:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/67288

فرحة وبهجة في بيت لحم لمناسبة عيد الميلاد المجيد

2022-12-26

اكتظت ساحة كنيسة المهد، في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بالسياح المحليين والأجانب؛ تزامناً مع بدء احتفالات أعياد الميلاد المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تسير وفق التقويم الغربي.
وعلى مدى اليومين الماضيين، جابت فرق كشفية محلية، من فئات عمرية مختلفة، شوارع وأزقة المدينة القديمة، وصولاً إلى ساحة الكنيسة التي توسطتها شجرة عيد الميلاد التي وصل ارتفاعها إلى 15 متراً، وتزينت بألوان وإضاءة وكرات حمراء.
وأدت فرق فنية شعبية فقرات فولكلورية بمشاركة العائلات المحتفلة، فيما ارتدى شبان وأطفال ونساء أزياء وقبعات "بابا نويل" وأقنعة ملونة على الوجه، وسط فرحة وبهجة عارمة بين الحاضرين الذين حاولوا توثيق تلك اللحظات عبر هواتفهم الخاصة.
وقال رئيس بلدية بيت لحم، حنا حنانيا، للصحافيين: إن بيت لحم تطلق رسالتها لكل العالم بأن "روح الميلاد تجمعنا وتوحدنا، رغم كافة الصعاب التي تعيشها المدينة، ورغم جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل، والذي يفصلها عن القدس ويقيد حركة السكان فيها".
وأكد حنانيا أن الشعب الفلسطيني يصبو إلى الحياة بحرية وكرامة في ظل دولة مستقلة وآمنة، داعياً دول العالم للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني الذي يعاني "الظلم والقهر من الاحتلال الذي يقتل الفلسطينيين بدم بارد".
وتأتي احتفالات أعياد الميلاد هذا العام، والتي أطلق عليها "روح الميلاد تجمعنا"، وسط تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ آذار الماضي، وبعد عامين من انتشار فيروس كورونا، ما أدى لإغلاق المدينة أمام السياحة الوافدة.
وقال محافظ بيت لحم، كامل حميد، لـ"شينخوا": إن المدينة ما زالت تتعافى من آثار فيروس كورونا، وما سببه من أضرار كبيرة في مناحي الحياة، وعلى رأسها السياحة التي تشكل مصدر الدخل الأساسي لسكانها.
وأوضح حميد أن أزمة "كورونا" لم تكن العقبة الوحيدة أمام قطاع السياحة في بيت لحم، وإنما تزداد المعاناة مع وجود الاحتلال الإسرائيلي، وما يفرضه من تضييق على السكان ووصول المسيحيين إلى أماكن العبادة. وسبق أن زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح الأراضي الفلسطينية في العام 2019، غالبيتهم إلى بيت لحم، قبل أن يتم إغلاق المدينة؛ إثر اكتشاف أولى الإصابات بفيروس كورونا في آذار 2020، بحسب إحصائيات رسمية.
وفي مثل هذه الفترة من العام كانت نسبة إشغال الفنادق في بيت لحم تصل إلى نحو 90%، بحسب ما أفادت جمعية الفنادق في المدينة، فيما بلغ حجم الخسائر في القطاع السياحي حتى نهاية العام الماضي نحو 1.5 مليار دولار.
وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة، لـ"شينخوا": إن قطاع السياحة بدأ ينتعش، ما يعطينا بارقة أمل بعودة الحياة لطبيعتها بعد عامين مؤثرَين مرت بهما المدينة وما زالت حتى اليوم.
وأشارت معايعة إلى أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا فلسطين منذ بداية العام الجاري وصل إلى 700 ألف شخص، لافتة إلى أن نسبة إشغال الغرف الفندقية وصلت إلى 80%.
ويعمل في بيت لحم 70 فندقاً تضم 4700 غرفة فندقية، فيما ينشط ما يزيد على 33 ألف عامل فلسطيني في مجال السياحة بمحافظات الضفة الغربية، تتركز النسبة الأكبر منهم في بيت لحم، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
وعادة ما يصاحب احتفالات عيد الميلاد انتشار لعناصر الأمن الفلسطيني، وإغلاق شوارع رئيسة في بيت لحم؛ لتسهيل حركة السياح من مختلف الدول، وحماية الشخصيات الدينية والدبلوماسية الحاضرة.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم؛ لأنها تضم كنيسة المهد التاريخية التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330م، فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.