الاحتلال يقتحم مجمع الشفاء الطبي ويقتل ويعتقل المئات..100 شهيد في مجازر مستمرة
اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بصورة مباغتة في ساعة مبكرة من فجر أمس، وقتلت وأصابت العشرات من الطواقم الطبية والنازحين بداخله، كما أحرقت مباني داخل المجمع، واعتقلت عدداً كبيراً من المحاصرين بداخله، بينهم صحافيون.
وشهد يوم أمس اليوم 164 من العدوان، تواصلاً في الغارات الجوية، والقصف المدفعي في معظم مناطق القطاع، مخلفاً نحو 100 شهيداً، وأكثر من 180 مصاباً، بينما يتواصل البحث عن مفقودين في مدينة خان يونس، وانتشال المزيد من الجثامين من قلب المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال.
كما تواصلت أمس، الاشتباكات المسلحة بشكل عنيف في كافة المناطق التي يتواجد بها جيش الاحتلال في قطاع غزة، خاصة في محيط مجمع الشفاء الطبي، وشمال وشرق محافظة خان يونس، ووسط القطاع.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة، الحصيلة اليومية المحدثة لضحايا العدوان الإسرائيلي في يومه 164 على التوالي "حتى ساعات ما قبل ظهر أمس"، موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 81 شهيداً و116 اصابة.
فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31726 شهيدًا و73792 إصابة، منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي.
وأكد القدرة أن عدداً من الشهداء مازالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وامس، افرجت قوات الاحتلال عن 65 معتقلا من قطاع غزة عبر معبر كرم ابو سالم.
تفاصيل اقتحام "الشفاء"
وسقط عشرات الشهداء والجرحى خلال اقتحام قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، كما جرى قصف مباني داخل المجمع، واشتعال النيران فيها.
وأكد شهود عيان أن دبابات الاحتلال قصفت بشكل مباشر مبنى الجراحات التخصصية في المجمع، فسقط شهداء وجرحى بداخله، واشتعلت النيران فيه.
وأوضح الشهود أن قوات الاحتلال اقتحمت المجمع بشكل كامل، ونفذت عمليات دهم وتفتيش لجميع الأقسام، واعتقلت عشرات الأطباء والنازحين من داخله.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مبنى "المدرسة الأميركية"، التي تغص بالنازحين، وجرى اعتقال جميع الرجال، وإجبار النساء والأطفال على التوجه جنوباً نحو مدينة دير البلح.
ووصلت مناشدات من قلب مجمع الشفاء الطبي، تشير إلى خطورة الوضع، ووجود شهداء وجرحى في ساحات وممرات المستشفى، لا يمكن التعامل معهم.
وتحدث مواطنون عن تنفيذ جيش الاحتلال اعدامات ميدانية داخل المجمع، وفي محيطه.
كما تعرضت طواقم صحافية، من بينهم مراسل الجزيرة شمال القطاع إسماعيل الغول، للضرب والاعتداء الوحشي من قبل جيش الاحتلال، ومن ثم جرى اعتقالهم، واقتيادهم لمكان مجهول.
كما ألقت قوات الاحتلال منشورات، طالبت جميع المواطنين من سكان غرب مدينة غزة، وحي الرمال، ومحيط مجمع الشفاء الطبي، مغادرة منازلهم، والنزوح نحو الجنوب.
ووفق وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد نشب حريق على بوابة مجمع الشفاء الطبي، ووجود حالات اختناق بين النساء والاطفال النازحين بالمستشفى، كما جرى قطع الاتصالات، والنازحون محاصرون داخل مبنى الجراحات التخصصية، وفي قسم استقبال الطوارئ بمبنى 8، مع استمرار سقوط عدد من الشهداء والجرحى، مع عدم القدرة على انقاذ المصابين، بسبب كثافة النيران، واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية، وفق بيان وزارة الصحة.
وأكدت الوزارة بغزة في بيانها، أن "الاحتلال ما زال يستخدم رواياته المفبركة في خداع العالم، ولتبرير اقتحام مجمع الشفاء الطبي، موضحة أن الهجوم العسكري الإسرائيلي، هدفه الاستمرار في تدمير المنظومة الصحية شمال غزة".
وزعم جيش الاحتلال على لسان الناطق باسمه، أن اقتحام المجمع جاء لورود ما أسماه معلومات استخباراتية، بوجود قيادات من حركة "حماس"، داخل المجمع، دون الإعلان عن اعتقال أي منهم.
