مجزرة جديدة في رفح واستشهاد عشرات النازحين
وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على محافظة رفح بشكل كبير، واجتاحت الدبابات مخيمات يبنا، الشابورة، الشعوت، وأجزاء كبيرة من حي تل السلطان، إضافة لحي زعرب، بالتزامن مع ارتكاب مجازر واسعة بحق المدنيين، استهدفت اثنتان منها خيام نازحين.
وبتوسيع العدوان شرقاً يكون الاحتلال سيطر على أكثر من 80% من محافظة رفح، ولم يتبق سوى الحي السعودي ومنطقة المواصي اللتين تتعرضان لقصف مدفعي وجوي متواصل.
وتقدمت قوت الاحتلال تحت وابل كثيف وغير مسبوق من القذائف وصواريخ وقنابل الطائرات، تسببت بدفع أكثر من ربع مليون مواطن إلى النزوح عن منازلهم، وأوقعت العشرات منهم بين شهيد وجريح.
وسيطرت قوات الاحتلال على تل زعرب الأثري غرب رفح، وهي منطقة مرتفعة تشرف على أكثر من نصف المحافظة، وحولتها لمرابض مدفعية، قصفت منها أحياء غرب ووسط المحافظة.
وأكد شهود عيان أن طائرات مُسيرة اسرائيلية من طراز "كواد كابتر"، كانت تلاحق النازحين، وتطلق النار والقذائف تجاههم، خاصة في ساعات الليل والصباح الباكر.
واندلعت مواجهات مسلحة عنيفة وضارية في محافظة رفح، خاصة في مخيمها، إذ سُمع أصوات انفجارات كثيفة، وإطلاق نار متواصل، بالتزامن مع شن الطائرات غارات مكثفة.
وتراجعت آليات الاحتلال من منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال القطاع، إذ جرى انتشال عشرات الجثامين لشهداء سقطوا في وقت سابق، كما كشف تراجع الآليات دمارا كبيرا وغير مسبوق في المنطقة، بينما ما زالت الدبابات تتواجد في مناطق واسعة من مخيم وبلدة جباليا.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، راح ضحيتها 46 شهيداً، و110 إصابات "حتى ساعات ظهر أمس"، دون احتساب بعض المجازر التي وقعت بعد إعلان التحديث اليومي للوزارة.
بينما ارتفع عدد الشهداء حتى ساعات الليل المتأخرة، إلى أكثر من 100 شهيد، وما يزيد على 200 جريح، مع تصاعد الغارات والاستهدافات الإسرائيلية للمنازل.
وأكدت الوزارة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفعت منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 36096 شهيدا و81136 اصابة.
وتسبب القصف المدفعي العنيف على أحياء تل السلطان، السعودي، ومنطقة تل زعرب بسقوط ما يزيد على 20 مواطناً، وإصابة العشرات، فيما خرجت نداءات استغاثة من منازل أصيب سكانها بداخلها، ولم يستطيعوا مغادرتها بسبب القصف وإطلاق النار.
وأكد شهود عيان أن طائرات إسرائيلية مسيرة "كواد كابتر"، أطلقت النار تجاه مناطق واسعة في الحي، واستهدفت سيارات الإسعاف، والدفاع المدني، وأصابت قذيفة الطابق العلوي من المستشفى الميداني الإندونيسي، كما أطلقت النار تجاه نازحين داخل عيادة تل السلطان الحكومية.
مجازر وشهداء
فقد ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة ضد النازحين، راح ضحيتها 23 شهيداً وعشرات الجرحى، في قصف مباغت لخيام النازحين في منطقة مواصي رفح، إذ قصفت طائرات حربية بصاروخين على الأقل عدداً من الخيام، ما تسبب بحدوث المجزرة.
وعُرف من شهداء مجزرة المواصي: أمير إبراهيم الغفاري، رباب حسام العبسي، عبد العزيز عبد القادر أبو الكاس، أمير أشرف نصار، عبد المنعم محمد العبسي، صالح إبراهيم الهمص، بيسان إبراهيم الهمص، جابر عبد القادر العبسي، فاطمة محمود العبسي، سماح محمود العبسي، سمر محمود أبو الكاس، سحر نصار، رهف العبسي، لين جبر أبو سالم، دعاء جبر أبو سالم، أشرف محمد علي، أحمد عبد الكريم الطويل، نورا جبر القيسي، هالة محمد القيسي، رغد نصار، إلهام عبد القادر أبو سالم.
