:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/63508

لويس كامبوس ... كشّاف الآلئ النادرة وصانع الإنجازات غير المتوقعة

2022-06-11

يُعدّ البرتغالي لويس كامبوس الذي عُين أمس، مديراً رياضياً جديداً لباريس سان جرمان الفرنسي المهندس الكبير الذي ساهم في تتويج غير متوقع لموناكو وليل في الدوري الفرنسي لكرة القدم عامي 2017 و2021 توالياً، وكشاف مواهب فذ ذو شخصية ليس من السهل دائماً التعامل معها.
بعد مسيرة تدريبية بدأت في سن مبكرة من دون أن يخرج من البرتغال، انتقل كامبوس المولود في إسبوسيندي بالقرب من بورتو، للعمل كمستشار تقني ذات توجه تدريبي قبل اختيار مسار انتداب اللاعبين في بداية الألفية الثالثة.
التقى في ذاك الوقت مواطنه جوزيه مورينيو الذي دفعه إلى مقدمة الساحة الاوروبية عندما استعان به في عام 2012 خلال موسمه الأخير مع ريال مدريد الاسباني، عندما تعاقد كامبوس حينها مع الكرواتي لوكا مودريتش الذي أصبح أحد أهم أعمدة النادي الملكي وتوج لاحقاً بجائزة الكرة الذهبية.
نظراً لقربه من وكيل أعمال اللاعبين النافذ مواطنه جورج منديش، كّون كامبوس (57 عامًا) على مرّ السنين شبكة مهمة مع كشافين يجولون العالم بحثاً عن لآلئ نادرة. أصبح البرتغالي متخصصاً في التجارة، أي توظيف اللاعبين الشباب الموهوبين القادرين على تحقيق مكاسب مالية كبيرة عند إعادة بيعهم.
في موناكو، بين 2013 و2016 حيث شغل بدايةً منصب المستشار الرياضي ومن ثم المدير التقني، أظهر حنكته من خلال جذب لاعبين مرموقين مثل الكولومبيين راداميل فالكاو وخاميس رودريغيس ومواطنيه جواو موتينيو وريكاردو كارفاليو الذين ضمّهم الى براعم شابة ذات إمكانات مميزة والذين أظهروا علوّ كعبهم مع مرور الوقت، كمواطنه برناردو سيلفا والفرنسيين توما ليمار وبنجامان مندي.
ورغم أنه غادر نادي الإمارة قبل عام تقريباً من فوزه باللقب في عام 2017، فإن للبرتغالي فضلا كبيراً بهذا التتويج غير المتوقع على حساب باريس سان جرمان.
في موناكو، التقى بكيليان مبابي الصاعد حينها والذي انضم الى سان جرمان بعد أسابيع من اللقب وأصبح اليوم أحد أبرز نجوم العالم.
شغل بعدها كامبوس منصب المستشار الرياضي لجيرارد لوبيز بعد أن اشترى رجل الأعمال الإسباني-اللوكسمبورغي نادي ليل في أوائل عام 2017.
ظهرت ثمار هذا التعاون لاحقًا، فبعد موسم أول أفلت خلاله ليل من الهبوط، حل ثانياً في 2019 ورابعًا في 2020 قبل أن يحقق لقب الدوري في 2021، بعد بضعة أشهر من مغادرة الثنائي الذي بنى فريقاً رائعاً.
كما كان الحال في موناكو، كان قادراً على بناء مجموعة مكونة من لاعبين ذوي خبرة أمثال البرتغالي جوزيه فونتي، بنجامان أندريه، لويك ريمي والتركي براق يلماز الى جانب مواهب شابة مثل العاجي نيكولا بيبي، النيجيري فيكتور أوسيمهن، البرتغالي رافايل لياو والكندي جوناثان ديفيد.
تألق العديد منهم مع ليل كبيبي، أوسيمهن ولياو قبل بيعهم مقابل مبالغ جيدة. لكن البرتغالي تمكن دائمًا من إيجاد بدائل لهذه القطع الذهبية للحفاظ على مجموعة موهوبة ومتجانسة.
مدمنٌ على العمل، قادرٌ على السفر في كل أنحاء العالم لمراقبة اللاعبين، من أميركا الجنوبية إلى الحدود التركية لتجنيد المدافع زكي تشيليك، لم يتواجد كامبوس في كثير من الأحيان في "دومان دو لوشان" المركز التدريبي لليل، لكنه كان على اتصال دائم مع لوبيز والمدرب حينها كريستوف غالتييه.
هو سريع الغضب وتسبّبت له شخصيته القوية بمشاكل في بعض الأحيان، كما حدث عندما أراد المدرب الارجنتيني مارسيلو بييلسا الإشراف على ضم اللاعبين عند وصوله في صيف عام 2017. لكن بعد ثلاثة أشهر معقدة من الأخذ والرد، قرّر لوبيز الانفصال عن بييلسا والاحتفاظ بمستشاره البرتغالي.
لقد أثبت المستقبل أنه كان على حق، حتى ولو شابت الأشهر الأخيرة لكامبوس في ليل مواجهات مع المدير العام للنادي الاسباني مارك إينغلا، وهو صديق مقرّب منذ فترة طويلة من لوبيز.
أراد البرتغالي أن تكون كلمته أقوى لكنه لم يحصل على ما أراد ليرحل عن النادي الشمالي، مما أثار استياء غالتييه الذي كان يقدّره كثيرًا. أما لوبيز الذي علق في مرمى النيران، حاصره دائنوه واضطر إلى بيع النادي قبل ستة أشهر من التتويج في أيار 2021.
من المتوقع أن يكون دور كامبوس في باريس مختلفاً بعض الشيء، كون النادي المملوك قطرياً لا يبني مشروعه على التجارة، حتى لو كان يرغب في بعض الأحيان في تحقيق مكاسب مالية.
سيتعيّن على البرتغالي الآن العمل على بناء قوّة ضاربة جديرة بإرضاء مبابي الذي قرّر أخيراً البقاء في العاصمة الفرنسية وعدم الانتقال الى ريال مدريد، بعد تلقي ضمانات رياضية بشأن بناء فريق قادر أخيراً على الفوز بدوري أبطال أوروبا.