وقد أعلنت قوات الاحتلال لاحقا أنها قتلت فايق المبحوح، رئيس قسم العمليات في شرطة غزة، خلال اشتباك معه، بعد رفضه تسليم نفسه.
مجازر مستمرة
وسقط 9 شهداء، جراء غارة جوية استهدفت منزلاً لعائلة "حجير"، في مخيم النصيرات وسط القطاع، عرف منهم: محمد خالد أبو حجير، عبدالله خالد أبو حجير،
جهاد خالد ابو حجير، عطاف أبو حجير "أبو غياض".
وأصيب أربعة مواطنين بجروح، جراء استهداف طائرات مُسيّرة إسرائيلية، عدداً من المواطنين على شاطئ بحر مخيم النصيرات وسط القطاع.
وتواصل أمس انتشال جثامين المزيد من جثامين الشهداء من مناطق متفرقة من محافظة خان يونس، بعضها كانت متحللة، وأخرى مجهولة الهوية، إذ جرى انتشال جثماني الطفلين الشقيقين جنى إبراهيم محمد خليفة (16 عاماً) وشقيقها هاني (13 عاماً) من خان يونس ونقلهما إلى مستشفى النجار في رفح.
وبعدها بقليل جرى انتشال جثماني آدم محمد بركة، من بلدة بني سهيلا، وشريفة موسى الحداد، من مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي ساعات المساء استشهد مواطنان وأصيب اثنان آخران برصاص قناصة الاحتلال، في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، كما استشهد طفل على الأقل، جراء قصف منزل لعائلة "حجازي" خلف مجمع الشفاء، في محيط فندق الأمل، غربي مدينة غزة، بالتزامن مع استهداف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة "الشرفا" بالقرب من شارع "أبو حصيرة"، ومنزل آخر لعائلة "أبو عويلة"، غربي المدينة.
كما شنت طائرات الاحتلال غارات جوية مكثفة في محيط مفترق "ضبيط"، بحي الرمال، بينما دمر الطيران الحربي الإسرائيلي منزلًا لعائلة "بكر" غرب مستشفى الشفاء.
وجرى تدمير عدد من الأبراج السكنية في مدينة غزة، من بينها "برج سهاد"، وبرج "نجم".
واستشهد ثمانية مواطنين على الأقل، وأصيب العشرات، جراء قصف منزل لعائلة "البنا"، في منطقة جباليا، وفقد آخرون، شمال القطاع، وجرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى كمال عدوان.
وسقط شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في شارع اللبابيدي بمدينة غزة.
وأصيب عدد كبير من النازحين، بعد استهدافهم من طائرات اسرائيلية مُسيرة قرب منطقة البيدر جنوب غربي مدينة غزة، وسيارات الإسعاف غير قادرة على الوصول للمكان بسبب عدم وجود تنسيق مع الجهات الدولية.
وشنت مدفعية الاحتلال وبوارجه الحربية موجات من القصف العنيف والمركز، استهدفت مناطق غرب مدينة غزة، والشريط الساحلي شمال القطاع، إضافة لقصف مماثل استهدف مخيمات وسط القطاع، وغرب محافظة خان يونس وشمالها، وبعض المناطق المحاذية للسياج الفاصل شرق مدينة رفح.
مواجهات مسلحة
وشهد يوم أمس مواجهات مسلحة عنيفة، خاصة في محيط مجمع الشفاء الطبي ومناطق شمال وشرق محافظة خان يونس، وفي بعض المناطق وسط القطاع.
ووفق شهود العيان، فقد اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في مناطق غرب مدينة غزة، خاصة في محيط مجمع الشفاء الطبي، تخللها سماع دوي إطلاق نار كثيف، وانفجارات كبيرة، إضافة لقصف وإطلاق نار من الطائرات الحربية والمروحية.
وشهدت محاور التوغل في محافظة خان يونس، اشتباكات وصفت بالعنيفة، خاصة شمال أبراج حمد، سُمع خلالها انفجارات ودوي إطلاق نار، كما اندلعت اشتباكات عنيفة داخل بلدتي القرارة وعبسان الجديدة شرق المحافظة، تخللها قصف مدفعي، وإطلاق نار مكثف من الطيران المروحي.