:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/65416

غزة: المواطنون يحتمون بشاطئ البحر هرباً من قسوة الحَر

2022-09-03

يشكل شاطئ البحر الواجهة والملاذ الإجباري الوحيد أمام مواطني قطاع غزة؛ للهرب من موجة الحر القاسية التي تضرب المنطقة، وتقسو على منازل الفقراء بشكل واضح، خاصة التي لا تتمتع بنظام تهوية جيد.
ودفع الحر عشرات آلاف المواطنين إلى شاطئ البحر، والكورنيش المحاذي والاستراحات والمرافق البحرية في الشريط البحري؛ ليمكثوا هناك حتى ساعات الفجر الأولى.
ورغم اقتراب موسم الاصطياف على الانتهاء بعد بدء العام الدراسي، إلا أن الشاطئ اكتظ بشكل غير مسبوق خلال الموسم الحالي بالمواطنين، في صورة عبرت عن عدم ملاءمة منازل هؤلاء المواطنين للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، حيث لم تستطع الكثير من هذه العائلات التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، ما دفعها للتوجه إلى شاطئ البحر والسهر حتى ساعات الفجر الأولى.
ومع انعدام وغياب المحميات الطبيعية والمتنزهات، ازداد الإقبال على الشاطئ رغم حالة الازدحام الشديد التي يشهدها من أقصى شماله حتى أقصى جنوبه.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه أصحاب المرافق السياحية انحسار وتراجع أعداد المصطافين، بعد بدء العام الدراسي مثل كل عام، ازداد الإقبال بشكل غير مسبوق لم يشهده الموسم في ذروته.
وقال إبراهيم العطار صاحب إحدى الاستراحات: إن الأجواء الحارة أطالت عمر موسم الاصطياف، وزادت من الإقبال على المرافق الشاطئية، وشكلت ضغطاً كبيراً على طواقمها والعاملين فيها.
وأضاف العطار لـ"الأيام": إن توافد المواطنين على الشاطئ ازداد بشكل واضح منذ مطلع الأسبوع الماضي، في الوقت الذي كان فيه أصحاب الاستراحات ينتظرون تراجعه بشكل كبير واقتصاره على مجموعات شبابية.
من جهته، توقع محمد إسماعيل زايد، صاحب استراحة في أقصى شاطئ شمال غزة، أن يستمر اندفاع المواطنين إلى شاطئ البحر حتى انكسار موجة الحر.
وبيّن زايد أن استراحته استقبلت أعداداً هائلة من المواطنين لم تستقبلهم منذ مطلع موسم الاصطياف، ما دفعه إلى تأخير الاستغناء عن بعض العاملين لديه.
وذكر زايد أن الكثير من الأسر تفضل المبيت على شاطئ البحر والمغادرة مع ساعات الصباح الأولى لتجنب حرارة المنازل المرتفعة.
واعتبر المواطن فايز اللوح، في الثلاثينيات من عمره، أن شاطئ البحر أضحى المكان الوحيد الذي يحمي أسرته من جحيم منزله الذي يفتقد إلى نظام تهوية.
ولفت اللوح، ويسكن جباليا، إلى أن أسرته، خاصة أبناءه الصغار، لم يتحملوا حرارة المنزل المرتفعة التي تزيد بشكل واضح بعد غروب الشمس وحتى ساعات الفجر الأولى، ما دفعه إلى الذهاب، يومياً إلى شاطئ البحر الذي يبعد كيلومترين عن منزله.
وتغري التكلفة المنخفضة لاستئجار مكان في الاستراحات الشاطئية المواطنين للإقبال عليها، كما يقول المواطن بشير المصري الذي اصطحب أسرته في وقت مبكر من المساء إلى شاطئ مدينة بيت لاهيا.
وقال المصري لـ"الأيام": إن التكلفة المنخفضة، التي تبلغ عشرة شواكل فقط لاستئجار مكان في إحدى الاستراحات، تشجعه على القدوم كل يوم إلى المكان، والذي لا يشترط عدم اصطحاب المأكولات والمشروبات كبعض المنتجعات السياحية الكبيرة.
وينتظر المواطنون، لا سيما الفقراء، بشغف انتهاء الموجة الحارة التي كبدتهم مصاريف إضافية ينفقونها على الرحلات البحرية الإجبارية.