هل تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على درء التدهور المعرفي حقا؟
رغم أن الدراسات العلمية المحتلفة أثبتت أهمية التمارين الرياضية المنتظمة للجسم، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أنها تساعد على درء مرض ألزهايمر، وفقا للعلماء.
وفي العقود القليلة الماضية، أشارت الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية مفيدة للدماغ والأداء المعرفي. وأثر ذلك على سياسات الصحة العامة، حيث أوصت بعض المؤسسات الصحية بالنشاط البدني المنتظم للمساعدة في الحفاظ على مهارات الذاكرة والإدراك والتفكير والاستدلال الصحي.لكن مراجعة علمية جديدة أشارت إلى وجود "القليل من الأدلة" على وجود علاقة إيجابية بين التمارين البدنية المنتظمة وتحسين الإدراك لدى الأشخاص الأصحاء.
وركز باحثون من جامعة غرناطة على 109 دراسات شملت أكثر من 11 ألف مشارك سليم.
وأظهر تحليل البيانات أن "الأدلة السببية القوية" غير متوفرة لدعم الادعاء بأنها تفيد صحة الدماغ، على الرغم من أن من غير المرجح أن يكون التمرين ضارا لعقلك.
وقالوا إن الآثار الأولية الصغيرة والإيجابية للتمرين البدني على الإدراك اختفت بعد مراعاة العوامل المتعلقة بكيفية إجراء الدراسات.
على سبيل المثال، قارنت بعض الدراسات مجموعة التمارين الخاصة بهم بمجموعة تحكم سلبية تماما، بينما قارنت دراسات أخرى مجموعة تحكم أقل نشاطا. ليس من المستغرب أن يتم ملاحظة فائدة أكبر عند مقارنة الأشخاص النشطين بالضوابط المستقرة.
وعندما أعيد تحليل البيانات مع وضع هذه التحيزات المحتملة في الاعتبار، لم يكن هناك دليل يذكر على أن دماغ الشخص السليم يستفيد من التمارين الرياضية.
ويأمل الباحثين في أن تكون نتائجهم بمثابة دعوة لإعادة التفكير في سياسات الصحة العامة التي تشجع الالتزام بالتمارين الرياضية بناء على فوائدها المعرفية المشهورة.وأوضحوا في الورقة البحثية المنشورة في مجلة Nature Human Behavior، أن فوائد التمرين، خاصة في ما يتعلق بالصحة البدنية، ما تزال كافية لتبرير السياسات التي تعزز تطبيقها المنتظم في حياة الناس اليومية.وأضافوا: "علاوة على ذلك، فإن ممارسة الرياضة البدنية لا تجلب منافع جسدية فحسب، بل اجتماعية أيضا، حيث نتواصل مع الآخرين من خلال تكوين روابط اجتماعية والمشاركة في الأنشطة الجماعية التي تمنحنا شعورا بالانتماء. وأخيرا .. قد تكمن قيمة ممارسة الرياضة ببساطة في طبيعتها الممتعة".
وتعليقا على الدراسة، قالت إيف هوغرفورست، أستاذة علم النفس في جامعة لوفبرا في إنجلترا: "تشير النتائج إلى أن تأثير التدريب البدني على تحسين الإدراك ضئيل، وهذا التأثير الصغير يصبح أكثر فاعلية مع بعض العوامل الرئيسية".
ونتائج هذه الدراسة غير متوقعة، حيث تكشف الأدبيات الحالية عن وجود صلة قوية بين التمرين والإدراك، والتي يمكن أن تدعمها نتائج معظم تحليلات التلوي (تحليلات إحصائية) المدرجة في المراجعة.
وعلاوة على ذلك، أفادت دراسات سابقة أن التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بالخرف الذي يتسم بالتدهور المعرفي.
في الختام، تقدم الورقة البحثية نظرة ثاقبة مثيرة للتفكير حول فعالية التمرينات البدنية على الإدراك.
وهناك خطوات يمكن للناس اتخاذها لتحسين صحة أدمغتهم، حيث ثبت أن اتباع نظام غذائي صحي ونوما جيدا، ومعهما التواصل الاجتماعي مع الآخرين، تفيد الدماغ.
ومن المعروف أن كل هذه الأنشطة العادية، بما في ذلك النشاط البدني، ترتبط بشكل إيجابي بصحة معرفية أفضل، لكن الآليات التي تسبب ذلك ما تزال غير معروفة.