:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73073

آلاف الغزيات يلدن شهرياً دون رعاية صحية

2024-05-13

لم تستطع فداء صالحة (37 عاماً) العثور على سرير دافئ مريح للنوم بعد إنجابها طفلها خلال الحرب على غزة، على النقيض ممّا تجده أمهات أخريات في الظروف الطبيعية.
فداء تلك الأم التي واجهت ظروفاً صعبة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 7 أشهر، وجدت نفسها بلا رعاية صحية ولا غذاء كافٍ، وعانت من سوء التغذية ومضاعفاتها، ونقص الإمكانيات الضرورية لتأمين الوجبات اللازمة.
وشهرياً، تلد آلاف الغزيات دون إجراءات طبية سليمة، ويتعرضن لمضاعفات صحية، بسبب انهيار القطاع الطبي جراء تدمير جيش الاحتلال للمستشفيات، ومنع دخول الوقود وانقطاع الكهرباء.
وعانت صالحة من عدم وجود ملاذ آمن لها ولأطفالها، حيث نزحت من مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى مدرسة "هارون الرشيد" في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأثناء تواجدها هي وزوجها وأطفالها الثلاثة في تلك المدرسة، تعرضت العائلة للقصف الإسرائيلي ما أدى إلى استشهاد زوجها وفقدان معيل الأسرة في كانون الأول الماضي.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، تم تهجير ما يقرب من مليون امرأة وفتاة، بينما فقدت أكثر من 3 آلاف امرأة أزواجهن واضطررن إلى تحمل مسؤولية أسرهن.
وبعد الهجوم الإسرائيلي، نزحت الأم التي وضعت جنينها قبل أيام إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة فوراً، دون معرفة وجهتها ومكان نزوحها الجديد.
وعند وصولها إلى منطقة المواصي غير السكنية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اضطرت الأم التي تعاني آلام الولادة إلى النوم على الأرض دون فراش، ولا غطاء في انتظار أن يُعد لها أقاربها خيمة مؤقتة من النايلون والخشب.
وادعى جيش الاحتلال أن منطقة المواصي "منطقة آمنة"، وهي منطقة كثبان رملية وزراعية، تفتقر إلى شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز.
وتعرضت صالحة لضغوط كبيرة، حيث عانت من آلام الجروح بعد الولادة في ظل نقص الأدوية والفيتامينات والأغطية، ما زاد من صعوبة الوضع وتعقيد الظروف التي تواجهها في ظل استشهاد زوجها.
وبين النازحين في غزة، الذين يبلغ عددهم مليونين من أصل 2.3 مليون، توجد أكثر من مليون امرأة وفتاة في القطاع، الذي تحاصره إسرائيل للعام الـ18، وفق مؤسسات فلسطينية معنية.
وتقيم الأم وأطفالها الثلاثة في خيمة صغيرة، أقيمت على أرض رملية، تفتقر لوجود النظافة والأدوات الصحية والفراش النظيف الذي تحتاجه كل أم أنجبت حديثا.
وتواجه صالحة صعوبات كبيرة في توفير الطعام لأطفالها، وتضطر لقطع مسافات طويلة في ظل وضعها الصحي السيئ لإحضار المياه لأسرتها.
ويواجه المواطنون في قطاع غزة شحاً في مياه الشرب والطعام، ونقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الحصار الإسرائيلي.
وقالت صالحة: "زوجي استشهد خلال الحرب، وأعيل ثلاثة أطفال، أحدهم وُلد حديثاً، وأعاني ظروفاً إنسانية صعبة".
وأضافت: "نزحت من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع وتوجهت إلى خان يونس، ثم لمدينة رفح حيث أقمت في خيمة لا تصلح للسكن".
وتابعت: "عندما نزحت من خان يونس بعد استشهاد زوجي، توجهت إلى مدينة رفح، حيث لم أكن أعرف وجهتي، فمكثت عند وصولي لمدة 3 ساعات على الأرض، وكنت حديثة الولادة، ما سبب لي التهابات في الجراح ومشاكل صحية".
وأوضحت أنها "تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وتعتمد على المساعدات لسد جزء من احتياجاتها"، مشيرة إلى أن تلك المساعدات لا تكفي، وتحتاج كل يوم إلى حليب وحفاضات لأطفالها وعلاج وفيتامينات.
وذكرت أنها تعاني من نقص المياه، وتضطر لقطع مسافات طويلة لإحضارها، رغم وضعها الصحي الذي يحرمها من الراحة.