:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/65794

خلال افتتاح فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة غوتيريس يحذّر من مخاطر سخط عالمي بالشتاء في عالم تشلّه الانقسامات

2022-09-21

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، في افتتاح فاعليات الجمعية العامة السنوية، من مخاطر "سخط عالمي في الشتاء"، في عالم "تشلّه" الانقسامات على الرغم من مخاطر الأزمات المتراكمة، من الحرب في أوكرانيا إلى الاحترار المناخي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: إن "أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، الثقة تتلاشى، التفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق"، مندداً بما وصفه بأنه "خلل هائل" يعيق التصدي للمشاكل وإيجاد حلول ناجعة لها.
واعتبر الأمين العام أن "هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب".
وقال غوتيريس: "دعونا لا نخدع أنفسنا. نحن في بحر هائج. يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء".
بعد غوتيريس يتعاقب على منبر الأمم المتحدة نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم لإلقاء خطابات في هذا الاجتماع السنوي، الذي يُعقد للمرة الأولى حضورياً بعدما نظّم في السنتين الماضيتين عبر الإنترنت بسبب أزمة وباء كوفيد-19.
تقليدياً، يتحدث الرئيس الأميركي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقرّ الأمم المتحدة. لكن استثنائياً كما حصل في مناسبات نادرة جداً في الماضي، لن يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية، أول من أمس، في لندن، كلمته أمس، وأرجأها إلى اليوم.
ومن بين المخاطر التي تتهدد العالم والتي تطرّق إليها الأمين العام، الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأُعلن، أمس، عن تنظيم استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا في عدة مناطق تخضع لسيطرة القوات الروسية، ما يشير إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستكون في صلب الحدث الدبلوماسي الأممي.
ويلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، كلمة عبر الفيديو، بعد حصوله على إذن خاص صوّتت عليه الدول الأعضاء الأسبوع الماضي، وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية الخميس.
إلا أن دول الجنوب تعترض على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا.
في محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، نظم الأميركيون والأوروبيون، أمس، اجتماعاً رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعاني منها البشرية.
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، على ضرورة الحؤول دون "الانشقاق" بين دول الشمال ودول الجنوب.
تُضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، إلى شعور امتعاض دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغيّر المناخي.
فالدول الفقيرة، التي تتحمل قدراً أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري ولكنها أولى ضحاياه، تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.
وأمس، شدد غوتيريس على أن "الوقت قد حان لتخطي هذه المناقشات التي لا تنتهي"، مؤكداً أن "البلدان الضعيفة بحاجة إلى تحرّك فعلي".
ووجّه الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات للشركات العاملة في قطاع الوقود الأحفوري التي "تستفيد" من أرباح متضخّمة من جراء الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ودعا غوتيريس البلدان الغنية إلى فرض ضرائب على أرباح قطاع الوقود الأحفوري، من أجل إعادة توزيع جزء منها على البلدان التي تعاني من تداعيات التغيّر المناخي وعلى الشعوب المتضررة من جراء التضخم.
وقبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ كوب27 COP27 في مصر، أشار غوتيريس إلى أن "التحرّك المناخي أصبح ثانوياً" وتحوّلت الأولوية لأزمات أخرى، داعياً إلى وضع حد "لحربنا الانتحارية على الطبيعة".
وتحدث أيضاً، أمس، الرئيسان البرازيلي جايير بولسونارو، والتركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والمستشار الألماني أولاف شولتس.
يتواجد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أيضاً في نيويورك هذا الأسبوع لمشاركته الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يكون الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات.
وكان من المقرر أن يلتقي رئيسي، أمس، ماكرون الذي حثّه في الأشهر الأخيرة أثناء مكالمات هاتفية على القبول بالشروط التي طرحها الأوروبيون لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يُفترض أن يضمن عدم حيازة طهران القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.
في المقابل، سيغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.