إيران: قتلى في تظاهرات احتجاجية على وفاة شابة أوقفتها شرطة الأخلاق
2022-09-21
لم تؤدِ وفاة شابة في الـ22 من العمر في إيران بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق إلى تظاهرات داخل البلاد فحسب، بل أثارت أيضاً انتقادات لم يسبق لها مثيل من كبار المسؤولين.
سادت حالة من الغضب الشعبي منذ ورود أنباء عن وفاة مهسا أميني، الجمعة الماضي، بعد توقيفها من قبل وحدة الشرطة المكلفة تطبيق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء، بما في ذلك إلزامية وضع الحجاب في الأماكن العامة.
إذ خرجت احتجاجات في طهران رداً على وفاة الشابة، ووقعت صدامات كان الأعنف بينها في محافظة كردستان التي تتحدّر منها أميني، بينما ذكرت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامدساني أن خمسة أشخاص قتلوا في الحملة الأمنية التي استهدفت المحتجين.
وأمس، أعلن محافظ كردستان الإيرانية إسماعيل زاري كوشا في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس أن "ثلاثة أشخاص قتلوا في ظروف مشبوهة"، في إطار "مخطط للعدو" من دون تحديد تاريخ الوفيات.
يأتي ذلك وسط جدل متزايد داخل إيران وخارجها حول سلوك شرطة الأخلاق المكلّفة التحقق من تطبيق القواعد الإسلامية، ومنها إلزامية الحجاب.
إزاء الغضب الذي أحدثته وفاة الشابة بعد أن دخلت في غيبوبة مدة ثلاثة أيام، قام ممثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في محافظة كردستان، عبد الرضا بورزابابي بزيارة، أول من أمس، لمنزل عائلة أميني استغرقت ساعتين، بحسب وكالة تسنيم.
وقال لأسرة أميني: إن "جميع المؤسسات ستتخذ إجراءات للدفاع عن الحقوق التي تم انتهاكها"، وإنه واثق من أن خامنئي "تأثر وحزن" لوفاتها.
واضاف بورزابابي: "كما وعدت عائلة أميني، سأتابع مسألة وفاتها حتى النتيجة النهائية".
من جهته، قال النائب جلال رشيدي كوشي لوكالة أنباء "إسنا" الإيرانية: إن هذه الشرطة "لا تحقّق أي نتيجة سوى إلحاق الضرر بالبلاد".
وأضاف: "المشكلة الرئيسية تكمن في أن بعض الأشخاص لا يريدون رؤية الحقيقة".
وتساءل: "هل يستعيد الأشخاص الذين تقودهم شرطة التوجيه هذه إلى جلسات توعية إدراكهم ويتوبون عندما يخرجون؟".
وكان رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف رأى، أمس، أنه من الضروري التحقيق في سلوك هذه الشرطة لتجنب تكرار ما حدث مع أميني.
وقال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: "لتجنب تكرار مثل هذه الحالات يجب مراجعة الأساليب التي تستخدمها دوريات شرطة الأخلاق".
وفي موقف أكثر تشدداً، أعلن برلماني آخر عن نيته اقتراح الإلغاء الكامل لهذه القوة.
وقال معين الدين سعيدي لوكالة أنباء إيلنا، أول من أمس: "أعتقد أنه بسبب عدم فعالية هذه الوحدة في نقل ثقافة الحجاب، يجب إلغاؤها حتى لا يشعر أبناء هذا البلد بالخوف عندما يصادفون هذه القوة".
كما قالت منظمة مؤثرة تابعة للدولة تأسست عام 1993 "مكلفة تشجيع حسن السلوك وإنهاء الأنشطة غير الأخلاقية" في بيان، أول من أمس: إنها تعارض فكرة مواجهة الشرطة للأفراد بشكل مباشر.
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "تعارض العملية التي تؤدي إلى المواجهة المباشرة بين دورية التوجيه في الشرطة والنساء اللواتي يرتدين الحجاب بشكل غير لائق، وتوقيف ومحاكمة الأشخاص العاديين".
وندّدت الأمم المتحدة بوفاة مهسا أميني في الحجز، والقمع العنيف للاحتجاجات التي أعقبت ذلك، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل.
من جهتها، أعلنت فرنسا أن وفاة الشابة "مروعة للغاية"، ودعت إلى "تحقيق شفاف لإلقاء الضوء على ملابسات هذه المأساة".
وقامت الشرطة، الأحد الماضي، باعتقالات وأطلقت الغاز المسيل للدموع في محافظة كردستان مسقط رأس الشابة، حيث تظاهر نحو 500 شخص وحطموا نوافذ السيارات وأشعلوا النار في حاويات القمامة.
وخرجت تظاهرات، أول من أمس، في طهران، لا سيما في عدة جامعات، وفي مشهد ثاني مدن البلاد، بحسب وكالتا فارس وتسنيم.
وقالت وكالة فارس: إن هذه التجمعات في طهران تم تفريقها من قبل "الشرطة باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع".
واعتبر محافظ طهران محسن منصوري على حسابه في "تويتر"، أمس، أن التجمعات في طهران "نُظمّت بهدف خلق اضطرابات".
وقال: "حرق العلم، وصبّ الوقود على الطرق، وإلقاء حجارة، ومهاجمة الشرطة، وإحراق دراجات نارية ومستوعبات نفايات، وتدمير ممتلكات عامة، ليست أعمال أشخاص عاديين".