القوات الأوكرانية تستعيد بلدة ليمان وروسيا تستكمل إجراءات قرار الضمّ
2022-10-03
أعلنت أوكرانيا، أمس، أنها استعادت بلدة ليمان الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمّتها روسيا، في حين أقرت المحكمة الدستورية الروسية بقانونية معاهدات ضم أراض أوكرانية وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقرابة ظهر أمس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "منذ الساعة 12:30 (09:30 ت.غ)، تم تطهير ليمان بالكامل. شكراً لجيشنا!".
وفي موقع قريب من ليمان في الشرق الأوكراني، قال جندي أوكراني يبلغ 33 عاماً، في تصريح لوكالة فرانس برس: "أنا متفائل ومتحفّز جداً. أشاهد ما يحدث على خط الجبهة وما نستعيده من أراض".
وأول من أمس، دخل الجيش الأوكراني بلدة ليمان الإستراتيجيّة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، التي أثار ضمُّها في اليوم السابق من جانب موسكو عاصفة إدانات دوليّة، ورفضاً من كييف المصمّمة على استعادة أراضيها.
وكان زيلينسكي قد توقّع، أول من أمس، تحقيق هذا الانتصار التكتيكي المهم، نظراً لأن ليمان تعتبر حلقة وصل لخطوط السكك الحديد، بقوله: "سيُرفع مزيد من الأعلام خلال الأسبوع المقبل".
وأضاف زيلينسكي متوجّهاً إلى الجنود والمسؤولين الروس: "ما دمتم لم تحلوا مشكلة الشخص الذي بدأ كل شيء، الذي أشعل هذه الحرب المجنونة ضد أوكرانيا، فستقتلون الواحد تلو الآخر وتصبحون أكباش محرقة؛ لأنكم لا تقرون بأن هذه الحرب هي خطأ تاريخي بالنسبة إلى روسيا".
تُشكّل الاستعادة الكاملة لليمان انتصاراً رئيساً لكييف، ونكسة للروس العاجزين عن ترسيخ سيطرتهم على الأراضي التي يحتلّونها في أوكرانيا.
على الرغم من الصعوبات التي تواجهها روسيا ميدانياً منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد في مطلع أيلول، تسلك الآلية القضائية لضم مناطق أوكرانية مسارها في موسكو.
وبعدما وقّعت، الجمعة الماضي، في الكرملين معاهدات ضمّ الأراضي الأوكرانية مع زعماء المناطق الانفصالية والمحتلّة في أوكرانيا، أقرت المحكمة الدستورية الروسية، أمس، أن هذه المعاهدات "متوافقة مع الدستور".
وقال رئيس مجلس الدوما فياشيسلاف فولودين: إن أعضاء المجلس سيناقشون، اليوم، مشروع قانون للمصادقة على المعاهدات.
ومن المتوقع أن يتم إقرار النص في الدوما، على أن يحال بعدها على مجلس الاتحاد، المجلس الثاني في البرلمان الروسي.
ولم يعترف المجتمع الدولي بضم روسيا أراضي أوكرانية.
واعتبر وزير خارجيّة الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أول من أمس، أنّ ضمّ موسكو أربع مناطق أوكرانيّة يجعل انتهاء الحرب في أوكرانيا "شبه مستحيل"، داعياً أوروبا إلى تعزيز ترسانتها العسكريّة، وقائلاً: "إنّه أمر ضروري ولا غنى عنه للبقاء".
ورأى أنّ "روسيا بصدد خسارة" الحرب، "لقد خسرتها على الصعيدَين المعنوي والسياسي"، لكنّ "أوكرانيا لم تنتصر بعد".
وأمس، حثّ البابا فرنسيس الرئيس الروسي على "وقف" دوامة العنف في أوكرانيا، مستنكراً بشدّة عمليات ضم المناطق "المخالفة للقانون الدولي".
وقبل صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، توجّه البابا إلى "رئيس روسيا الاتحادية سائلاً إياه أن يوقف، محبّة بشعبه أيضاً، دوامة العنف والموت هذه".
وهذه المرة الأولى التي يسمي فيها البابا الرئيس الروسي مباشرة في خطاب منذ بداية النزاع في 24 شباط.
وتعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني، "العمل مع شركائه الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة" على روسيا بعد ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.
إلى ذلك، أعلنت برلين، أمس، أن ألمانيا والدنمارك والنرويج ستزوّد أوكرانيا بـ 16 منظومة مدفعية من طراز هاوتزر اعتباراً من العام المقبل، في وقت تسعى كييف للاستحصال على أسلحة ثقيلة لتعزيز هجومها المضاد ضد روسيا.
ويأتي الإعلان بعد زيارة أجرتها وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت لأوكرانيا في نهاية الأسبوع، هي الأولى منذ بدء الغزو الروسي في شباط.
وتثير الصعوبات التي تواجهها القوات الروسية منذ أسابيع انتقادات مؤيدين للحرب في روسيا.
وردّاً على الانسحاب الروسي من ليمان، ندّد رئيس جمهوريّة الشيشان الروسيّة رمضان قديروف بـ"المحسوبيّة" السائدة في الجيش الروسي، داعياً موسكو إلى استخدام "أسلحة نوويّة محدودة القدرة" في أوكرانيا، من دون أخذ "المجتمع الغربي الأميركي في الاعتبار".
وقال في رسالة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا مكان للمحسوبية في الجيش خصوصاً في الأوقات الصعبة".
وأدانت أوكرانيا، أول من أمس، "الاحتجاز غير القانونيّ" من جانب موسكو لإيغور موراتشوف، المدير العامّ لمحطّة الطاقة النوويّة في زابوريجيا، لسببٍ لا يزال مجهولاً.
ودعت كييف إلى "الإفراج الفوريّ عنه"، مندّدةً بـ"عمل إرهابي جديد من جانب روسيا".
وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في بيان عن "قلق بالغ".
وأشار البيان إلى أن غروسي "سيزور كييف وموسكو الأسبوع المقبل".