وعد بلفور لطخة سوداء ووصمة عار على جبين الضمير العالمي.
2015-11-05
بعد زهاء قرن على وعد بلفور المشؤوم، يعبر شعبنا وعلى مرّ أجياله؛ كما تعبّر الهبّة الشبابية والعمالية في كامل أرض فلسطين التاريخية، عن إرادة صمود قلّ نظيرها، وإصرار على نيل الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف.
لقد سبق وهدد رئيس الحكومة العنصرية المتطرفة نتنياهو، لدى الحكومة المصغرة الاسرائيلية، بأنه سيندفع الى حرب "السور الواقي 2"، في إشارة الى مجازر شارون 2002 ضد الشغب الفلسطيني في الضفة، ثم انسحب وحده عن وعيد الويل والثبور، بعدما رأى الإصرار الوطني الفلسطيني في اجتراح معجزات المقاومة الوطنية، رغم القنص والإعدام الميداني للعُزّل واعتقال الأطفال، إن استمرار الهبّة قد أخذت مفاعيلها داخل "اسرائيل" ذاتها، حين يقتنع المزيد منهم باستحالة بقاء الوضع الراهن.
نقول لمن يراهن على الدم الفلسطيني من عتاة الفاشية والعنصرية الصهيونية، إن مراهنتكم على ضجر الفلسطينيين وتعبهم، وعلى المزيد من دماء أبنائهم الطاهرة خنقاً وحصاراً وحرقاً، وعقوبات جماعية، لن تنجح، ليتعظن مَنْ يتعظ في مآلات زهاء قرن، فالأجيال الفلسطينية الجديدة أشد تمسكاً بالحقوق الوطنية الفلسطينية، والقرار الحاسم هو أن الفلسطيني لن يخسر سوى قيوده من واقع احتلالي عنصري مقيت، فلا عاصم لهم من مواصلة الصراع وبالإرادة الفلسطينية، ولا عاصم لهم من مواصلة الاشتباك التاريخي، ولا سوراً عنصرياً يحميهم في هذه البلاد من نهرها الى بحرها، ومن تل ابيب الى بئر السبع، والخليل والقدس، إرادة أصحاب الحق ستدقّ أبواب الصروح الاسمنتية المسلحة، المقدار الهائل والأبدي لتمسك الفلسطيني بأهدافه وحقوقه، ورفضه الخضوع لابتزاز "اسرائيل" والحكومات الغربية، وهي عوامل استمرار الهبّة وتصاعدها،
نحو تحويلها الى انتفاضة شاملة، في مواجهة مناورات ووعود كيري بالمفاوضات العقيمة العبثية، حين تجند مؤخراً لكبح الهبّة بوعود مخاتلة عرقوبية، وتعزيزاً لشراء الوقت، دون أي اقتراب من المسائل الجوهرية الوطنية الفلسطينية في "التسوية المتوازنة" على الأقل، إن جدران الكونكريت التي رفعتها "اسرائيل" في القدس الشرقية، ذات مدلول نقيض على ما تدعيه وأمام العالم، وأمام تأكيد نتنياهو بعد لقائه كيري، بأنه لم يقدم أي تعهّد حيال ذلك، بل إن "اسرائيل" موقع الشكوك، نظراً لتاريخ الكيان الصهيوني المديد في النكث بالتعهدات، ولم تعد تنطلي هذه الألعوبة على أحد..
فك الارتباط السياسي والأمني والاقتصادي مع الكيان الصهيوني، بما يعني وقف العمل باتفاقات والتزامات "أوسلو" وتوابعه.. وإعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال بموجب القرار الأممي 19/69،والتوجه الى المجتمع الدولي والرأي العام الأممي، والى الأمم المتحدة وكافة مؤسساتها التابعة ومعاهداتها، وطلب الحماية الدولية لشعب تحت الاحتلال، و إطلاق العملية الوطنية النضالية بشعار سياسي وطني جامع، وبكافة أشكالها هو المطلوب الان وبشكل ملح، وهذا ما تشير له الهبة الوطنية الراهنة في وجه الاحتلال، كما تشير الى أن الشروط الموضوعية للانتفاضة ناضجة، وتنتظر قراراً سياسياً وطنياً جامعاً
بقلم:مدير التحرير