:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/62747

ماكرون: لا يمكن بناء السلام في أوكرانيا عبر «إذلال» روسيا

2022-05-10

لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، من ستراسبورغ، أنه في سبيل إنهاء الحرب، التي يشنها الجيش الروسي في أوكرانيا، يجب بناء السلام دون «إذلال» روسيا.
وقال خلال مؤتمر صحافي في البرلمان الأوروبي: «غداً سيكون لدينا سلام نبنيه، دعونا لا ننسى ذلك أبدًا. سيتعين علينا القيام بذلك مع أوكرانيا وروسيا حول الطاولة. لكن ذلك لن يحصل من خلال رفض أو استبعاد بعضنا بعضًا، ولا حتى بالإذلال».
وقبل ذلك بقليل، بين ماكرون في كلمة له «عندما يعود السلام إلى التراب الأوروبي، سيتعين علينا بناء توازنات أمنية جديدة» من دون «الاستسلام أبدًا للإغراء أو الإذلال، ولا لروح الانتقام لأنها أمعنت في تدمير طرق السلام في الماضي» في إشارة إلى معاهدة فرساي التي أبرمت بعد الحرب العالمية الأولى وشكلت «إذلالًا» لألمانيا.

الحفاظ على السلام

حتى ذلك الحين، يجب على الأوروبيين كما قال، أن «يفعلوا كل شيء حتى تتمكن أوكرانيا من الصمود ولا تنتصر روسيا أبدًا» ولكن أيضاً «الحفاظ على السلام في بقية القارة الأوروبية وتجنب أي تصعيد» مع موسكو.
وحسب الرئيس الفرنسي، يوم الإثنين «أعطى وجهين مختلفين تمامًا ليوم 9 أيار/ مايو، الأول يوم أوروبا في الاتحاد الأوروبي، والثاني الاحتفال بالذكرى السنوية لانتصار عام 1945 على ألمانيا النازية في روسيا».
وقال إنه في موسكو «كانت هناك رغبة في عرض القوة والترهيب وخطاب حربي حازم» ألقاه الرئيس فلاديمير بوتين. ولكن أثناء وجوده في ستراسبورغ «كانت هناك جمعية للمواطنين والبرلمانيين الوطنيين والأوروبيين» من أجل «التفكير في مستقبل» القارة.

قد تستغرق عقوداً

كما ألقى ماكرون، خطابا أمام البرلمان الأوروبي، وهو أول خطاب له حول أوروبا منذ إعادة انتخابه رئيساً لفرنسا، إذ دعا إلى إنشاء «منظمة سياسية أوروبية» لضمّ أوكرانيا خصوصًا، بالتوازي مع آلية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي قد تستغرق «عقودًا».
وأوضح إنه «مؤيد» أيضًا «لمراجعة معاهدات» الاتحاد الأوروبي، وهو اقتراح قدّمه البرلمان الأوروبي من أجل اكتساب فعالية مؤسساتية في أوقات السلم كما في أوقات الأزمات.
وعبّرت 13 من أصل الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الإثنين عن معارضتها لإطلاق آلية لتعديل المعاهدات.
وأقرّ ماكرون بوجود «نقاط خلافية» بين الدول الأعضاء حول الموضوع، متمنيًا أن تناقش الدول الأعضاء هذه المسألة خلال قمة تعقد في حزيران/يونيو.

دعا إلى إنشاء «منظمة سياسية أوروبية» لضمّ كييف

في مداخلته بمناسبة يوم أوروبا، أشار ماكرون إلى أن أوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي، هي أصلا«عضو في قلب اتحادنا».
لكنه أوضح أن آلية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي قدّمتها كييف «ستستغرق سنوات عدة، وفي الحقيقة عقودًا» مقترحًا بالتوازي، إنشاء «منظمة أوروبية جديدة».
وقال ماكرون بمناسبة اختتام المؤتمر حول مستقبل أوروبا «هذه المنظمة الأوروبية الجديدة ستسمح للأمم الأوروبية الديمقراطية التي تؤمن بقيمنا الأساسية، بإيجاد مساحة جديدة للتعاون السياسي وللأمن».
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إن أوكرانيا سوف تحصل على الرد الأول بشأن طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في حزيران/يونيو المقبل.
وبينت، عبر تويتر، أمس الإثنين عقب اتصال عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المفوضية الأوروبية «سوف تسعى لإعلان رأيها في حزيران/يونيو».
وتقدم زيلينسكي بطلب الانضمام للتكتل على ضوء الغزو الروسي لبلاده.
وكلفت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي يبلغ عددها 27 دولة، المفوضية بالنظر في الطلب، وهي خطوة مهمة ولكنها مبكرة للغاية في عملية الانضمام الطويلة والمعقدة.
في الموازاة، أثبطت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك توقعات بانضمام سريع لأوكرانيا للاتحاد الأوروبي.
وقالت بيربوك في مدينة فرانكفورت على نهر الأودر: «أوكرانيا تنتمي إلى البيت الأوروبي. لكننا لا نعلم متى وكيف يمكن أن تحدث هذه الخطوة (الانضمام) لأن أوكرانيا في حرب مفزعة الآن».
وكانت بيربوك قد أعربت بالفعل عن تحفظاتها بشأن طلب العضوية في نهاية شباط/فبراير الماضي، مشيرة إلى أن مثل هذا الإجراء عادة ما يستغرق سنوات.
وقالت الوزيرة خلال زيارة جامعة «فيادرينا» في فرانكفورت: «يجب ألا نقطع وعودا فارغة مرة أخرى» مضيفة أنه يتعين لذلك في النصف الأول من هذا العام بدء محادثات الانضمام مع مقدونيا الشمالية وألبانيا، والتي ظلت قيد الإعداد لفترة طويلة.
وجددت بيربوك دعوتها روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا على الفور. وتطرقت الوزيرة في خطاب إلى موضوع الوحدة الأوروبية، وقالت: «الحرب الروسية تنكر كل ما تمثله أوروبا، بعد عام 1945 وبعد عام 1989 السلام والحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية».
وأكدت أن ألمانيا تقف بحزم إلى جانب حلفائها في وسط وشرق أوروبا، وتفي أيضا بمسؤوليتها عبر نشر المزيد من الجنود في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مضيفة في الوقت نفسه أن قوة أوروبا تتجاوز بكثير الدعم العسكري وتشمل التشابك المجتمعي على وجه الخصوص.
وقالت: «هذا يعني إذن أن أوروبا ليست اتحادا اقتصاديا فحسب، بل أيضا اتحاد قيم» واصفة الاعتقاد بأن التشابك الاقتصادي وحده سيجلب الديمقراطية والقيم بأنه وهم فادح، وقالت: «لقد رأينا ذلك في حرب العدوان هذه. المصالح والقيم الاقتصادية وثيقة الصلة للغاية» مؤكدة ضرورة مواصلة تعميق أوروبا الآن، وقالت: «هذا يعني مواصلة بناء أساس واضح للقيم».