:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/65705

أوكرانيا: العثور على مئات الجثث في مقبرة جماعية وتواصل الاشتباكات والقصف في كافة الاتجاهات

2022-09-17

وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، امس، عناصر الجيش الروسي بأنهم "قتلة" و"جلادون" بعد العثور على مئات الجثث في مقبرة جماعية قرب إيزيوم التي استُعيدت، مؤخرا، من موسكو وعثر فيها أيضا على "غرف تعذيب".
وقال زيلينسكي عبر قناته في تلغرام، "روسيا لا تترك سوى الموت والمعاناة. قتلة وجلادون. مجردون من كل شيء بشري"، متوعدا بتسليط "عقاب قاس عادل".
وتحدث عن "أكثر من 400 جثة" تم العثور عليها في مقبرة جماعية قرب إيزيوم "تحمل آثار تعذيب، للأطفال ولأشخاص لقوا حتفهم جراء القصف الصاروخي، ولمقاتلي القوات المسلحة الأوكرانية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين في واشنطن، "هذا جزء مروّع من رواية متواصلة. كلما رأينا المد الروسي يتراجع من أجزاء احتلها في أوكرانيا، نرى ما الذي يتركه خلفه".
وخلال مؤتمر صحافي، قال بلينكن، إن روسيا تتعرض "لضغوط" بعد مخاوف أعربت عنها بكين ونيودلهي بشأن النزاع.
وتابع، "أعتقد أن ما نسمعه من الصين والهند يعكس مخاوف حول العالم بشأن عواقب العدوان الروسي على أوكرانيا ليس فقط على الشعب الأوكراني".
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، امس، أن هجوم جيشه سيستمر في أوكرانيا رغم أنه بعد أكثر من ستة أشهر من إطلاقه وفشله في السيطرة على كييف، لم يذكر سوى السيطرة على حوض دونباس الصناعي شرق البلاد.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي في سمرقند بأوزبكستان، إن "عملياتنا الهجومية في دونباس لا تتوقف، إنها تتقدم بوتيرة بطيئة (...) خطة (العمليات) لا تستدعي تغييرا (...) لسنا مستعجلين"، مؤكدا أن "الجيش الروسي يحتل مزيدا من الأراضي".
ميدانيا، بدأ محققون أوكرانيون، امس، إخراج الجثث من غابة قرب إيزيوم حيث تم العثور على 443 قبرا بينها حفرة تحتوي على جثث 17 جنديا أوكرانيا، بحسب أوليغ كوتينكو المسؤول الحكومي لهيئة البحث عن المفقودين.
شاهد مراسلو وكالة فرانس برس رجلين يرتديان زيا أبيض يحفران هناك، امس، في التربة الرملية قرب صليب كتب عليه "الجيش الأوكراني 17 فردا. إيزيوم من المشرحة".
عُثر على جثة واحدة على الأقل أخرجت من حفرة أخرى ويداها مقيدتان بحبل. وبحسب مراسلي فرانس برس تعذّر على الفور تحديد ما إذا كانت لمدني أو عسكري جراء تشوهها الشديد.
وقال كوتينكو، إن هذه المقبرة حفرت أثناء القتال عندما سيطرت القوات الروسية على المدينة في آذار وأثناء الاحتلال الروسي الذي انتهى، الأسبوع الماضي. وتحتوي بعض الحفر على عدة جثث.
وأضاف كوتينكو، "الحفر التي لا تحمل أسماء فيها أشخاص (عُثر عليهم) في الشارع"، مؤكدا أن "كثيرين ماتوا جوعا... كان هذا الجزء من المدينة معزولا دون إمدادات. تقطعت السبل بالناس ولم يكن شيء يعمل".
وأبدى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على الفور استعداده لإرسال فريق إلى إيزيوم "لتحديد ملابسات وفاة هؤلاء الأشخاص".
من جهته، أعلن رئيس الشرطة الأوكرانية إيغور كليمينكو العثور على عشر "غرف تعذيب" في مواقع تمت استعادتها من الروس في منطقة خاركيف، ست منها في إيزيوم واثنتان في بلدة بالاكليتا.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "صدمة كبيرة"، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، "ستُحاسب روسيا وقادتها السياسيون وجميع المتورطين في الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا".
اتُهمت القوات الروسية بارتكاب العديد من الانتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك بوتشا على مشارف كييف حيث اكتشفت جثث مدنيين بعد انسحابها في نهاية آذار. وتنفي موسكو ارتكاب جنودها تلك الفظائع.
على الصعيد الدبلوماسي، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء مشاركته إلى جانب فلاديمير بوتين في قمة إقليمية في أوزبكستان، لإنهاء النزاع في أوكرانيا "في أقرب وقت ممكن"، في حين شدد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على أن الوقت "ليس وقت الحرب".
وبعد لقاء الخميس مع نظيره الصيني شي جينبينغ الذي يأمل في التحالف معه كقوة موازنة للنظام الغربي، أكد بوتين أنه يريد إنهاء الحرب "في أسرع وقت ممكن"، متهما كييف "برفض أي عملية مفاوضات".
كما تعرضت موسكو لانتكاسة، امس، في الأمم المتحدة التي سمح أعضاؤها لفولوديمير زيلينسكي بالتحدث في رسالة عبر الفيديو في الجمعية العامة السنوية، الأسبوع المقبل.
على الجبهة تواصلت الاشتباكات والقصف، امس، في كافة الاتجاهات.
في الشرق، أعلنت السلطات الانفصالية في لوغانسك مقتل المدعي العام المحلي الموالي لروسيا ونائبه في انفجار. وأفادت السلطات الموالية لروسيا بوقوع هجمات أخرى ضد موظفين انفصاليين كبار في جنوب أوكرانيا.
في كريفيو ريغ وسط البلاد، سمع صحافيو وكالة فرانس برس دوي انفجار وأعلنت السلطات تسجيل ضربات جديدة ضد بنى تحتية للطاقة بعدما تسبب القصف الروسي في فيضانات هناك في الأيام الأخيرة.
وفي منطقة خاركيف، أصيب 12 شخصا في قصف روسي "مكثف" على مناطق استُعيدت مؤخرا من الروس، كما أصيب أربعة أشخاص في مدينة خاركيف نفسها، وفق السلطات الإقليمية.
من جهتها، أفادت الرئاسة الأوكرانية عن وقوع "معارك تموضع" في منطقة لوغانسك، بينما خلف القصف الروسي في منطقة دونيتسك وخصوصا في باخموت خمسة قتلى وستة جرحى.
وعلى الجبهة الجنوبية حيث تواجه القوات الأوكرانية مقاومة أكبر مما كانت عليه في خاركيف، "لا يزال الوضع صعبا" بحسب المصدر نفسه.