استعدادات تجريها المنظمات اليهودية المتطرفة، لتنظيم لمسيرة "الأعلام"، المزمع إجراؤها مساء اليوم الأحد، رغم التحذيرات والرسائل التي وصلت حكومة الاحتلال من فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتصر حكومة الاحتلال على مرور المسيرة من منطقة "باب العامود"، والحي الإسلامي في القدس المحتلة، ومنع الفلسطينيين من التجول أو الوصول للمكان.
ويُعدّ يوم "توحيد القدس"، "عيدا وطنيا" لإحياء ذكرى استكمال سيطرة دولة الاحتلال على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب حزيران/يونيو عام 1967.
وينظم المستوطنون، فعاليات في يوم ما يطلق عليه "توحيد القدس"، وتتضمن هذه الفعاليات اقتحامًا كبيرًا للمسجد الأقصى، وبمسيرة أعلام إسرائيلية ضخمة، يعوضون كما يقولوا من خلالها إخفاق مسيرة العام المنصرم التي فرقتها صواريخ المقاومة القادمة من غزة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت به صحيفة (هأرتس)، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، "سيعزز قواته في المنطقة الجنوبية، كما تم نشر بطاريات القبة الحديدية في جميع الأنحاء".
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو رحمة أن "حكومة الاحتلال أعلنت عن إقامة مسيرة الأعلام وبشكل واضح وستجري في زمانها ومسارها المحدد لها مشيراً إلى أن التحدي بالنسبة لهم ولقوى الأمن كيف يمكن ضبط هذا المسار بما لا يؤدي الى احتكاك مع الفلسطينيين؟".
وقال أبو رحمة في حديثه لـ "دنيا الوطن": "لقد أعلن الفلسطينيون بوضوح رفضهم لمسار هذه المسيرة وإقامتها، وبالتالي على الحكومة الإسرائيلية أن تتجنب حدوثها لأن أي استفزاز للفلسطينيين سيؤدي لانفجار في القدس يتطور وتصل تداعياته للأراضي الفلسطينية كافة".
وأضاف: أن "إصرار حكومة الاحتلال على إقامة مسيرة الاعلام يعود لكونها حكومة مستوطنين متطرفة رئيسها مهدد أن تنفجر حكومته في أي لحظة، وبالتالي تتطابق مفاهيمه كممثل للمستوطنين والمتطرفين، وهو يريد السماح لهذه المسيرة وغيرها من المسيرات أن تكون في صالحه ومصلحته ".
وأوضح أن "جميع الاحتمالات مفتوحة سواء أكان ذلك تصعيد في الضفة الغربية والقدس أم سيشمل قطاع غزة، مشدداً إلى أن حكومة بينيت لا تريد حربا في هذا التوقيت وكذلك فإن قوى المقاومة غير معنية بمعركة جديدة تلحق مزيداً من الدمار في القطاع".
وأشار إلى أنه وفي حال تمادى الاحتلال الإسرائيلي وتمادى المستوطنين اليوم أثناء المسيرة، فإن كل الاحتمالات مفتوحة.
ويرى أبو رحمة أن "الحكومة الإسرائيلية والشرطة ستعمل على ضبط مسارها إضافة الى الوساطات العربية والدولية لمنع تصاعد وتيرة الأوضاع الى مواجهة شاملة".
من جانبه قال المحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، إن "ما يجري هو عبارة عن تكتيك من حكومة الاحتلال لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي؛ بسبب إخفاقاتها الأمنية في محطات عديدة، التي كان آخرها عمليات الطعن وإطلاق النار، والتي أظهرت الحكومة في موقف ضعيف وصعب".
وأضاف سويرجو لـ"دنيا الوطن"، إن "الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على فرض أي وقائع جديدة على الأرض، مثل محاولات التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى وذبح القرابين ومسيرات الأعلام".
وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية في أضعف حالاتها الآن، في ظل الاستقالات المتتالية التي تعاني منها، تمنعها من الإقدام على أي خطوات توتر المنطقة بأكملها، ولدى هذه الأجهزة والجيش معطيات على الأرض تستند عليها ولا تتعامل حسب ما يرد من المستوى السياسي".
ويرى سويرجو، أنه "ربما يحدث تفجير للوضع ودخول عدة جبهات نحو التصعيد مع الاحتلال والحديث هنا عن حرب إقليمية، وهو ما لا تريده حكومة الاحتلال والولايات المتحدة التي ترفض الذهاب نحو التصعيد في المنطقة في ضوء انشغالها بالملف الأوكراني".
وشدد على أن حكومة الاحتلال تحاول الوصول إلى أبعد مدى في إظهار قوتها والتماهي مع مطالب المستوطنين، و"لكنها في المراحل الأخيرة تتراجع وتحاول امتصاص غضب المقاومة والفلسطينيين، وستحاول تغير طريقتها وأسلوبها لمنع أي تصعيد".