:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/65820

توسّع رقعة الاحتجاجات في إيران يرفع حصيلة ضحايا قمعها إلى ثمانية

2022-09-22

توسّعت رقعة الاحتجاجات في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها على يد "شرطة الأخلاق"، فيما أفادت مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان أمس عن مقتل أربعة أشخاص إضافيين من المحتجين الليلة قبل الماضية، ما يرفع حصيلة ضحايا قمع التظاهرات الى ثمانية.
وانفجر الغضب الشعبي في الشارع منذ أعلنت السلطات الجمعة وفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاما وهي من منطقة كردستان في شمال غربي إيران والتي كانت أوقفت في 13 أيلول في طهران بحجة ارتداء "ملابس غير محتشمة".
ويقول ناشطون إن مهسا، واسمها الكردي زينة، تعرّضت لضربة على الرأس أثناء احتجازها، وهو أمر تنفيه السلطات الإيرانية التي أعلنت فتح تحقيق في الحادثة.
وأظهرت أشرطة فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن الى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات الى قص شعورهن بشكل قصير في إجراء رمزي.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس عن ليلة خامسة من الاحتجاجات في الطرق في 15 مدينة، مشيرة الى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وفرّقت حشودا جمعت قرابة ألف شخص.
وذكرت وكالة الأنباء "إرنا" أن المتظاهرين عطلوا حركة المرور في بعض المناطق وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات ومركبات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وردّدوا شعارات مناهضة للنظام.
وشملت الاحتجاجات الليلة قبل الماضية طهران ومدنا أخرى بما فيها مشهد في شمال شرق البلاد، وتبريز في الشمال الغربي، وأصفهان في الوسط وشيراز في الجنوب، وفق إرنا.
وهتف المتظاهرون، وفق أشرطة الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى خارج إيران على الرغم من القيود التي فرضت على الإنترنت وفق مرصد مراقبة الشبكة "نيتبلوكس"، "الموت للدكتاتور"، و"نساء، حياة، حرية".
وألقى المرشد العام للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أمس خطابا لم يذكر فيه الاحتجاجات.
وأعلن محافظ كردستان الإيرانية اسماعيل زاري كوشا الثلاثاء أن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال تظاهرات في المحافظة التي كانت تقيم فيها أميني.
وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "فارس"، أنهم "قتلوا في ظروف مشبوهة" في إطار "مخطط للعدو" من دون تحديد تاريخ الوفيات.
وأشار الى أن "أحد أبناء مدينة ديفاندره قتل بنوع من الأسلحة العسكرية التي لا تستخدمها القوات المسلحة"، مضيفا أن شخصا آخر قتل في مدينة صاغيز و"تُرك في سيارة بالقرب من مستشفى".
وأفادت منظمة "هنكاو" لحقوق الإنسان الكردية والتي تتخذ في النرويج مقرا والتي كان أول من أفاد عن القتلى الثلاثة، الأربعاء أن قتيلين آخرين سقطا ليلا.
ويمكن في أحد أشرطة الفيديو المتداولة رؤية عناصر أمن يطلقون النار على محتجين في مدينة شيراز في الجنوب حيث استمرت الاحتجاجات حتى الصباح الباكر.
وهي الاحتجاجات الأخطر في إيران منذ تظاهرات تشرين الثاني 2019 احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود.
ونقلت وكالة "إرنا" الأربعاء عن وزير الاتصالات الإيراني عيسى زاربور تحذيره من أن قيودا قد تفرض على الإنترنت "لاعتبارات أمنية".
ويرى الباحث في مركز "إيريس" دافيد ريغوليه روز المتخصص في الشأن الإيراني، أن التظاهرات "تشكل خضة مهمة" في إيران، مضيفا أنه "من الصعب التكهن بكيفية انتهائها، لكن هناك عزلة تامة بين السلطات العالقة عند الثورة الإسلامية ومجتمع أكثر علمانية".
ويضيف "كل المشروع المجتمعي يعاد النظر فيه، وهناك تردّد لدى السلطات حول الطريق الذي يجب اتباعه إزاء الحراك الحاصل".