الاحتجاجات في الجامعات الأميركية: تهديد طلاب بالطرد في كولومبيا واعتقالات في فرجينيا
2024-05-01
هددت جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأميركية، امس، بطرد طلاب يسيطرون على أحد مبانيها الإدارية، وسط استمرار احتجاجات بالجامعة ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، أن عشرات المتظاهرين سيطروا على مبنى في جامعة كولومبيا، وأغلقوا مداخله ورفعوا العلم الفلسطيني من نافذة المبنى.
وأشارت الوكالة إلى أن الجامعة هددت الطلاب بـ"الطرد".
ودخل المحتجون مبنى هاملتون هول، الذي يحتضن الاحتجاجات الطلابية منذ ستينيات القرن الماضي، وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها "قاعة هند"، في إشارة إلى طفلة فلسطينية قتلت في غزة على أيدي القوات الإسرائيلية.
وأغلق آخرون أبواب القاعة من الخارج بطاولات وشكلوا حاجزا بشريا أمامها.
وهتف أحد المحتجين من الداخل، "تحرر هذا المبنى تكريما لهند، الطفلة الفلسطينية البالغة من العمر ست سنوات والتي قُتلت في غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي بتمويل من جامعة كولومبيا"، وردد المحتجون الشعارات ذاتها من الخارج.
من جهته، ندد البيت الأبيض، امس، بالممارسات غير السلمية في الاحتجاجات المناهضة للحرب في غزة، قائلا: إن سيطرة طلاب في جامعة كولومبيا على مبنى داخل الحرم الجامعي "نهج خاطئ تماما".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: إن الإدارة الأميركية تراقب عن كثب الاحتجاجات المتصاعدة في الجامعات الأميركية، حتى مع انتشار الاحتجاجات أيضا في أوروبا والمنطقة.
وأضاف كيربي للصحافيين في إفادة صحافية: "يرى الرئيس أن السيطرة على مبنى في الحرم الجامعي بالقوة هو نهج خاطئ تماما. هذا ليس نموذجا للاحتجاجات السلمية".
ورغم تمتع الرئيس بصلاحية واسعة لنشر الحرس الوطني بالولايات، قال كيربي: إن مثل هذه الخطوة لم يُنظر فيها في ظل التطورات الأخيرة بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، حيث دخل الطلاب مبنى جامعيا وأغلقوا أبوابه وشكلوا حاجزا بشريا أمامه.
وذكرت صحيفة "كولومبيا سبكتاتور" أنه بعد دقائق من وصول المحتجين إلى المبنى، وصل أفراد من شرطة مدينة نيويورك إلى بوابات الجامعة في سيارات بدون لوحات.
ونقلت الصحيفة عن الشرطة قولها: إنها لن تدخل حرم الجامعة إلا في حالة وقوع إصابات.
وبدأت الجامعة، الاثنين، تعليق حضور الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين رفضوا إنهاء اعتصامهم في الحرم الجامعي بعدما أعلنت الجامعة جمود المحادثات الرامية لإنهائه.
وجاءت الحملة على المتظاهرين في جامعة كولومبيا، مركز احتجاجات على صلة بحرب غزة تشهدها شتى الجامعات الأميركية في الآونة الأخيرة، في وقت اعتقلت فيه الشرطة عشرات الطلاب خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين بجامعة تكساس في أوستن واستخدمت ضدهم رذاذ الفلفل.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة داهمت في وقت مبكر من صباح امس، حرم جامعة كال بولي هومبولت، حيث كان الطلاب يسيطرون على مبنى بداخلها، ونفذت عمليات اعتقال.
وجاءت الاعتقالات بعد أن أعلنت الشرطة في وقت متأخر من مساء الاثنين، أن الاحتجاج غير قانوني ونبهت المحتجين بأنهم سيتعرضون للاعتقال في حالة عدم إنهاء الاحتجاج.
وأُغلق الحرم الجامعي في وقت سابق أمام جميع الأشخاص باستثناء الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بسبب استمرار الاحتجاج.
ولم يتسن حتى الآن الاتصال بالجامعة ولا المتحدث باسم الشرطة للتعليق أو تقديم تفاصيل عن عدد الأشخاص الذين ربما تم اعتقالهم.
إلى ذلك، أعلنت جامعة فرجينيا كومونولث الأميركية، اعتقال 13 متظاهرا خلال احتجاجات بحرمها الجامعي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأوضحت الجامعة في بيان، أن "13 شخصا بينهم 6 طلاب جرى اعتقالهم ووجهت إليهم تهمة التجمع غير القانوني والتعدي على ممتلكات الغير"، خلال احتجاج في حرم الجامعة، مساء الإثنين، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وقالت الجامعة: إنه "طُلب من المتظاهرين بكل احترام وبشكل متكرر اتباع سياسات التجمع بالجامعة، وتم إصدار 4 تحذيرات جماعية لحثهم على مغادرة المخيم بعد نصب الخيام".
وأشارت إلى أن المخيم "غير مصرح"، موضحة أن "بعض من بقوا في المخيم، رغم أوامر المغادرة، ألقوا أشياء واستخدموا رذاذا كيميائيا ضد الضباط الذين استخدموا رذاذ الفلفل لتفريق الحشود".
والإثنين، تجمع عشرات المتظاهرين قرب مكتبة الجامعة، حيث يُظهر مقطع فيديو ضباط شرطة يرتدون معدات مكافحة الشغب وهم يعتقلون بعض المحتجين، وفق الشبكة.
ويأتي هذا التطور فيما يواصل طلاب بعدة جامعات أميركية احتجاجاتهم ضد الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من نصف عام.