الصين تعلّق التعاون مع واشنطن في عدة مجالات على خلفية تايوان
2022-08-06
أعلنت الصين أمس، وقف التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدرات والمحادثات العسكرية، في ظل تدهور العلاقات بين القوتين بسبب تايوان.
ردّت بكين بغضب على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها وتتعهد استعادتها وإن كان بالقوة.
وحاصرت الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي منذ الخميس عبر إجراء سلسلة مناورات عسكرية ضخمة قوبلت بتنديد واسع من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
والجمعة، ذهبت وزارة خارجية أبعد من ذلك فعلّقت المحادثات والتعاون المرتبط بعدد من الاتفاقيات بين البلدين بشأن ملفّات من بينها مكافحة التغير المناخي.
تعهّد أكبر بلدين مسببين للتلوث في العالم العام الماضي العمل معا لتسريع التحرّك من أجل المناخ خلال العقد الجاري، وأكدا بأنهما سيعقدان اجتماعات دورية «للتعامل مع أزمة المناخ».
لكن يبدو هذا الاتفاق في وضع هش حاليا مع تدهور العلاقات بشكل كبير، كما هو الحال بالنسبة للاتفاقيات المرتبطة بمسائل عديدة تبدأ بالمحادثات في الشؤون العسكرية ولا تنتهي عند التعاون لمكافحة المخدرات.
من جهته، دعا رئيس الوزراء التايواني سو تسينغ-تشانغ حلفاء بلاده للضغط من أجل خفض التصعيد.
وقال للصحافيين «لم نتوقع أن يستعرض الجار الخبيث قوّته على عتبتنا وبأن يعرّض إلى الخطر بشكل تعسفي الممرات المائية الأكثر انشغالا في العالم عبر تدريباته العسكرية».
وذكرت بكين بأن المناورات ستستمر حتى منتصف نهار الأحد، بينما أعلنت تايبيه أن مقاتلات وسفنًا صينية عبرت «الخط الأوسط» الذي يمر عبر مضيق تايوان صباح الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان «منذ الساعة الحادية عشرة، أجرت مجموعات عدة من طائرات حربية وسفن حربية صينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق».
وأوضحت في بيان لاحق بأن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت «الخط الأوسط» الواقع على طول مضيق تايوان خلال مناورات الجمعة.
وشوهدت سفينة عسكرية صينية تبحر عبر مضيق تايوان.
أعلن الجيش الصيني أن التدريبات تضمنت «هجوما صاروخيا تقليديا» في المياه شرق تايوان.
وذكرت شبكة «سي سي تي في» الرسمية أن الصواريخ الصينية حلّقت مباشرة فوق تايوان.
لكن حجم وكثافة التدريبات أثارت حفيظة الولايات المتحدة وقوى ديموقراطية أخرى.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد محادثات مع وزراء خارجية من دول جنوب شرق آسيا في بنوم بنه عن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان «تمثّل هذه الأعمال الاستفزازية تصعيدا كبيرا».
وأضاف «الحقيقة هي أن زيارة رئيسة مجلس النواب كانت سلمية. لا يوجد مبرر لهذا الرد العسكري المتشدد والمبالغ فيه والتصعيدي».
وتقدّمت اليابان باحتجاج دبلوماسي رسمي ضد بكين إذ يُعتقد أن خمسة من الصواريخ سقطت في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة إليها.
ودانت أستراليا التي تربطها علاقات متوترة مع الصين أكبر شريك تجاري لها، المناورات على اعتبار أنها «مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار».