:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/71035

الاحتلال يحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية لحماية استباحة الأقصى والبلدة القديمة

2023-10-05

فرض الاحتلال الإسرائيلي، أمس، قيوداً على دخول المواطنين إلى المسجد الأقصى، في ذات الوقت الذي سمح فيه لأكثر من 1400 مستوطن باقتحام المسجد.
وبالتزامن، فقد استباح عشرات آلاف المتدينين اليهود مدينة القدس القديمة، بعد أن حولتها شرطة الاحتلال إلى ثكنة عسكرية.
وفرضت شرطة الاحتلال، منذ ساعات الصباح وحتى صلاة عصر أمس، قيوداً على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى عبر حواجز تم وضعها في الطرق المؤدية إلى بواباته.
وصادرت الشرطة الهويات من عدد قليل من المصلين الذين سمحت لهم بأداء صلاة الظهر بالمسجد، ولم تسمح سوى لكبار السن من سكان مدينة القدس وحملة الهوية الزرقاء بالدخول إلى المسجد، ما اضطر العشرات لأداء صلاة الظهر في الطرق القريبة.
وانتشر عناصر من شرطة الاحتلال في ساحات المسجد، بعد السماح لمئات المستوطنين باقتحام باحاته من خلال باب المغاربة، على شكل مجموعات ووسط استفزازات.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن 1436 مستوطناً اقتحموا المسجد، أمس، ليصل عدد المقتحمين منذ بداية عيد "العرش" اليهودي، الأحد الماضي، إلى 4552.
وأشارت إلى أن 1040 مستوطناً اقتحموا المسجد بالفترة الصباحية و395 بعد صلاة الظهر.
وكان من بين المقتحمين عضو الكنيست عميت هاليفي، والحاخام المتطرف يهودا غليك العضو السابق بالكنيست عن حزب "الليكود" وعراب الاقتحامات.
وأدى مستوطنون طقوساً تلمودية خاصة في الناحية الشرقية من المسجد على مسمع ومرأى من شرطة الاحتلال التي لم تحرك ساكناً، والتي أقدمت على إخراج مصلين من ساحات المسجد أثناء فترة الاقتحامات.
وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال فترة عيد العرش اليهودي الذي بدأ الأحد الماضي ويستمر حتى اليوم.
وقام متدينون يهود بجولات استفزازية، تخللتها مضايقات احتلالية للسكان بالبلدة القديمة، وتوقفوا بأعداد كبيرة لأداء طقوس تلمودية في ساحة الغزالي قرب باب الأسباط وباب الحديد وسوق القطانين، وأدوا طقوساً تلمودية خارج بوابات المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال، التي أخلت بالقوة عدداً من المواطنين من باب الأسباط.
وجاب مستوطنون متطرفون أزقة البلدة القديمة وهم يرقصون ويغنون بصوت مرتفع، في محاولة لاستفزاز السكان المحليين.
كما واصل المستوطنون سلوكهم العدواني تجاه المقدسات المسيحية في البلدة القديمة من القدس.
وأظهر مقطع مصور أحد المستوطنين "يبصق" على باب كنيسة "حبس المسيح".
وقال حارس الكنيسة، ماجد الرشق: إن هذه التصرفات العدوانية للمستوطنين المتطرفين تزايدت في الأيام الأخيرة، حيث "يبصقون على الكنائس والرهبان والراهبات، وزوار الأماكن المقدسة من السياح".
وأضاف: ما يحصل شيء مخزٍ، وقد اشتكينا للشرطة الإسرائيلية عدة مرات".
ووصفت وزارة شؤون القدس اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين على المسلمين والمسيحيين في القدس بأنها "حرب دينية".
وقالت الوزارة، في بيان، أمس: "لا يمكن بأي حال قبول مبررات الاحتفال بالأعياد اليهودية لاضطهاد المسلمين والمسيحيين دينياً، سواء أكان بالاقتحامات البغيضة للمسجد الأقصى أو الاعتداءات على الكنائس والمسيحيين".
وأدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، حول اعتداء المستوطنين وأطفالهم على بعض الحجاج خلال مرورهم في طريق الآلام بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث قال: "هذا تقليد من الطبيعي ممارسته، وهو ليس مخالفة".
وحذرت اللجنة من تصاعد الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون والمسلمون في أزقة البلدة القديمة من عصابات المستوطنين وخطورتها، "التي من الممكن أن تتحول إلى حالات اعتداء جسدي أو قتل".