:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73155

3 شهداء وإصابات في العدوان المتواصل على جنين والمخيم

2024-05-23

استشهد شاب وفتى وطفل، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الثاني من عدوانها المتواصل على مدينة ومخيم جنين، ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 11 شهيداً، وسط اشتباكات مسلحة تعتبر الأعنف من نوعها مع المقاومين الذين تمكنوا من إعطاب عدة آليات عسكرية لجيش الاحتلال.
وأعلن مدير مستشفى "الرازي" الدكتور فواز حماد، استشهاد الشاب سامي أمين أحمد القيسي (العرقاوي) "18 عاماً" من مدينة جنين، جراء إصابته برصاص الاحتلال في القلب، فيما أكدت وزارة الصحة استشهاد الفتى محمود فارس القريني "16 سنة".
من جهته، أبلغ ضابط الإسعاف في مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر طاهر الصانوري "الأيام"، أن طواقم الإسعاف عثرت على جثمان الشهيد الطفل وسيم عاهد جرادات "15 عاماً" من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وقد أصيب بعيار ناري في مقدمة رأسه على مقربة من مشتل زراعي قرب شارع جنين - حيفا بالقرب من دوار "الأحمدين" والذي يعتبر نقطة تمركز لقوات وآليات الاحتلال.
وقال الصانوري، إن قوات الاحتلال أطلقت النار على مركبة في حي "البساتين" بمدينة جنين، وعندما وصلت طواقم الإسعاف لها وجدتها خالية وقد اخترقها الرصاص من كل الجهات، وسط غموض يكتنف مصير من كان بداخلها.
وأكد شهود عيان، أن الشهيد القريني أصيب برصاصة في فخذه، ولاحقته قوات الاحتلال والتي أقدمت على إعدامه في باحة أحد المنازل الذي التجأ إليه مع صديقه بعد مطاردتهما.
وقال أحد الشهود، إن جنود الاحتلال حاصروا المنزل وأطلقوا النار على الفتى القريني وصديقه من النقطة صفر، وتركوهما ينزفان دون السماح لطواقم الإسعاف بالوصول إلى الموقع وتقديم الإسعافات اللازمة لهما، ما أدى إلى استشهاد القريني وإصابة صديقه.
واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين بينهم المسعف محمد حازم مصاروة من قرية رمانة، أثناء تقديمه العلاج للمصابين، ونكلت بالعشرات من المواطنين الذين دهمت منازلهم، واستخدمت عدداً منهم دروعاً بشرية، واستولت على الهواتف الخليوية لعدد منهم.
واستشهد خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، أخصائي الجراحة العامة في مستشفى جنين الحكومي الدكتور أسيد كمال عبد الفتاح جبارين "51 عاماً"، والمعلم علام زياد جرادات "48 عاماً"، والطالب ابن الصف التاسع الأساسي في مدرسة ذكور الكرامة الأساسية الثانية محمود أمجد حمادنة "15 عاماً"، ومعمر محمد ذيب أبو عميرة "50 عاماً"، وأمير عصام محمد أبو عميرة "22 عاماً"، وأسامة محمد نعيم حجير "16 عاماً"، وباسم محمود صالح تركمان الحويطي "53 عاماً"، وجهاد محمد طالب "38 عاماً"، إلى جانب الشهداء القريني والقيسي وجرادات.
وأعلنت المقاومة في مخيم جنين، عن تفجير منزل داخل المخيم بعدد من جنود الاحتلال بعد تفخيخه، واستهداف قوات وآليات الاحتلال في عدة محاور داخل المخيم والمدينة بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع، والاشتباك مع قوات الاحتلال في عدة محاور من النقطة صفر.
واشتكى مواطنون من المخيم، من إقدام جنود الاحتلال على الاستيلاء على أموال ومدخرات من داخل منازلهم أثناء تفتيشها، فيما أكد آخرون استخدام آخرين دروعا بشرياً بعد أن أجبرهم جنود الاحتلال على الوجود أمام الآليات العسكرية والقوات خلال الاشتباكات المسلحة مع المقاومين.
ووسعت قوات الاحتلال، نطاق عدوانها على مدينة ومخيم جنين في يومه الثاني، حيث أوقعت المزيد من الإصابات في صفوف المواطنين، وفجرت عدة منازل داخل المخيم الذي دفعت إليه تلك القوات المئات من جنودها والعشرات من الآليات العسكرية والجرافات، وواصلت تجريف الشوارع ومرافق البنية التحتية، وسط تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة والتي امتدت لتشمل المدينة.
