو، ارتدى عناصر الشرطة المنتشرة على طريق العرض عبر وسط المدينة بزات علق على كتفها الأيمن الحرف Z الذي أصبح رمزًا لمناصري الحرب في أوكرانيا. فهذا الحرف مطبوع على مركبات الوحدات المشاركة في النزاع.
وخلال العرض في نوفوسيبيرسك في سيبيريا، سارت في وسط المدينة مركبات من زمن الحرب العالمية الثانية ممهورة بالحرف Z.
وصوَّر بوتين التاسع من أيار/مايو على أنه في صميم الروح الوطنية الروسية، في حين فقد الاتحاد السوفييتي ما يصل إلى 27 مليونًا من مواطنيه في تلك الحرب.
في مواجهة هذا السجل الرهيب، شدد الرئيس الروسي، على أن واجب روسيا هو تجنب اندلاع حرب عالمية جديدة، بينما يخشى الكثيرون من اتساع النزاع في أوكرانيا.
وقال «واجبنا هو المحافظة على ذكرى الذين سحقوا النازية. والقيام بكلّ ما يلزم حتى لا تتكرر أهوال حرب شاملة جديدة».
قبل الخطاب مباشرة، في العاشرة صباحًا (07.00 بتوقيت غرينتش) عندما دقت أجراس برج سباسكايا في الكرملين، استعرض قائد الجيش أوليغ ساليوكوف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، القوات في سيارات القيادة المكشوفة.

مسيرة «الخالدين»

وقبل ذلك بدقائق، وصل فلاديمير بوتين إلى المنصة الرسمية مصافحًا قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية وقد غطت صدورهم الأوسمة والميداليات.
بعد خطابه، مر 11000 جندي وعشرات المركبات، بما في ذلك قاذفات صواريخ استراتيجية ودبابات، عبر الساحة الحمراء، ومن بينها وحدات عائدة من الجبهة الأوكرانية.
وكان لا بد من إلغاء العرض الجوي بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما كان يُنتظر رؤية «طائرة نهاية العالم» وهي طائرة من طراز إليوشن إيل-80 مصممة للقادة الروس في حالة نشوب حرب ذرية.

زيلينسكي: نحارب من أجل انتصار آخر وسنطرد المحتلين من أرضنا

واستكمالاللاحتفال بانتصار عام 1945، نظمت مسيرات «فوج الخالدين» في جميع أنحاء البلاد ويحمل المشاركون خلالها صور قدامى المحاربين في «الحرب الوطنية العظمى» في الفترة من 1941 إلى 1945.
وتوجه عشرات الآلاف إلى وسط موسكو، للمشاركة في المسيرة، بمن فيهم بوتين الذي حمل صورة والده الذي قاتل في الحرب. وقال مسؤولون في موسكو إنهم يتوقعون مشاركة ما يصل إلى مليون شخص في المسيرة.

«سننتصر الآن»

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تدع روسيا «تستأثر بالانتصار على النازية» في العام 1945.
وقال، في رسالة فيديو يظهر فيها ماشيا في الجادة المركزية في العاصمة كييف «نحن نعتز بأسلافنا الذين هزموا النازية مع شعوب أخرى في إطار التحالف ضد هتلر» مضيفا «انتصرنا آنذاك وسننتصر الآن» في إشارة إلى الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير.
وتابع «عدونا كان يحلم أن يرانا نعدل عن الاحتفال بالتاسع من أيار/مايو وبالانتصار على النازيين لإعطاء فرصة لتعبير اجتثاث النازية».
و»اجتثاث النازية» هي الحجة الرئيسية التي ذكرها بوتين لتبرير غزو أوكرانيا.
وقال زيلينسكي «كافح ملايين الأوكرانيين النازية. طردوا النازيين من لوغانسك، طردوا النازيين من دونيتسك، حرروا خيرسون وميليتوبول وبيرديانسك من المحتلين، طردوا النازيين من يالطا وسيمفيروبول وكيرتش ومن كامل القرم، حرروا ماريوبول من النازيين» معددا مدن شرق وجنوب أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية حاليا ومدن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وتابع «هم طردوا النازيين من كامل أنحاء أوكرانيا، لكن المدن التي ذكرتها اليوم تلهمنا بصورة خاصة، تمنحنا إيمانا أننا سنطرد المحتلين من أرضنا».
وأكد أن «في يوم الانتصار على النازيين، نحن نقاتل من أجل انتصار آخر، الطريق إلى هذا الانتصار طويل لكن لا يساورنا أدنى شكّ في انتصارنا» مضيفا «انتصرنا آنذاك، وسننتصر الآن».
وختم «قريبا جدا ستحتفل أوكرانيا بيومي نصر».
وتعليقا على خطاب بوتين، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك،، إن الدوافع الروسية لمهاجمة أوكرانيا ناتجة عن «طموحات إمبريالية مريضة».
وأضاف بودولياك في تغريدة على تويتر: «دول الناتو (حلف شمال الأطلسي) لن تهاجم روسيا، وأوكرانيا لم تخطط لمهاجمة (شبه جزيرة) القرم».
وتابع: «الجيش الروسي يحتضر وهو لا يدافع عن وطنه بل يحاول احتلال دولة أخرى، ولم تكن هناك أسباب منطقية لهذه الحرب سوى الطموحات الإمبريالية المريضة».

استغلال الذكرى

كذلك، اتهم، وزير الدفاع البريطاني بين والاس، بوتين، باستغلال ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945 للتغطية على أخطائه في أوكرانيا حيث لم يكن الرد على الإخفاقات الميدانية سوى «عرض مخز من الحفاظ على الذات، مقرونًا بالفشل والغضب وعدم الصدق والبحث عن كبش فداء».
وبين أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يعكس فاشية واستبدادية» من حقبة الحرب العالمية الثانية، معتبرًا أن على الجنرالات الروس أن يمثلوا أمام محكمة عسكرية لمحاكمتهم على أفعالهم في أوكرانيا.
وخلال خطاب ألقاه في متحف الجيش الوطني في لندن، قال «من خلال غزوهم لأوكرانيا، يعكس بوتين ودائرته المقرّبة وجنرالاته الفاشية والاستبدادية (اللتين كانتا سائدتين) قبل 77 عامًا، مكررين أخطاء الأنظمة التوتاليتارية من القرن السابق».
وأضاف «إنهم يظهرون الاحتقار للحياة البشرية والسيادة الوطنية والنظام الدولي القائم على القواعد».

تحريف الماضي

إلى ذلك، اتهم رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، بوتين بتحريف الماضي والحاضر، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء التشيكية.
وقال فيالا في إشارة إلى خطاب بوتين « من غير المجدي أن نتحدث عن كل كذبة سمعناها في موسكو».
وأوضح» الخطاب يظهر مدى أهمية أن يتحرك الغرب ضد المعتدي بتوافق ونشاط».