:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/64014

تفجّر موجة تظاهرات في مدن ليبيا تدين السياسيين بسبب تردي الأوضاع

2022-07-04

وجد القادة الليبيون أنفسهم، أمس، تحت وطأة الضغط المتنامي للشارع غداة تظاهرات في أنحاء البلاد بسبب انقطاع التيار الكهربائي المزمن في منتصف موجة الحر، وذلك في وقت أعلن الحراك الشبابي الذي يطلق على نفسه اسم حراك "بالتريس" عن بدء عصيان مدني في العاصمة الليبية.
وبدا، أمس، أن الهدوء عاد إلى طبرق في أقصى شرق البلاد حيث اقتحم متظاهرون، أول من أمس، مقر البرلمان مستخدمين جرّافة، قبل أن يضرموا النار فيه احتجاجاً على تدهور ظروف الحياة وإهمال قادتهم، لكن دعوات على الإنترنت صدرت للمشاركة في تحركات احتجاجية، مساء.
والمتظاهرون الذين رفع بعضهم العلم الأخضر للنظام السابق الذي كان يقوده معمر القذافي، عبّروا عن غضبهم لإهمال المسؤولين وتدهور الظروف المعيشية في بلاد تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا.
وردد المتظاهرون هتافات "نريد الكهرباء"، في إشارة إلى انقطاع الكهرباء الذي يستمر 12 ساعة يومياً أو حتى 18 ساعة في الأيام الشديدة الحرارة.
وكانت العاصمة أيضاً مسرحاً لتظاهرات، أول من أمس، طالب خلالها مئات الأشخاص بتجديد الطبقة السياسية وإجراء انتخابات ووضع حد لانقطاع الكهرباء.
هذه التحرّكات المفاجئة انتشرت في مختلف أنحاء البلاد، وفق صور بثها الإعلام. ففي سبها الواقعة جنوباً، أضرم المتظاهرون النار في مبنى رسمي.
في الإطار، أعلن الحراك الشبابي الذي يطلق على نفسه اسم حراك "بالتريس" عن بدء عصيان مدني في العاصمة الليبية طرابلس بعد التظاهرات التي نظمها الحراك، أول من أمس، ولقيت استجابة في كل المدن الليبية.
وقال المنظمون للحراك في بيان نشروه عبر صفحتهم الرسمية، إنه تم تجهيز الخيام في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس لبداية العصيان تحت شعار "يسقط العملاء يسقط الخونة تسقط القوات الأجنبية".
وفي تعقيبه على الأحداث، قال السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند ضمن ردود الفعل الدولية على الاحتجاجات، "تلقيت هذا المساء مكالمة هاتفية من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي واغتنمت الفرصة للتعبير عن قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي الذي أدى إلى مشاهد الاضطرابات كالتي رأيناها في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف السفير نورلاند في تغريدة نشرتها السفارة الأميركية في ليبيا عبر صفحتها على موقع تويتر، إنه "من الواضح أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد وأي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى العنف".
وشدد السفير على أن الحوار فقط والتسوية بين الفاعلين الرئيسيين هي التي تحدّد معالم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي.
وفي هذا الصدد، قالت القيادة العامة لما يسمى الجيش الوطني في شرق ليبيا برئاسة المشير خليفة حفتر، إنهم "حريصون على رعاية الشعب وحماية استقراره الذي انتزعه بعد معركة طويلة مع الإرهاب".
ودعت القيادة العامة في بيان، إلى عدم المساس بالمرافق العامة والخاصة، مؤكدا أنها لن تخذل الشعب أو تتركه عرضة للابتزاز والعبث على حد وصفها.
وأكدت القيادة العامة دعوتها للشعب الليبي إلى التظاهر المشروع في حراك مدني سلمي منظم لوضع خارطة طريق الخلاص وبناء الدولة المدنية.
ووصفت ستيفاني وليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا التي ترعى عملية سياسية متعثّرة، تخريب البرلمان بأنه "غير مقبول"، داعية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس".
وقالت في تغريدة على موقع تويتر، "ينبغي احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي، لكن أعمال الشغب والتخريب كاقتحام مقر مجلس النواب غير مقبولة على الإطلاق"، مؤكدة أن "من الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية مع الاحتجاجات وممارسة الجميع لضبط النفس".
واعتبر سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا جوزيه ساباتيل أن التظاهرات "تؤكد أن الناس يريدون التغيير عبر الانتخابات ويجب أن تُسمع أصواتهم.
من جهته، قال المحلل المتخصص بالشأن الليبي جلال حرشاوي، "منذ اكثر من عام، احتُكرت الغالبية العظمى من جهود الدبلوماسية والوساطة فيما يتعلق بليبيا عبر مفهوم الانتخابات التي لن تجري قبل عامين على الأقل نظراً إلى فشل المفاوضات في جنيف، الخميس، برعاية الأمم المتحدة".
وأكد حرشاوي أنّ الاقتصاد "كان ينبغي أن يكون الأولوية الحقيقية للجميع". وأضاف، "على هذه الجبهة، كان العام 2022 مؤلماً للغاية بالنسبة لليبيين لأسباب عدة"، مشيراً إلى أن "ليبيا تستورد كافة موادها الغذائية تقريباً وأثرت الحرب في أوكرانيا على أسعار الاستهلاك كما في العديد من دول المنطقة".
وقال حرشاوي، "في الشرق كما في الغرب، تقوم الميليشيات بعمليات تهريب ضخمة تؤدي إلى نقص خطير في الوقود للمواطنين العاديين. أيضاً، هناك حكم الكليبتوقراط والفساد المنهجي في الشرق كما هو الحال في الغرب".