مظاهرات في بون الألمانية دعما لجنين ونابلس ورفضا للتغول الإسرائيلي
تحت رعاية الجالية الفلسطينية في مدينة "بون" وضواحيها أقام فلسطينيون وألمان وعرب مظاهرات وتجمعات في وسط مدينة "بون" من أجل دعم للشعب الفلسطيني، ورفض التغول الإسرائيلي في جنين ونابلس، وجاء هذا التجمع بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة، اثنان منهم خلال عملية اقتحام لمدينة "نابلس" شمال الضفة، وذلك غداة دعوة الأمم المتحدة إلى “عملية سياسية جادة”، وبعد اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم ومدينة "جنين" في أوسع عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ سنوات، شارك فيها عدد كبير من جنود الاحتلال والمدرعات والجرافات العسكرية بمؤازرة مسيّرات شنّت هجمات جوية.
وأوضح "جورج رشماوي" رئيس الجالية في مدينة بون أن هذا التجمع يأتي من أجل تبيان ما يحدث للشعب الفلسطيني على يد قوات الجيش الإسرائيلي والحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، في ظل صمت اعلامي كبير في ألمانيا عما يحدث من انتهاك البيوت والمدن الفلسطينية، ورفع المتظاهرون شعارات طالبت بالحرية لفلسطين ودعوات لإسرائيل للخروج من الأراضي المحتلة، الناشط الألماني "راينر كاندلر" خطب باللغة الألمانية أمام الجمهور مناديا الشعب الألماني بضرورة فهم هذا الصراع العادل، وأن للفلسطينيين الحق بالحرية والسلام، وقال "كاندلر" في خطابه إن الاحتلال الإسرائيلي وتشريد الفلسطينيين منذ النكبة وما بعدها ساهم في اخراج الفلسطينيين من أرضهم إلى المخيمات، والآن تلاحق إسرائيل أحفاد هؤلاء المهجرين في المخيمات التي طردوا إليها وتقتلهم.
ما الناشط "وائل جرار" والمتحدث باسم الجالية الفلسطينية فأكد في خطابه على ضرورة كشف الممارسات الإسرائيلية، مستغربا الصمت الألماني على هذه الجرائم، وقال "جرار" إن الاعلام الألماني لا يظهر مدى ما يحصل من انتهاك بحق الفلسطينيين ويظهر الموضوع وكأنه حادث بسيط، بالرغم من مقتل وجرح العشرات.
الألمانية المسنة "انغا" والتي كانت تقف تحت الشمس الحارقة بالرغم من سنها الذي قارب الثمانين، قالت إنها كانت في السابق أقرب للجانب الإسرائيلي ولذلك قبلت في الثمانينيات الذهاب للعمل في احدى “المدن الإسرائيلية” بالتنسيق مع مؤسسات ألمانية، وتابعت "إنغا": “عندما ذهبت هناك، وعشت قرابة السنة، شاهدت عن قرب الإجراءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ومدى الانتهاك الكبير للعدالة والحرية للمواطنين، لذلك عدت إلى ألمانيا وقررت من وقتها النضال من أجل حرية الشعب الفلسطيني”، وترى المسنة الألمانية أن العديد من الألمان يخافون بفعل اللوبي الصهيوني والاعلام من اظهار تأييدهم للشعب الفلسطيني، ويفضلون الصمت، بيد أنها تخبرهم أنها تناضل منذ أربعين عاما من أجل فلسطين وهي لا تخاف ولم يحصل لها شيء، وطالبت "انغا" الفلسطينيين بإظهار المزيد من الدعم لقضيتهم قائلة: من الواجب على جميع الفلسطينيين في ألمانيا وأوروبا الانخراط بفعالية في المظاهرات والحركة السياسية، لأنه الطريق الأمثل من أجل اظهار تغيير سياسي، ويشجع الألمان على القدوم والمساندة، وتأتي هذه المظاهرة وسط تضييقات أمنية فرضتها السلطات الأمنية الألمانية في مدن أخرى على التظاهر من أجل القضية الفلسطينية، وكانت شرطة العاصمة الألمانية "برلين" قد منعت في الفترة الماضية أكثر من تظاهرة، خوفا من حرق أعلام إسرائيلية أو هتافات مناهضة للسامية. وقال "جورج رشماوي" إن الشرطة كانت متعاونة، ولكن زودوا المنظمين الفلسطينيين بأربع صفحات مطبوعة بما يتوجب عليهم فعله. وكانت المظاهرة سلمية ولم تسجل أية اختراقات.