:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73219

قنابل الاحتلال تحرق حسبة البيرة مجدداً

2024-05-31

تسببت قنابل غاز وصوتية أطلقها جنود الاحتلال في اندلاع حريق هائل في منطقة سوق الخضار المركزي "الحسبة" في مدينة البيرة، الليلة قبل الماضية، أتى على عشرات المحال التجارية والبسطات، وأدى لخسائر فادحة تقدر بملايين الدولارات.
واقتحمت قوات الاحتلال العديد من أحياء مدينتي رام الله والبيرة في ساعة مبكرة من فجر أمس، وانتشرت في محيط دوار المنارة و"الحسبة"، حيث تم دهم محلي صرافة والعبث بمحتوياتهما، والاستيلاء على مبالغ مالية منهما.
وأوضحت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت في أعقاب عملية الاقتحام، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين، بالرصاص والاختناق، قبل أن يندلع حريق في منطقة الحسبة، تسبب في دمار هائل في المحال التجارية والبسطات.
وروى شهود عيان، أن قوات الاحتلال تعمدت التسبب بالحريق، الذي قدر رئيس بلدية البيرة بالإنابة روبين الخطيب، الخسائر الناجمة عنه بعشرات الملايين من الشواكل.
وقال الخطيب لـ"الأيام" أثناء معاينته موقع الحدث: النيران أتت على نحو 80 محلاً تجارياً، فضلاً عن زهاء 120 بسطة في الحسبة، وقد بدأ الحريق قرابة الساعة الرابعة فجراً، نتيجة إلقاء قوات الاحتلال قنابل باتجاه البسطات، التي اشتملت على مواد متنوعة.
وأوضح أن الحريق تركز بالذات في عمارة المالكي التي تتبع للبلدية وتتكون من عدة طبقات، فضلاً عن مبنى آخر تابع لوزارة الأوقاف، مبيناً أنه سيصار بالتنسيق مع المحافظة إلى تشكيل لجنة لتقييم الأضرار، قبل الشروع بتحديد آليات التدخل، وصيانة الأضرار.
وروى المواطن أنس الشيخ قاسم (45 عاماً) وهو صاحب بسطتين في "الحسبة"، أن الأحداث بدأت مع دهم قوات الاحتلال قرابة الساعة الواحدة فجراً، لأكثر من محل صرافة في محيط "الحسبة" بينها "بيت النبالي للصرافة"، الذي دمرت محتوياته بشكل شبه كامل، مضيفاً: "الجنود تعمدوا التسبب بالحريق بنسبة 100%".
وأردف: من الواضح مما حصل تعمد إيذاء الناس، فالبسطات هنا تعيل عشرات العائلات، وهي تضم مواد تنظيف وتجميل، فضلاً عن خضار وفواكه إلى غير ذلك، بالتالي تم إطلاق قنابل حارقة صوبها، ما أدى إلى نشوب حريق هائل".
وسارعت طواقم جهاز الدفاع المدني إلى المكان سعياً لإطفاء الحريق، وقال قاسم: "منذ اللحظة الأولى حضرت سيارات الدفاع المدني، لكن الجنود منعوها في البداية من التدخل، ما يؤكد أن ما حصل لم يكن عفوياً أو عن غير قصد".
وقدر قيمة خسائر بسطتيه المخصصتين لبيع الخضار والفواكه، ويعمل فيهما وشقيقه منذ أكثر من عقدين من الزمن بنحو 2000 شيكل، وقال: "العوض بوجه الكريم، فخسائرنا لا تقارن بالكثيرين من أصحاب البسطات والمحال هنا".
وشارك الشاب الثلاثيني محمد عبد الرؤوف، الشيخ قاسم رأيه، مضيفاً: "أتى جيش الاحتلال إلى هنا قرابة الساعة الرابعة فجراً، وأطلق قنابل تسببت بالحريق".
وأردف: أنا وشقيقي نملك بسطة صغيرة هنا لبيع النعنع والبقدونس وغيرهما، وقد شرعنا بعملنا قبل تسعة أعوام، وخسارتنا تقدر بنحو 3000 شيكل، لكن ماذا نفعل؟.
وبدت واجهات جدران المباني المحيطة بـ "الحسبة"، وغالبية البسطات الموجودة فيها متشحة بالسواد مع احتراق معظم محتوياتها، وتجلى ذلك بشكل بارز في المحال الواقعة في منتصف المكان، مثل تلك التابعة لأفراد عائلة المناصرة، المعروفة بتجارة السجاد.
وقال تيسير مناصرة، أحد أصحاب الشركة: لدينا ثماني محال تجارية في البناية التابعة لـ"الأوقاف"، وهذه المحال مخصصة لبيع السجاد، والأدوات المنزلية، والملابس، فضلاً عن محلين آخرين في عمارة "المالكي"، وقد أتت النيران على كامل محتوياتها.
وتابع: جنود الاحتلال أطلقوا قنابل شديدة الاشتعال، ما أدى لاندلاع الحريق الذي لم يبقَ شيئا تقريياً في المكان، مقدراً حجم خسائره جراء الحريق بنحو ثلاثة ملايين من الدولارات.
من جهته، ذكر جهاز الدفاع المدني، أن طواقمه التي فرضت طوقاً على موقع الحريق، تمكنت من السيطرة عليه بعد جهود مضنية، مضيفاً: "الحريق بدأ في عربات الخضار الخشبية، وانتقل لبعض المحال التجارية، حيث عملت 10 مركبات إطفاء بتعزيز من محافظتي القدس وسلفيت بقوة، بلغت 60 رجل إطفاء، إضافة إلى مساندة الشركاء في الشرطة، والأمن الوطني، والبلدية على السيطرة عليه، ومنع امتداد النيران للمجمعات التجارية المجاورة".
وأردف: ضابط موقع الحريق أكد أن السيطرة على الحريق بعد عمل ثلاث ساعات بلغت أكثر من 80%، وقد يستمر العمل لما بعد ساعات ظهر اليوم (أمس)".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في "الحسبة" جراء استهدافها من قوات الاحتلال، إذ حصل الأمر ذاته خلال العام 2016، عندما اقتحمت قوات الاحتلال شركة العجولي للصرافة، وتسببت باحتراقها، والكثير من البسطات في المكان.