:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/7109

لا مقاطعة ولا حذاء -هآرتس

2015-12-20

قبل نحو عامين، في ذروة المحاولات السيزيفية لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، ذهب جون كيري خائب الأمل الى ميونخ حيث عقد هناك "مؤتمر الامن" السنوي. في خطاب لاذع له حذر وزير الخارجية الامريكي من أنه اذا فشلت المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين فستواجه اسرائيل ردود دولية شديدة وبما في ذلك المقاطعة.
منذ فشلت جهود كيري في اعادة محمود عباس الى طاولة المباحثات، وهو يعاند بنيامين نتنياهو، حيث صب عليه بعضا من مرارته قبل اسبوعين في منتدى سبان. منغلق أمام التغيرات الراديكالية في المنطقة، فقدان الهوية ومقاطعة اسرائيل حتى من اصدقائها. في مقابلة مع "نيو يوركر" في هذا الاسبوع عاد كيري وقال: "اذا أردتم أن تكونوا قلعة واحدة كبيرة؟. وكان هذا في نفس اليوم الذي خطا فيه اردوغان الخطوة الاولى في طريق المهاندة. اخفاقات السياسة الخارجية – في جميع الساحات – للقوى العظمى التي تتحمل مسؤولية كل العالم، هي بقدر كبير اخفاقات هذا الشخص المصمم الذي يتبين أنه صاحب نظرية وساذج.
في الاسبوع الذي قدم فيه موقف العزلة والمقاطعة، أقامت دولة الامارات العربية علاقات علنية ورسمية مع اسرائيل. واستخبارات وزارة الخارجية قالت له بالتأكيد أن دول عربية اخرى كبيرة ومهمة ولا سيما في الامارات، تقيم علاقات مع اسرائيل. جزء كبير من الشركات الدولية الكبيرة وخصوصا في موضوع الهاي تيك والطاقة البديلة والزراعة المتطورة تأتي الى ابواب "دولة التمييز العنصري"، وكذلك عالم الاكاديميا مع بعض الاستثناءات يرفض المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل.
قرارات مؤتمر المناخ في المدة الاخيرة عمل على تقويتنا بشكل كبير في الساحة الدولية. اذا تم تطبيق القرارات حول تطوير الطاقة البديلة، فان اعداء اسرائيل مثل ايران، وايضا اولئك الاعداء الغير مباشرين مثل السعودية، سيفقدون، اضافة الى دولارات النفط، التأثير السياسي والاستقرار الداخلي. وستجد بعض الانظمة أنه من اجل البقاء، فان عليها طلب المساعدة، وخصوصا في مجال الأمن، من اسرائيل.
بشار الاسد، كما يقول كيري في المقابلة، كان مستعدا للسلام مقابل الجولان. لنفرض أن نتنياهو هو الذي رفض. هل كان يمكن تخيل جهنم التي كانت ستسقط على رؤوسنا لو أن داعش أو حزب الله وباقي أعداء اسرائيل يضعون أرجلهم في مياه طبرية.
إن الجلوس والانتظار، كما يقول كيري، سيزيد من خطورة وضع اسرائيل الدولي، في الوقت الذي يتحسن فيه هذا الوضع – وبشكل دراماتيكي. وبدلا من الاعتراف بذلك فان كيري وآخرين في العالم وفي اسرائيل يبثون خيبة الأمل. نبوءات المقاطعة لم تتحقق. أما سياسة "الجلوس وعدم فعل أي شيء" لنتنياهو في يهودا والسامرة، والتي لا اؤيدها، فقد أثبتت نفسها. ففي حين أن نجاة الانظمة هي المطروحة فان "الاحتلال" لا يشكل عائقا حقيقيا أمام العلاقات المفيدة بين الدول العربية واسرائيل. العالم، وبالذات العالم العربي، يتغير أمام ناظرينا – لكن من تنبأوا بالمقاطعة والعزلة لم يتغيروا.