وفي ساعات الصباح، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى في منطقة "البركسات"، بقصف خيمة بقذيفة مدفعية، ما تسبب بسقوط 7 شهداء، عرف منهم: عصام طنبورة، منال طنبورة، آية عصام طنبورة، عماد إسماعيل أبو جراد، وزوجته أنوار مطيع أبو جراع، نويرة فداء أبو جراد، عصام أبو جراد، نايف أبو عرمانة.
كما سقط ثلاثة شهداء في غارة استهدفت تجمعاً للمواطنين في محيط "الإسكان الأبيض" بحي تل السلطان، والشهداء هم: طارق خالد أبو كوش، إبراهيم جبر عثمان، عدي أبو عزام.
وجرى نقل جثماني شهيدين إلى مستشفى غزة الأوروبي، بعد غارة إسرائيلية شنتها طائرات الاحتلال شرق مدينة رفح.
وأطلقت طائرات "كواد كابتر"، النار تجاه طواقم الإسعاف والدفاع المدني في حي تل السلطان، خلال محاولتهم إسعاف المصابين، وقد أصابت الرصاصات زجاج مركبة إسعاف.
وخرج، أمس، المستشفى الميداني الإندونيسي، وعيادة تل السلطان الحكومية غرب محافظة رفح عن الخدمة تماماً، ولم يتبق في كل رفح، سوى مستشفى تل السلطان للولادة، وهو يصارع في ظل استمرار القصف والغارات في محيطه، وسبق ذلك بساعات خروج المستشفى الكويتي عن الخدمة.
وتعرض حي تل السلطان، والحي السعودي غرب محافظة رفح، لقصف مدفعي مكثف، بالتزامن مع عشرات الغارات الجوية التي استهدفت عدة منازل وبنايات مرتفعة، منها منزل لعائلة "الحلقاوي"، وآخر لعائلة "حنيف"، ومنزل ثالث لعائلة "حجاج"، وغيرها العشرات من المنازل.
وتسبب القصف المدفعي العنيف والمتواصل باندلاع حرائق واسعة في الحي السعودي، ومنطقة دوار زعرب.
واستشهد 4 مواطنين جراء قصف إسرائيلي استهدف المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط القطاع.
وجرى انتشال جثمان شهيدة، جراء القصف المدفعي الذي استهدف شمال غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.
واستشهد شابان، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة "عقل"، في سوق البريج وسط قطاع غزة.
واستهدفت طائرة إسرائيلية مُسيرة سيارة مدنية في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما تسبب باحتراقها، دون وقوع إصابات.
وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى، جراء قصف منزل لعائلة "الغصين" في حي الدرج بمدينة غزة.
واستشهد الضابط في الدفاع المدني بمركز التفاح بمدينة غزة، بهجت الجمال، جراء قصف إسرائيلي، ليرتفع عدد شهداء الدفاع المدني في القطاع إلى 70 شهيداً، منذ بدء العدوان.
وسقط 6 شهداء بينهم طبيب، إضافة لعدد من المصابين، جراء إطلاق آليات الاحتلال النار في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، بالتزامن مع استشهاد طفلة، جراء إطلاق نار في محيط مستشفى بيت حانون.
كما سقط شهداء وجرحى، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلاً في بلدة بيت حانون، شمال القطاع.
مواجهات مسلحة في مناطق عدة
وتصاعدت حدة الاشتباكات والمواجهات المسلحة في مناطق جنوب وشمال القطاع، خاصة في رفح، وجباليا، ومشروع بيت لاهيا.
وشهدت أحياء وبلدات وسط وشرق وغرب محافظة رفح، أعنف الاشتباكات، وسُمع في مناطق حي السلام، حي البرازيل، الجنينة، التنور، ومخيم يبنا، مخيم الشابورة، ومحيط تل زعرب، وحي تل السلطان بالمحافظة، دوي انفجارات متتالية، رافقها سماع دوي إطلاق نار من أسلحة مختلفة، كما أطلقت طائرات مروحية إسرائيلية النار بكثافة تجاه بعض الأحياء في رفح.
وأكد شهود عيان أن المواجهات والاشتباكات المسلحة في رفح، ازدادت ضراوة في ساعات ما بعد الظهر، إذ ذكر صحافيون أنها جرت في بعض المناطق من مسافات قصيرة وجهاً لوجه.
كما تواصلت المواجهات المسلحة بشكل عنيف في مناطق جباليا شمال القطاع، ورافقها قصف مدفعي وجوي عنيف ومتواصل.