هكذا قتل الاحتلال معلماً وطبيباً وطالباً في جنين
2024-05-23
كان الأستاذ علام جرادات (45 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، أول من أمس، برفقة زميله الأستاذ محمد المصري في طريقهما إلى مدرسة وليد أبو مويس الأساسية للبنين في مدينة جنين، عندما كان الاثنان في مرمى نيران قوات الاحتلال، فارتقى جرادات شهيداً فيما أصيب المصري بشظايا الرصاص الذي أصاب وقتل عدداً من التلاميذ الذين وجدوا أنفسهم محاصرين داخل مدارسهم بقوات وآليات الاحتلال.
ووفق شهود عيان، كان الشهيد جرادات أو "الأستاذ علام" كما يحب أن يناديه تلاميذه، يستقل مركبة خاصة برفقة عدد من زملائه إلى دوامهم اليومي في مدرسة وليد أبو مويس الأساسية وسط جنين، عندما أطلق "قناص" إسرائيلي الرصاص النار عليهم بشكل مباشر وكثيف، فأصابته رصاصة بالرأس أدت إلى استشهاده على الفور، وأصيب معلم آخر بالشظايا.
وقال صاحب السيارة التي كانت تقل الشهيد وزملاءه أحمد جبارين "اعتدت منذ فترة طويلة على اصطحاب الأستاذ علام وثلاثة آخرين من زملائه إلى مدرسة وليد أبو مويس، ويوم الثلاثاء قبل الثامنة صباحاً بقليل كنا في طريقنا إلى المدرسة، وقبل وصولنا بأمتار قليلة سمعنا صوت صفارة الإنذار في المخيم، إيذاناً بعملية اقتحام إسرائيلية".
ومضى جبارين "بعد ثوان بدأ إطلاق نار كثيف علينا، كان الواضح أنه قناص، وكان الرصاص كثيفاً جداً علينا، لدرجة تجمدت فيها في مكاني ولم أستطع التحرك، وكل من في السيارة كان يصرخ، وبعدما استجمعت قواي حاولت الهرب من المكان".
أدرك السائق ومن معه في السيارة أن زميلهم علام جرادات أصيب بالرأس بعد تمكنهم من الابتعاد قليلاً عن مصدر إطلاق النار، وبعد نقله إلى المستشفى بذات السيارة حيث منع الاحتلال مركبة الإسعاف من الوصول إليهم، أبلغهم الأطباء أنه استشهد".
ووصف جبارين تلك اللحظات بأنها كانت مرعبة للغاية، حيث كان الدم ينزف من رأس الأستاذ علام، وحاول الصراخ على أمل أن يساعدهم أحد، لكن لم يستطع أحد الوصول إليهم".
وفي ذات الوقت، كان الشهيد الطالب محمود حمادنة (15 عاماً) وزملاؤه هدفاً للقتل والإصابة برصاص جيش الاحتلال، حيث استشهد وهو يقود دراجته الكهربائية، وأصيب ثلاثة من زملائه وهم يحاولون العودة إلى منازلهم هرباً من رصاص القناصة الإسرائيليين الذين اعتلوا البنايات والمنازل في محيط المخيم.
وتجمع عدد كبير من المواطنين في ساحة مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي بالمدينة، في محاولة منهم للاطمئنان على أبنائهم من طلبة المدارس ممن لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، وبادرت المحافظة وقيادة منطقة جنين إلى إيواء المئات منهم في المقار الأمنية لحين تمكن أهاليهم من استعادتهم.
وعلى بعد أمتار قليلة من بوابة المستشفى الحكومي الرئيسة، كان الشهيد الطبيب الجراح أسيد كمال جبر (51 عاماً) هدفاً للقتل بدم بارد برصاص قوات الاحتلال، حيث تركز إطلاق النار في محيط المستشفى ومنطقة طلعة الغبز القريبة.
وقال مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر: "بعد وصول الزميل الجراح أسيد جبارين إلى بوابة المستشفى لمباشرة عمله أصابته رصاصة قناص في الظهر فاخترقت الشريان الرئيس للبطن، ما أدى إلى تعرضه للنزيف، ونقل إلى غرفة الطوارئ وحاولنا إسعافه، ولكنه استشهد بعد دقائق".
ووصف بكر استشهاد الجراح جبارين بالخسارة الكبيرة للمستشفى، فهو رئيس قسم الجراحة ويمتلك خبرة 22 عاماً في مجاله، وشهد اقتحامات جنين كلها تقريباً وهو على رأس عمله، ويعتمد المستشفى عليه بشكل كبير في الجراحات العامة والإصابات المعقدة.