شمال غزة: توسيع رقعة العدوان يحدّ من القدرة على إيصال المساعدات
2024-05-23
بات إيصال وتوزيع المساعدات الغذائية والتموينية الطارئة على سكان منطقة شمال غزة، وبشكل خاص بلدة جباليا النزلة ومخيمها، شبه مستحيل، في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي وتوسيع رقعته.
ولم يتلق مواطنو محافظة الشمال، وعلى وجه التحديد نحو 200 ألف مواطن يسكنون بلدة جباليا ومخيمها، ومشروعي تل الزعتر وبيت لاهيا، أي مساعدات عينية أو نقدية منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على المحافظة قبل 12 يوماً.
واضطر ممثلو المؤسسات الأجنبية والأممية العاملة في المحافظة، وهم قلة، إلى إخلاء المنطقة فور إعلان جيش الاحتلال عن عودته لشن عدوان بري وجوي جديد عليها.
وتركت المؤسسات الإغاثية مخازنها ومقارها في المحافظة، وتوجهت إلى مناطق في عمق مدينة غزة، بعد أن أعلن جيش الاحتلال عن منطقة جباليا منطقة قتال خطيرة، وطالب جميع السكان والعاملين فيها بإخلائها فوراً.
وقال شهود عيان لـ"الأيام"، إن قوات الاحتلال قصفت عدداً من المخازن التي تحتوي على مواد غذائية كانت معدّة للتوزيع من قبل مؤسسات مختلفة.
وذكر الشهود أن جيش الاحتلال يسيطر على جميع المفترقات والطرق المؤدية إلى قلب المنطقة، ما يعيق من تحرك قوافل الإغاثة التي تدخل المنطقة من معبر "زيكيم" شمال بيت لاهيا، أو من خلال الرصيف المائي العائم الذي أقامته الولايات المتحدة الأميركية على شاطئ جنوب مدينة غزة قبل ثلاثة أشهر، وبدأت بتشغيله فعلياً، الأسبوع الماضي.
واشتكى المواطنون المحاصرون في منطقة جباليا من نفاد معظم المواد الغذائية من منازلهم، وعدم توفرها في المنطقة بسبب إخلائها، وصعوبة التحرك فيها من قبل التجار ومندوبي المؤسسات والجمعيات الخيرية.
وأكد ممثل إحدى المؤسسات أنه من المستحيل عليهم العمل في منطقة جباليا بشكل خاص، في ظل استمرار العدوان البري، وتصنيفها منطقة قتال خطيرة.
وأوضح أن ممثلي جميع المؤسسات خرجوا من المنطقة، وينتظرون اللحظة التي يعلن فيها جيش الاحتلال عن انتهاء عدوانه على المنطقة للعودة إليها، والقيام بواجبهم بتقديم المساعدات الإغاثية فوراً.
ولفت إلى أن مخازن معظم المؤسسات، سواء الأجنبية أو المحلية، مليئة بالمساعدات والطرود الغذائية والتموينية، وجاهزة للتوزيع على سكان بلدة جباليا والمخيم، فور خروج جيش الاحتلال منها.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن عدد المؤسسات العاملة في منطقة شمال وادي غزة قليل جداً، بسبب القيود المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال عليهم، ولكنها في المقابل تتلقى، يومياً، آلاف المناشدات من المواطنين للحصول على المساعدات العاجلة.
وأكد أن الوضع في منطقة شمال وادي غزة كارثي، ويحتاج إلى تدخل أكبر مما هو عليه الآن، لا سيما أن المنطقة باتت على أعتاب مجاعة حقيقية في ظل نفاد الكثير من السلع الأساسية، وتواضع كمية المساعدات التي تصل، عدا توسيع رقعة العدوان خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، التي شهدت توسيع رقعة العدوان في جنوب مدينة غزة، وتحديداً في أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى، إضافة إلى العدوان الشامل والواسع على منطقة جباليا، التي تضم البلدة والمخيم ومشروعي تل الزعتر وبيت لاهيا.
كما حدّ العدوان من قدرة البلدية على العمل، وتحديداً في تشغيل بعض آبار المياه وسيارة جمع النفايات خوفاً من استهداف الطواقم، وما تبقى من سيارات بعد تدمير وحرق الاحتلال معظم الآليات والسيارات منذ بدء عدوانه على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول الماضي.
واضطر أكثر من نصف سكان المنطقة، الذين لم ينزحوا منها، إلى الاستعانة ببعض الآبار الصغيرة لتلبية أقل من الحد الأدنى من حاجتهم للمياه، وحرق النفايات للتخلص من الروائح الكريهة التي تنبعث من أكوام النفايات المتراكمة.