روسيا تقطع الغاز عن الدنمارك.. وتتهم واشنطن بصب الزيت على النار فى أوكرانيا
فيما قررت روسيا ضم الدنمارك لقائمة الدول التى منعت عنها إمدادات الغاز الطبيعي، سجلت القوات الروسية المزيد من التقدم على الأرض فى أوكرانيا، فى حين اتهم الكرملين واشنطن بـ«صب الزيت على النار عمداً وبعناية» بعد الإعلان عن تسليم أنظمة صواريخ أمريكية إلى كييف لصد الهجوم الروسى فى أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف إن «خط الولايات المتحدة هو محاربة روسيا حتى آخر أوكراني. تسليم شحنات من هذا النوع لا يشجع القيادة الأوكرانية على استئناف مفاوضات السلام».
وكتب الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس الأول أن بلاده “ستزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطوراً وذخائر، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافاً أساسية فى ميدان المعركة فى أوكرانيا”.
وأوضح مسئول كبير فى البيت الأبيض أنّ الأمر يتعلّق براجمات صواريخ من طراز “هيمارس”. وهيمارس هى راجمات صواريخ تركّب على مدرّعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجّهة ودقيقة الإصابة.
ومن جانبه، ألمح نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف إلى أنّ هذه الشحنات قد تزيد من خطر حدوث مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو، واصفا ذلك بتطور سلبى يؤدى لمواجهة مباشرة وبالتالى لتأجيج الصراع. من جهته، وعد المستشار الألمانى أولاف شولتس أوكرانيا بتسليمها نظاما حديثا مضادا للطائرات، إلى جانب تزويد القوات المسلحة الأوكرانية برادار تتبع يمكنه رصد المدفعية. وأعلن شولتس أمس فى البرلمان الألمانى أن ألمانيا ستدعم أيضا تسليم الولايات المتحدة المعلن قاذفات صواريخ متعددة الإطلاق إلى أوكرانيا “وفقا لقدراتنا التقنية”. وقال إن هدف الحكومة الألمانية هو “ألا يكسب” الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حرب العدوان التى بدأها ضد أوكرانيا، وأضاف: “هدفنا هو أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وتنجح فى ذلك”.
ميدانياً، أعلن حاكم منطقة لوجانسك سيرهى هايداى أن القوات الروسية “تعزّز مواقعها” فى وسط مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية فى شرق أوكرانيا التى يحاول الروس السيطرة عليها منذ أيام.
ونشر على تطبيق تيليجرام إن روسيا تسيطر الآن على ٧٠٪ من مدينة سيفيرودونيتسك، وهى هدف رئيسى إذا كانت القوات الروسية تريد السيطرة على منطقة دونباس بأكملها، موضحاً أن القوات الأوكرانية تراجعت إلى مواقع أكثر فائدة ومجهزة مسبقًا بينما بقى جزء آخر يواصل القتال داخل المدينة ".
وعلى صعيد متصل، أخطرت روسيا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإجراءات قادمة تتخذها أوكرانيا لاستخدام محتمل للمواد الكيميائية، وقد شرعت المنظمة فى التحرى بهذا الشأن. وفى أحدث تصعيد بشأن الطاقة الأوروبية، قالت أكبر شركة طاقة دنماركية إن روسيا قطعت إمداداتها من الغاز أمس لأنها رفضت الدفع بالروبل. وكانت روسيا قد أوقفت فى السابق إمدادات الغاز الطبيعى إلى فنلندا وبولندا وبلغاريا لرفضها طلب الدفع بالروبل.
وفى سياق متصل، أدلى الناخبون فى الدنمارك بأصواتهم فى استفتاء حول إلغاء بلادهم سياسة الانسحاب الدفاعى من الاتحاد الأوروبي، فى ضوء الحرب فى أوكرانيا. وتشير استطلاعات للرأى إلى أن أغلبية المواطنين الدنماركيين يريدون التخلص من ترتيبات الدفاع الخاصة حيث أيد ٤٤٪ من المشاركين إلغاء الترتيبات، مقابل ٢٨٪ معارضين للإلغاء. ويعنى الانسحاب الدفاعى عدم مشاركة الدنمارك فى صياغة وتنفيذ قرارات الاتحاد الأوروبى ذات الآثار الدفاعية.
أما على الجانب الآخر وعلى الرغم من قرار الاتحاد الأوروبى أمس الأول بخفض واردات النفط الخام الروسى بنسبة ٩٠٪ بحلول نهاية العام، أصبحت إيطاليا الدولة الوحيدة فى أوروبا التى قامت بزيادتها، وهى نتيجة غير مقصودة لعقوبات الاتحاد الأوروبى ضد روسيا، حيث يتعين على روما التعامل مع مصير مصفاة صقلية المملوكة لشركة لوك أويل الروسية، فنتيجة للعقوبات السابقة انتقلت المصفاة من معالجة ١٥٪ من الخام الروسى إلى ١٠٠٪، حيث تستمر السفن فى الوصول إلى المصفاة بجانب الميناء محملة بالنفط الخام من الشركة الأم الروسية.