:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/69818

والدة الشهيد العموري.. أمنيات متجددة باسترداد جثمان نجلها جميل

2023-06-12

كل ما تتمناه والدة الشهيد جميل العموري من مخيم جنين، أن يكون هناك ضريح تدفن فيه جثمان نجلها الشهيد مؤسس "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثمانه للعام الثاني، بعد أن اغتالته وحدات "المستعربين" الإسرائيلية الخاصة في العاشر من حزيران العام 2021.
"كان جميل الشيء الوحيد الجميل في حياتي، وبعد استشهاده لا يوجد شيء جميل".. بهذه الكلمات راحت والدة الشهيد العموري أو كما يطلق عليه رفاقه "صاحب الكمين الأول"، تتحدث عن نجلها في الذكرى السنوية لاغتياله في حي "خروبة" شمال جنين، وتحديدا في منطقة قريبة من مقر جهاز الاستخبارات العسكرية، والذي ارتقى اثنان من عناصره في ذلك اليوم خلال اشتباكهم مع الوحدات الإسرائيلية الخاصة، وهما الملازم أدهم ياسر توفيق عليوي (23 عاما) من نابلس، والنقيب تيسير محمود عثمان عيسة (33 عاما) فيما أصيب الضابط محمد سامر البزور (23 عاما) بجروح حرجة.
تقول الأم التي تعود أصولها إلى قطاع غزة، "إنها ولدت نجلها البكر في السادس والعشرين من تشرين الثاني العام 1996، وكان بعد الله أملها الوحيد في هذه الدنيا، وفي يوم استشهاده، اتصل أحد أصدقائه وطلب منه أن يرافقه إلى أحد الأفراح، ولكن جميل رفض في بداية الأمر، ومن ثم وافق، وفي ذات الوقت كنت سأذهب إلى بعض الأقارب، فجاء جميل وقال لي: إنه سيخرج برفقة أصدقائه، وحينها لم أكترث لوجود شيء خطر لأنه يخرج ويعود إلى المنزل كعادته، فذهبت وتركته يذهب مع رفاقه، وفي ساعات الفجر، تلقيت اتصالا هاتفيا من أصدقاء له يبلغونني فيه أن جميل أصيب، فقمت بالاتصال على جميل ولكنه لم يجب، وبعد دقائق انتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن استشهاده واحتجاز جثمانه من قبل الاحتلال".
"أنا ما بدي شيء من هاي الدنيا غير أشوف جميل".. قالت الأم التي تشعر كثيرا بالبرد كلما تفتح باب البراد في منزلها، فتتذكر جميل المحتجز جثمانه في ثلاجات الموتى، دون أن تصدق أن صاحب الوجه الملائكي والشعر الناعم هناك.
وأشارت العموري إلى أن جميل كان يفاجئها دوما بما يقدمه لها، فكان يكرمها دائما بما يسر قلبها، ويحرص على رضاها وأن تكون سعيدة، على الرغم من انشغاله الدائم عنها بالمقاومة، حتى ارتقى شهيدا بعد عدة محاولات اغتيال واعتقال فاشلة.
في يوم استشهاده، تروي الأم نقلا عن أصدقاء نجلها البكر الشهيد، إن قوة إسرائيلية خاصة نصبت كمينا للمركبة التي كان يستقلها نجلها برفقة رفيق دربه الأسير وسام أبو زيد، ولاحقتهما من حاجز "الجلمة" لغاية شارع الناصرة - جنين شمالا، حيث خاضا اشتباكا مسلحا مع تلك القوة، فأصيب جميل بعدة رصاصات ارتقى على إثرها شهيدا وقامت قوات الاحتلال باحتجاز جثمانه.
وأصدرت "كتيبة جنين" بيانا في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد "القائد المؤسس الشهيد العموري"، أكدت فيه أن اغتيال القائد العموري لن يوقف مسيرة الاشتباك المقدس التي أعلنها الشهيد بكلماته ورصاصاته وسارت على عهده الكتيبة التي جددت الدماء في ساحات وميادين المواجهة.