:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/66059

زعيـم بوركينا فاسو: الرئيس استقال وفصيل بالجيش يلتمس دعم روسيا

2022-10-03

قال زعماء دينيون ومحليون، أمس: إن الكابتن إبراهيم تراوري، الذي نصب نفسه قائداً عسكرياً لبوركينا فاسو، قد قبل استقالة مشروطة قدمها الرئيس بول هنري داميبا، لتجنب المزيد من العنف بعد انقلاب الجمعة الماضي.
وقال تراوري: إن استعادة النظام في البلاد جارية بعد احتجاجات عنيفة مناهضة للسفارة الفرنسية، واشتباكات على مدى أيام مع تحرك مجموعته للإطاحة بالحكومة.
وظهرت انقسامات في داخل الجيش، حيث بدا أن العديد من الجنود يسعون للحصول على دعم روسيا مع تضاؤل تأثير فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة لبوركينا فاسو.
وأظهرت ثلاثة مقاطع مصورة منفصلة، على الأقل، جرى تداولها على الإنترنت، خلال اليومين الماضيين، جنوداً من بوركينا فاسو يلوحون بأعلام روسية على متن ناقلات جُند مدرعة، بينما يهتف المتظاهرون: "روسيا! روسيا!". ولم يتسن لرويترز التحقق من مقاطع الفيديو.
وحث فريق تراوري الناس، أمس، على الامتناع عن مهاجمة السفارة الفرنسية التي استهدفها المحتجون، بعد أن قال ضابط: إن فرنسا آوت داميبا في قاعدة عسكرية فرنسية بالدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وإن الرئيس المعزول يخطط لهجوم مضاد.
ونفت وزارة الخارجية الفرنسية أن القاعدة استضافت داميبا بعد الإطاحة به الجمعة الماضي. ونفى داميبا أيضاً أنه داخل القاعدة، قائلاً: إن هذه التقارير تمثل تلاعباً متعمداً بالرأي العام. ولا يزال مكان وجوده مجهولاً.
وتلا ضابط بالجيش بياناً عبر التلفزيون الوطني، جاء فيه: "نود إبلاغ السكان بأن الوضع تحت السيطرة وتتم استعادة النظام"، وذلك بحضور تراوري وعسكريين آخرين بعضهم كانوا ملثمين.
وأفاد بيان آخر بأن تراوري سيتولى مهام الرئاسة لحين تعيين رئيس مدني أو عسكري انتقالي في الأسابيع المقبلة.
وساد الهدوء واجادوجو في معظم أوقات أمس، وذلك بعد إطلاق نار متقطع في أنحاء العاصمة طوال أول من أمس بين فصائل متناحرة في الجيش.
وقال الضابط الموالي لتراوري: "ندعوكم لمواصلة أنشطتكم والامتناع عن جميع أعمال العنف والتخريب، لا سيما تلك التي تستهدف السفارة الفرنسية والقاعدة العسكرية الفرنسية"، داعياً الناس إلى التزام الهدوء.
وأعلن الجنود معاودة فتح الحدود الجوية لبوركينا فاسو.

أعلام روسية
قاد داميبا نفسه انقلاباً هذا العام على حكومة مدنية فقدت الدعم بسبب تصاعد عنف المتشددين الإسلاميين. وأدى فشل داميبا في وقف هجمات الجماعات المتشددة إلى غضب في صفوف الجيش.
وظهرت انقسامات داخل الجيش بخصوص ما إذا كان ينبغي طلب مساعدة من شركاء دوليين آخرين لمحاربة المتشددين.
وقال الجنود الذين أطاحوا بداميبا: إن الزعيم السابق، الذي ساعدوه في الاستيلاء على السلطة في كانون الثاني، تخلى عن خطة للبحث عن شركاء آخرين.
ولم يذكروا أسماء الشركاء، لكن مراقبين ومؤيدين قالوا: إن الجنود يريدون شراكة أوثق مع روسيا، مثلما فعل الجنود الذين استولوا على السلطة في مالي المجاورة في آب 2020.
وهناك مخاوف من أن نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة في المنطقة يضعف، بينما تستفيد روسيا من المشاعر المتزايدة المعادية لفرنسا وتوسع نفوذها.
وتجمع المئات، بعضهم يلوح بالأعلام الروسية ويؤيد انقلاب تراوري، في احتجاج أمام السفارة الفرنسية، خلال اليومين الماضيين، ورشقوا خلاله الحجارة وأضرموا النيران في إطارات السيارات والحطام.
وقال الحسن ثيمتوري، الذي كان من بين المحتجين: "نريد التعاون مع روسيا. نريد رحيل داميبا وفرنسا".
كما تجمع متظاهرون مناهضون لفرنسا ورشقوا المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية بالحجارة. كما تعرضت شركات فرنسية للتخريب، صباح أمس.
وصارت بوركينا فاسو بؤرة للهجمات التي تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمَي القاعدة والدولة الإسلامية، بعد أن امتد العنف الذي بدأ في مالي المجاورة عام 2012 إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى.
وقُتل الآلاف في هجمات على تجمعات ريفية، وأُجبر ملايين على الفرار على الرغم من وعد داميبا بمعالجة انعدام الأمن في أعقاب انقلابه في كانون الثاني.
ولقي ما لا يقل عن 11 جندياً حتفهم هذا الأسبوع في هجوم بشمال بوركينا فاسو. ولا يزال العشرات من المدنيين في عداد المفقودين بعد الهجوم.