توقعات بفوز لولا من الدورة الأولى فـي انتخـابـات الـرئاسيـة البـرازيليـة
2022-09-26
قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية البرازيلية، تدخل الحملة الانتخابية الشديدة الاستقطاب آخر مراحلها، وسط صراع محتدم ينحصر بين الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، والرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يبدو فوزه من الدورة الأولى ممكناً.
ويخوض السباق 11 مرشحاً، لكن الاهتمام ينصب على المنافسة بين الرجلين، إذ تبيّن أحدث استطلاعات نوايا التصويت لمركز "داتافوليا" أن لولا اليساري سينال 47 بالمئة من الأصوات، فيما سينال بولسونارو اليميني المتطرف 33 بالمئة.
ومنذ أشهر تشير الاستطلاعات بشكل ثابت إلى أن لولا (زعيم حزب العمال) سيفوز بولاية رئاسية ثالثة في أكبر قوة اقتصادية بأميركا اللاتينية، بعدما تولى رئاسة البلاد لولاية أولى في العام 2003 وثانية في 2010.
ولدى خروجه من السلطة كانت نسبة التأييد للولا، العامل السابق في قطاع التعدين، تبلغ 87 بالمئة، لكنّه أدخل السجن بين العامين 2018 و2019 في قضية فساد ومنع حينها من الترشّح للرئاسة. ومن شأن انتخاب الزعيم العمالي البالغ 76 عاماً رئيساً أن يتوّج عودته بقوة إلى السلطة.
وقالت فرناندا مانيوتا المحلّلة في "مؤسسة أرماندو ألفاريس بنتيدو" ومقرها ساو باولو: إن "استطلاعات الرأي تشير إلى إمكانية حقيقية لفوز لولا من الدورة الأولى" في الثاني من تشرين الأول.
ويمكن أن يستفيد لولا من "تصويت تكتيكي" إذا "تحوّلت إليه أصوات ناخبي مرشحين أقل تنافسية على غرار سيرو غوميش"، في إشارة إلى مرشح وسط اليسار الذي تضعه الاستطلاعات في المرتبة الثالثة مع سبعة بالمئة من الأصوات، متقدّماً على مرشّحة اليمين الوسط سيمون تابت (5 بالمئة).
وبات "التصويت التكتيكي" العنوان الأكبر لحملة لولا الانتخابية.
واعتبرت كارولينا بريغيدو كاتبة المقالات في موقع "يو.او.ال" الإخباري، أن "الموقف النموذجي للناخب البرازيلي هو انتظار دنو موعد الانتخابات للتصويت للأوفر حظاً".
في الأيام الأخيرة استفاد لولا من موجة تأييد له، إذ دعا الرئيس الأسبق فرناندو هنريك كاردوسو البرازيليين إلى التصويت "للديمقراطية". كذلك أيّدت دعوته وزيرة البيئة السابقة مارينا سيلفا.
وطالب سياسيون ومثقّفون يساريون في أميركا اللاتينية سيرو غوميز بالانسحاب لتسهيل فوز لولا.
لكن بولسونارو، زعيم الحزب الليبرالي، البالغ 67 عاماً يبدو بدوره واثقاً من الفوز إذ قال، الجمعة الماضي، خلال تجمّع في ولاية ميناس حيرايس (جنوب شرق): "سنفوز من الدورة الأولى".
وعلى "تليغرام" تشن شبكات مؤيدة لبولسونارو حملة تشدد فيها على أنه في حال لم تفضِ الانتخابات إلى فوز الرئيس المنتهية ولايته، ستكون نتائج الاستحقاق مزوّرة.
ويسود تخوّف من أن يتكرر في البرازيل مشهد اقتحام مقر الكونغرس الأميركي.
وقالت مانيوتا: "قد يكون ذلك خطيراً"، مضيفة: "من المرجّح جداً أن يشير بولسونارو إلى وجود تزوير انتخابي على غرار (الرئيس الأميركي السابق) دونالد ترامب، هذا الأمر سيحفّز داعميه".
فضابط الجيش السابق يمكنه أن يعوّل على مجموعات من مناصريه على استعداد للقيام بأي تحرّك. وبولسونارو نفسه سبق أن وجّه انتقادات حادة لمؤسسات الديمقراطية في البرازيل، لا سيّما المحكمة العليا، وشن حملة عنيفة ضد الاقتراع الإلكتروني معتبراً أنه يعزّز احتمالات "التزوير".
فمن المستحيل إذاً التكهّن بما سيحصل بعد الدورة الأولى.
بدلاً من عرض البرامج الانتخابية، طغت الاتّهامات الشخصية على حملتَي بولسونارو ولولا وسط اتّهامات بـ"السرقة" و"انعدام الكفاءة".
وأول من أمس، دعت صحيفة "أو غلوبو" لولا إلى "طرح برنامج اقتصادي متماسك" لأن "أحداً لا يعرف كيف سيحكم إذا فاز".
وخلال الحملة جال المرشّحان على مختلف الولايات البرازيلية، وعقدا اجتماعات كثيرة وارتديا سترة واقية من الرصاص.
وبات ملف البيئة والمناخ في بلاد تضم الجزء الأكبر من غابة الأمازون، هامشياً، إذ تقدّمت عليه ملفات الجوع والتضخّم والفساد التي تثير قلق غالبية سكان البرازيل البالغ عددهم 214 مليوناً.
ولتوسيع نطاق حملته سعى لولا لاستمالة الإنجيليين الذي يشكّلون مع قطاعي المنتجات الزراعية والأسلحة القاعدة الانتخابية لبولسونارو.
واختار لولا لمنصب نائب الرئيس الحاكم السابق لولاية ساو باولو المعتدل جيرالدو ألكمين من اليمين الوسطي، في خطوة لطمأنة الأسواق المتوجّسة من انتخابه.