وروى شهود عيان لـ "الأيام"، أن قوات الاحتلال بدأت بشن عدوان واسع النطاق على مدينة جنين ومخيمها، صبيحة أول من أمس، وقتلت في أقل من ساعة من بدئه ثمانية مواطنين من بينهم طبيب جراح في مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي، ومعلم مدرسة، وطالب كان يقود دراجته في طريقه إلى مدرسته.
وأكدت مصادر طبية ومحلية، إصابة شاب من المخيم برصاصة في منطقة الحوض، ليرتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 20 بينها إصابات خطيرة.
ووفق الشهود، فقد وسع جيش الاحتلال عمليته العسكرية في جنين ومخيمها، ودفع بتعزيزات عسكرية إضافية إليهما، وسط اشتباكات مسلحة وصفت بالعنيفة مع المقاومين في المدينة والمخيم الذي حولته قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية ونشرت آلياتها العسكرية في جميع حاراته التي لجأ جيش الاحتلال إلى تنفيذ عمليات اقتحام من بيت إلى بيت فيها، وأجبر مئات السكان على مغادرة مساكنهم التي حولها إلى ثكنات عسكرية ونقاط لوحدات القناصة من جنودها، فيما لجأت إلى احتجاز عشرات العائلات داخل غرف مغلقة بمنازلها.
ولجأت قوات الاحتلال إلى تفجير عدد من المنازل في المخيم الذي تواصلت الاشتباكات المسلحة فيه بين المقاومين وجنود الاحتلال في عدة محاور، وتركزت في مناطق الساحة وأحياء الدمج والحواشين والسمران وجورة الذهب.
وفرض جيش الاحتلال طوقاً أمنياً على المخيم وفرض إجراءات مشددة على المواطنين الذي حاولوا النزوح منه وعلى مركبات الإسعاف التي حاولت الوصول إلى المصابين والمرضى، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة والمخيم.
وشنت قوات الاحتلال، حملات دهم وتفتيش طالت مئات المنازل في حارات المخيم، واعتقلت عدداً من المواطنين، واعتدت على المواطنين ونكلت بهم وعبثت بمحتويات منازلهم وعاثت فيها فساداً وخراباً، وأخضعت عدداً من الشبان للتحقيق الميداني، فيما تسببت عمليات تدمير البنية التحتية وتجريف الشوارع، بانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات والإنترنت عن مناطق واسعة في المدينة والمخيم.
وأكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال واصلت فرض حصار على مستشفى جنين الحكومي وسط انتشار القناصة في أماكن قريبة منه، ما تسبب في نقص كبير في المستلزمات الطبية.
ومع تواصل العملية العسكرية في جنين، قال مدير المستشفى الحكومي: "إننا نواجه صعوبة في استقبال جثامين الشهداء في ثلاجات الموتى والتي تتسع لتسع وفيات فقط، ووصلنا سبعة شهداء بالإضافة إلى شهيد في مستشفى الرازي، ويوجد عدد من الوفيات السابقة في ثلاجة المستشفى".
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على المواطنين الموجودين في ساحة المستشفى وعلى الطواقم الصحافية القريبة من بوابته الرئيسة.
وقال حازم مصاروة الضابط في مركز إسعاف ابن سينا، إن قوات الاحتلال أطلقت النار عليه بشكل مباشر خلال محاولته إسعاف مصاب في منطقة "طلعة الغبز" شرق المخيم، وأصاب الرصاص الباب الخارجي من مركبة الإسعاف.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، بدأت باقتحام مدينة جنين ومخيمها صباح أول من أمس، وتمركزت في شوارع حيفا، ونابلس، وطريق برقين، ترافقها وحدات خاصة من "المستعربين".
وواصلت جرافات الاحتلال عملية التدمير للبنية التحتية من شوارع وبسطات خضراوات وبركسات تجارية وممتلكات للمواطنين خاصة المركبات، ودمرت دوار "الشهيد جورج حبش" في محيط مقهى النباتات بمركز المدينة، ودوار "الشهيد عمر النايف"، وحولت عشرات المنازل في أحياء المدينة والمخيم إلى نقاط عسكرية، وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع سماع دوي انفجارات ضخمة.
واعتقلت قوات الاحتلال، عدداً من المواطنين عرف من بينهم هلال جلامنة، وسيدة من عائلة الحامد، بعد دهم منازلهم في المخيم، وألحقت دماراً كبيراً بمنزل المواطن طه أبو سرية وعشرات المنازل الأخرى خلال عمليات التفجير والتخريب التي نفذتها خلال عدوانها.