:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73038

شرب المياه المثلجة أصبح حلماً في غزة

2024-05-09

عاد الأب أيمن الأشقر (40 عاماً) حاملاً وعاءً مملوءاً بمياه الشرب، بعد عناء طويل استمر عدة ساعات في طابور طويل أمام بائع المياه المتجول بين خيام النزوح، غرب رفح، جنوب قطاع غزة.
ما إن وصل الوالد الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، وينزحون في خيمة قماشية بالقرب من مفترق "الطيارة"، حتى تهافت الأبناء على شرب المياه، التي بلغت حرارتها درجة لا تتلاءم مع شربها في عز الحر، بينما كانوا يحلمون بشربة مياه باردة.
وبالكاد يستطيع الغزيون الحصول على المياه الصالحة للشرب بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر، ولم يعودوا ينتظرون شرب المياه المثلجة، خاصة في ظل الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي عن قطاع غزة.
"المياه دافئة ولا يمكن شربها" قال الطفل محمد (10 أعوام) بعد أن رفض شرب الماء متسائلاً: هل توجد طريقة لتبريد هذه المياه.
وأضاف وهو يشتكي لوالده من صعوبة شرب المياه الدافئة في عز الحر، أن جيرانه لديهم ثلاجة تعمل بالتيار الكهربائي المستمد من الطاقة الشمسية، لكنهم يجبون شيكلاً مقابل كل لتر مياه مثلجة.
واصطف طابور أمام محل لتبريد مياه الشرب لاستلام مياههم المثلجة بمنطقة "تل السلطان" في رفح.
وأشار المواطن عبد السلام الزرد، في الثلاثينيات من عمره، إلى أنه يقوم بتبريد لترين من المياه يومياً مقابل شيكلين، ويتم تخصيصها لشرب أفراد عائلته وفي فترة الظهر فقط بسبب الحر.
وأوضح أنه بالكاد يجد المياه العادية الصالحة للشرب، ويدفع مقابل ثمنها أيضاً، فمن غير المعقول أن يدفع ثمن المياه وأن يدفع مقابل تبريدها أيضاً، معتبراً أن ذلك تحول إلى ترف كبير.
ويحاول النازحون في الخيام التكيف مع ظروف عيشهم وشرب المياه العادية، التي تكون غالباً بدرجة حرارة دافئة في ساعات النهار.
وقالت المواطنة سلمى أبو ظهير، إنها تقوم منذ ساعات الصباح الباكر بجلب المياه من المحطة القريبة، ووضعها في أماكن الظل المحتجبة عن أشعة الشمس، مشيرة إلى أن هذه الطريقة تجعل المياه مقبولة عند الشرب في عز الحر.
وذكرت أبو ظهير (50 عاماً) أن هذه الطريقة كانت تستخدمها والدتها قبل عشرات السنين في الفترة التي لم تكن الثلاجات منتشرة في قطاع غزة.
على الصعيد ذاته، باتت ظاهرة تبريد المياه في ثلاجات تعمل على الطاقة الشمسية مصدر دخل لمن يمتلك مثل هذه الطاقة، خاصة في المناطق التي نجت من التدمير الكلي الذي أحدثته قوات الاحتلال.
وبيّن الشاب لؤي ياسين (30 عاماً) أنه يقوم بتشغيل ثلاجة طوال ساعات النهار كانت تستخدم في محل سوبرماركت تمتلكه عائلته، وتوفير مياه باردة للعائلات النازحة.
ولفت إلى أن محل السوبرماركت مقفل حالياً بسبب الحرب، مشيراً إلى أنه عمل في شحن الهواتف النقالة والحواسيب، ويعمل حالياً في تبريد المياه.