جنين: ثمانية شهداء برصاص الاحتلال في اقتحام واسع النطاق للمدينة ومخيمها
ارتكبت قوات الاحتلال، أمس، مجزرة في مدينة جنين ومخيمها راح ضحيتها سبعة مواطنين بينهم طبيب ومعلم وتلميذ، فيما أصيب 15 مواطنا بجروح بينهم مسعفة وطلبة مدارس وصفت إصابة عدد منهم ببالغة الخطورة، وتخللها هدم منزل عائلة شهيد، وتجريف شوارع وتدمير بنى تحتية.
وفي ساعة متأخرة من الليلة الماضية، أعلن الهلال الأحمر وصول طواقمه إلى شهيد ثامن، بمنطقة حي الهدف.
وأضاف الهلال، إن الاحتلال استهدف سيارة إسعاف بالرصاص الحي أثناء توجهها لإسعاف مصابين في مخيم جنين.
وكانت وحدات خاصة من "المستعربين" تسللت إلى موقعين في محيط المخيم من الجهتين الغربية والشرقية، قبل أن تقتحم المدينة ومخيمها قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات وبلدوزرات، من محاور عدة.
وروى شهود عيان لـ"الأيام"، أن قوات الاحتلال احتلت بنايات مطلة على المخيم وحولتها إلى نقاط عسكرية ومراكز لوحدات "القناصة" الذين استهدفوا كل جسم متحرك، وسط اشتباكات مسلحة استهدف خلالها مقاومون قوات الاحتلال بالرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.
وأعلنت وزارة الصحة، ارتقاء الشهداء الدكتور أسيد كمال جبارين (51 عاما) أخصائي الجراحة العامة في مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي بمدينة جنين، الذي كان هدفا لإطلاق النار من جنود الاحتلال على بعد أمتار قليلة من المستشفى وأصيب برصاصة قاتلة في الظهر، والمعلم علام جرادات (48 عاما)، والذي كان متوجها إلى عمله في مدرسة وليد أبو مويس الأساسية للبنين، والطالب محمود أمجد حمادنة (15 عاما) وهو طالب في الصف التاسع الأساسي بمدرسة ذكور الكرامة الأساسية الثانية، ومعمر محمد ذيب أبو عميرة (50 عاما)، وابن شقيقه أمير عصام محمد أبو عميرة (22 عاما)، وأسامة محمد نعيم أبو حجير (16 عاما)، وباسم محمود صالح تركمان الحويطي (53 عاما) وهو شقيق الشهيدين محمد الذي ارتقى خلال اجتياح مخيم جنين في نيسان العام 2002، ولطفي الذي ارتقى برصاص الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى.
وأكد د. وسام بكر مدير المستشفى لـ"الأيام"، أن الطبيب الشهيد جبارين، أوقف مركبته في أحد المواقف قرب المستشفى، بعد أن قام بإيصال بناته إلى المدرسة كالمعتاد، وفي اللحظة التي ترجل فيها من داخل مركبته، كان هدفا للقتل برصاص القوات الخاصة.
من جهته، وصف المدير الطبي في مستشفى جنين الحكومي الدكتور مصطفى حمارشة، الأوضاع داخل المستشفيات العاملة في مدينة جنين، بأنها صعبة للغاية ذلك أن الكادر الطبي غير كاف للتعامل مع العدد الكبير من الإصابات، إضافة إلى أن الوضع الحالي لا يسمح بوصول سيارات الإسعاف إلى المصابين، ويمنع الاحتلال وصول المصابين والكوادر الطبية إلى المستشفيات، بعد أن حاصر بعضها ودمر جميع الشوارع المؤدية إليها.
وأكد مصدر في جمعية الهلال الأحمر وجود طلبة المدارس من بين المصابين، وعرقلة جيش الاحتلال وصول طواقم الإسعاف إليهم، في وقت استهدف فيه جنود الاحتلال مركبة إسعاف بالرصاص ما أدى إلى إصابة مسعفة كانت بداخلها.
كما أصيب مصور صحافي، برصاص الاحتلال إثر استهدافه تجمعا للصحافيين قرب مستشفى جنين الحكومي.
وأفادت مصادر محلية، بإصابة المصور الصحافي عمرو مناصرة، بشظايا رصاص الاحتلال أسفل الظهر، في محيط مستشفى جنين، ووصفت حالته بالمستقرة.
من جهتها، قالت مديرة التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر، إنه تم إخلاء جميع المدارس في مدينة جنين ومخيمها، باستثناء بعض الطلبة في مدرستي "الكرامة" و"الزهراء"، لخطورة الأوضاع الميدانية، وتم إخلاؤهم في وقت لاحق.
وهدمت جرافات الاحتلال خلال عدوانها منزل عائلة الشهيد أحمد هاني بركات في المخيم الجديد غربا.
وقالت والدة الشهيد بركات، إن جرافات الاحتلال هدمت منزل العائلة المكون من طابقين وتبلغ مساحته 280 مترا مربعا دون سابق إنذار، ولم تسمح للعائلة بإخراج محتويات المنزل الذي يؤوي 10 أشخاص.
وأضافت، إن زوجها معتقل إداري، ونجلها أحمد استشهد في 20 آذار الماضي مع ثلاثة من رفاقه.
وروى شهود عيان من داخل المخيم، أن مقاومين أوقعوا قوات الاحتلال في كمائن عدة وتحديدا في ساحة المخيم الرئيسة وقرب مركز الشباب الاجتماعي وفي حي "الدمج" وقرب مسجد "الأسير" في منطقة الجابريات جنوبا.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، إن "العملية العسكرية في مدينة ومخيمها، جاءت من أجل محاربة الإرهاب، ومع بداية العملية رصدت إصابات لعدد من المسلحين".
وتابع، "العملية بدأت بدخول قوات من المستعربين، وبعد تمركزهم في المخيم دخلت قوات الجيش والتي اشتبكت مع المسلحين، ولم يبلغ عن إصابات في صفوف القوات".