:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/72922

هكذا اعتدى جنود الاحتلال على الطفل محمد شبات وحطموا سماعته الطبية

2024-04-29

شعر الطفل محمد شبات (8 سنوات) بالفرح الشديد بعدما تمكّن من سماع صوت إخوته وأمه بعد إصلاح سماعة الأذن الطبية الذي حطمها جنود الاحتلال، خلال محاصرتهم واعتقالهم في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وبعد إصلاح سماعته الطبية، لم يعد الطفل شبات بحاجة للتواصل بلغة الإشارة، فقد استعاد القدرة على الاستماع والتفاعل بصوته مع الآخرين.
وخلال الفترة الماضية، عاش شبات حالة من الخوف والذعر نتيجة للآثار النفسية التي تركها اعتداء جيش الاحتلال عليه، حيث تعرض للضرب وتم تحطيم سماعة الأذن الطبية التي كانت تمكنه من السمع بشكل سليم.
وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان الطفل شبات واحداً من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين اضطروا للنزوح من شمال القطاع إلى مدينة دير البلح في الوسط.
وتعرض شبات للتحقيق والضرب والسحل هو وعائلته على يد قوات الاحتلال المتوغلة إلى شمال قطاع غزة.
وبعد مرور أكثر من 200 يوم على الحرب، لم ينسَ الطفل العنجهية التي مارسها جيش الاحتلال بحقه، كما لم ينسَ دماء وجثامين الشهداء الملقاة على الأرض وتنهشها الكلاب والقطط عندما نزح من شمال القطاع إلى جنوبه.
وبات شبات في كل وقت يذكر مشاهد العنف الذي تعرض له هو وعائلته على يد جنود الاحتلال، والتي لا تفارق ذاكرته وتؤثر على حياته اليومية، حسب والدته.
وقال الطفل شبات: "كنا في بيت حانون شمال قطاع غزة، واضطررنا للنزوح بسبب القصف والضرب، وواجهنا الجيش وصاح علينا بصوت مرتفع وضربني وأخذوا سماعتي من أمي وحطموها".
وأضاف: "بعد تحطيم السماعة، لم أعد قادراً على السمع، وكنت أحب أن أسمع صوت إخوتي وأمي وأبي".
وتابع: "ضربني الجيش على قدمي وأنا كنت أبكي، ثم تم سحلي ودفعني الجيش لخلع ملابسي".
وأشار إلى أنه خلال نزوحه من الشمال إلى الجنوب، شاهد دبابات الاحتلال ومشى مسافات طويلة وشعر بالتعب، ورأى جثث مواطنين ملقاة على الأرض تنهشها الكلاب الضالة.
وبعد تركيب سماعة جديدة، استطاع الطفل أن يسمع مرة أخرى، قائلاً: "الآن أنا أفضل، أنا أسمع وسعيد بسماع إخوتي وأبي وأمي".
وعبّر الطفل عن خوفه الشديد عندما تعرض للعنف من قوات الاحتلال وتحطيم سماعته وضربه، موضحاً أنه لم يكن قادراً على سماع ما يقوله الجيش بسبب تحطيم سماعته.
من جهتها، قالت والدة الطفل إيمان شبات: "غادرنا المنزل بعد تعرض منزل جارنا للقصف في بداية الحرب، ولجأنا إلى مدرسة حلب الموجودة حول المستشفى الإندونيسي وبقينا هناك لمدة شهرين".
وأضافت: "بسبب الهجمات نزحنا مرة أخرى، ولجأنا إلى المنطقة الصناعية في منطقة بيت حانون في قطاع غزة". وتابعت: "كنت أحمل جهاز السمع الخاص بطفلي عندما دخل جنود الاحتلال إلى المنطقة التي كنا فيها، وللأسف، لم يكن للطفل الصغير الفرصة لارتداء جهاز السمع".
وبينت أنه عندما اجتاح الجيش المنطقة "لم نتمكن حتى من ارتداء نعالنا". وأوضحت أن طفلها لا يستطيع السماع من دون الجهاز، وعندما طلبت من الجيش وضع جهاز السمع لابنها، رفضوا الطلب.
وذكرت أن الجيش حطم السماعة وأتلفها، وبعد فترة طويلة في مناطق النزوح، تم إصلاحها أخيراً، وتمكن ابنها من السمع مرة أخرى.
وأشارت إلى أن الحرب أثرت سلباً على ابنها وكذلك على كل الأطفال، وتتمنى أن تنتهي بأسرع وقت ممكن.
ومنذ 7 تشرين الأول تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".