:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73036

استياء من تراجع العمل الإغاثي للمؤسسات شمال غزة

2024-05-09

عبّر المواطنون في منطقة شمال غزة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، عن استيائهم الشديد من التراجع الملحوظ والحاد في التدخلات الإغاثية للمؤسسات الأجنبية والمحلية العاملة في المنطقة خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة.
وأبدى هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" عن استهجانهم لهذا التراجع رغم خضوع المنطقة لحصار قاسٍ تزامن مع عدوان إسرائيلي مدمر أدى إلى تدمير كامل لمعظم المنازل والمنشآت.
وأكدوا أن اعتمادهم على عمل المؤسسات الإغاثية أصبح الآن ملحاً أكثر بعد نفاد ما لديهم من أموال، وعجزهم عن شراء أي شيء من الاحتياجات الأساسية والضرورية لأسرهم.
ولوحظ بعد انتهاء شهر رمضان غياب معظم "التكايا" التي كانت تملأ الشوارع ومراكز الإيواء، وتراجع حاد في توزيع الطرود الغذائية، واقتصار العمل على أعداد محدودة لبعض المؤسسات.
وقال المواطن محمود سلمان إنه ومنذ انتهاء شهر رمضان توقف أكثر من مؤسسة كانت تقدم له وجبات الطعام الساخنة عن العمل بشكل فجائي.
وأضاف سلمان، في منتصف الأربعينيات من عمره، إنه اعتمد في إطعام أسرته على ما قدمه أكثر من مؤسسة من طعام جاهز لأكثر من شهرين، ولكن ومنذ انتهاء شهر رمضان لم يتلقَ أي مساعدة باستثناء كمية بسيطة جداً من الدقيق.
وأشار إلى أن أوضاعه المادية لا تسمح له بشراء الحد الأدنى من الطعام لأسرته البالغ عدد أفرادها ثمانية أفراد، حتى مع انخفاض أسعار بعض السلع كالطحين والأغذية المعلبة.
وأوضح أن استمرار ارتفاع أسعار الخضراوات والأرز والسكر وعدم توفر اللحوم أدى إلى نفاد ما يملكه من أموال، عدا استدانته مبالغ أخرى من أقاربه.
فيما تساءل المواطن إيهاب حسونة عن دور المؤسسات التي تعمل بشكل مكثف في الجنوب عما يجري في منطقة الشمال التي تتعرض لحصار ومجاعة وانعدام العمل وتوقف البنوك.
وبين أنه لم يدخل عليه ولا على أي مواطن في منطقة الشمال أي مبلغ من المال منذ العدوان الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.
وذكر حسونة أن "معظم المواطنين هنا يعتمدون منذ الأسابيع الأولى للعدوان وحتى الآن على ما تقدمه المؤسسات والمبادرات المحلية الخارجية من مساعدات إغاثية، وعلى وجه التحديد من الوجبات الساخنة والطرود الغذائية والقليل من طرود الملابس".
وأكد أنه فشل في الأسابيع الأخيرة في الحصول على أي كمية من الطعام أو المواد التموينية الحقيقية باستثناء كميات قليلة ومحدودة من الطحين والمعلبات الغذائية التي تكفي لعدة أيام فقط.
وطالب بتكثيف الجهد الإغاثي في المنطقة، وعدم اقتصار عمل المؤسسات على مواسم أو فترات متباعدة، لاسيما أن الغالبية العظمى من السكان الذين صمدوا في المنطقة بوجه عمليات التهجير الإسرائيلية فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وأعمالهم، ولم يتبقَ لديهم أموال وبالتالي أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على المؤسسات الإغاثية.
وأفاد عدد من القائمين على المؤسسات المحلية العاملة في المنطقة بأن الدعم والتمويل الخارجي يعاني من مشكلتين، ما أدى إلى تراجع التمويل وتنفيذ المشاريع العاجلة في شمال غزة، هما صعوبة تحويل الأموال وصرفها في المنطقة، بسبب إغلاق وتدمير جميع البنوك، وتراجع التمويل من بعض الداعمين لأسباب لها علاقة بضغوط ومخاوف.
وأوضحوا أن الجمعيات تحاول دون جدوى التغلب على أزمة نقص السيولة والتحويل وغياب البنوك في المنطقة، مؤكدين أن مبالغ كبيرة جداً من الأموال تراكمت لبعض التجار دون أن تتمكن المؤسسات من تحريرها أو تحويلها لهم.