:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/72997

محادثات الهدنة تنفضّ دون نتائج وإسرائيل تصعّد تهديدها باجتياح رفح

2024-05-06

تضاءلت احتمالات التوصل لصفقة الهدنة والتبادل في غزة، وبات أن المحادثات بشأنها في القاهرة على حافة الانهيار، وفي حين عاد وفد حركة "حماس"، أمس، إلى الدوحة، توجه إليها أيضاً بشكل مفاجئ وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية، في الوقت الذي صعّد فيه المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم باجتياح رفح.
وأعلنت "حماس"، في بيان، انتهاء جولة المفاوضات الحالية في القاهرة، وأن وفدها سيغادر للتشاور مع قيادة الحركة، مشيرة إلى أن الوفد "سلّم الإخوة الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة".
وأضافت في البيان: "تؤكد الحركة تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية، وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية، وينهي العدوان بشكل كامل، ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى".
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من الاستخبارات المصرية، في موقعها الإلكتروني نقلاً عن "مصدر مطّلع"، بأن "وفد حركة حماس غادر القاهرة، مساء اليوم (أمس)، للتشاور على أن يعود يوم غد الثلاثاء لاستكمال المفاوضات".
ولم يتوجه مسؤولون من إسرائيل إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات، لكن نتنياهو أكد، أمس، مجدداً على هدف إسرائيل المعلن منذ بداية الحرب قبل ما يقرب من سبعة أشهر، وهو نزع سلاح حركة "حماس" وتفكيكها إلى الأبد حتى لا يتعرض أمن إسرائيل للخطر مستقبلاً.
وقال نتنياهو: إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة مؤقتاً؛ من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى "حماس"، والذين يُعتقد بأن عددهم يتجاوز 130.
وأضاف: "لكن في حين أبدت إسرائيل استعداداً، لا تزال حماس مصرة على مواقفها المتشددة، وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة، وإنهاء الحرب، وبقاؤها في السلطة. لا يمكن أن تقبل إسرائيل ذلك".
وجاء في تصريح نتنياهو، أنه "أود أن أتطرق إلى التقارير المتداولة في وسائل الإعلام"، وأعتبر أن هذه التقارير "تلحق الضرر بالمفاوضات، وتتسبب بمعاناة لا داعي لها لأفراد أسر الرهائن الذين يعيشون كابوساً".
وتابع "خلافاً لهذه التقارير، فإن حماس هي التي تمنع إطلاق سراح الرهائن، ونحن نعمل بكل السبل الممكنة لتحريرهم، هذا في مقدمة أهدافنا".
وختم بالتشديد على أنه "لذلك فإن إسرائيل لن توافق على مطالب حماس التي تعني الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق كافة أهدافها".
وفي بيان صدر بعد تعليقات نتنياهو بقليل، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ"حماس": إن الحركة "ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى".
وحمَّل هنية نتنياهو مسؤولية "اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: إن "حماس" غير جادة على ما يبدو فيما يتعلق بالتوصل إلى هدنة.
وأضاف: "نلاحظ مؤشرات مقلقة على أن حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق معنا. هذا يعني أن تحركاً عسكرياً قوياً سيبدأ في رفح في المستقبل القريب جداً، وكذلك في بقية أنحاء القطاع".
من جهتها، قالت "القناة 12" العبرية: إنّ "حماس" لم تتراجع "لحظة واحدة" منذ تشرين الثاني عن حقيقة أن "الأسير التالي، سيتم إطلاق سراحه عندما تنهي إسرائيل الحرب على غزة".
وتطرق معلق "القناة 12"، عاميت سيغل، إلى الجدل الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى والمعضلة السياسية التي تعيشها إسرائيل، قائلاً: إنّ "حماس" - في أي وقت من الأوقات - لن توافق على أي مخطط عام لا يتضمن وقفاً كاملاً للحرب.
وأضاف: إنّ إسرائيل تخدع نفسها، مشيراً إلى خشيتها من أنّ تحرر أسراها، ومن ثم يفاجئها مجلس الأمن بقرار يرغمها على إنهاء الحرب دون أنّ تستعمل الولايات المتحدة حق النقض حينها.
وذكر مسؤول مطلع على محادثات الوساطة بشأن الحرب في غزة، أن مدير المخابرات المركزية الأميركية بيرنز توجه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري.
وأضاف المصدر: "بيرنز في طريقه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري؛ بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات".
وكانت مصادر مصرية ذكرت أن بيرنز وصل إلى القاهرة، الجمعة الماضي، وأنه شارك في جولات سابقة من محادثات الهدنة.