شبح العطش يطارد النازحين إلى دير البلح والمواصي
2024-05-31
تشهد محطة تحلية مياه البحر على شاطئ مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، اكتظاظاً غير مسبوق للنازحين الراغبين في تعبئة "جالونات" مياه صغيرة أو براميل كبيرة تحملها شاحنات وعربات تجرها الدواب.
ويضطر الكثير من النازحين في دير البلح وسط القطاع أو منطقة المواصي غرب خان يونس جنوباً، إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام والانتظار لساعات أمام المحطة حتى يتمكنوا من توفير كميات محدودة من المياه.
وتنقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافياً، تتبع إحداهما لمحافظة خان يونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية لمحافظة رفح.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد بشكل عام من جنوب غربي دير البلح، وسط القطاع، مروراً بغرب خان يونس حتى غرب رفح جنوباًَ.
ويعاني أهالي قطاع غزة، من أزمات إنسانية عديدة من بينها نقص حاد في المياه جراء قطع قوات الاحتلال إمدادات الماء والوقود، واستهداف مرافق المياه والآبار في العديد من المحافظات، ضمن عدوانها المدمر الذي بدأ في السابع من تشرين الأول الماضي.
ويقف الشاب أحمد محمود، أمام محطة التحلية الموجودة على شارع الرشيد الساحلي، تحت أشعة الشمس الحارقة وفي أجواء شديدة الحرارة، في محاولة للحصول على المياه عبر تعبئة "جالون" أصفر صغير.
وقال الشاب محمود (34 عاماً): "منذ بداية العدوان على قطاع غزة نعيش يومياً معارك عديدة من ضمنها معركة الحصول على المياه، فلا يمكن أن نستسلم أو نهزم فيها، لأن ذلك يعني تفاقم معاناتنا".
وأضاف: "في كل يوم أخرج صباحاً لقضاء حاجاتنا، وتعبئة جالونات المياه العذبة والمالحة، والعودة لإشعال النار لطهي الطعام، لكن معركة الحصول على المياه هي أصعب هذه المعارك وأشدها".
أما الشاب أنس قاعود، الذي نزح من حي الشيخ رضوان إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فقال: "نعاني من أزمة حادة في المياه منذ نزوح المواطنين من مدينة رفح، بسبب الكثافة السكانية في دير البلح، حيث لم يعد هناك متسع بعد أن نصب النازحون الخيام في كل مكان وشارع وزقاق".
وتابع "المياه لم تكن تكفي لسكان دير البلح والنازحين إليها، لكن نزوح سكان رفح والنازحين فيها زاد الأمر صعوبة وتعقيداً، وأصبحنا نقف في طوابير طويلة لتعبئة جالون مياه واحد أو دلو مياه لغسل الملابس والأواني".
وبيّن أن سعر "جالون" المياه العذبة ارتفع وأصبح 3 شواكل بدلاً من شيكل واحد، وأصبحنا نقوم بالتعبئة مجاناً مرة أو مرتين في الأسبوع، بعد أن كانت مجانية، وباقي الأسبوع نقوم بشرائها".
وتعيش المواطنة أم نبيل، النازحة من شمال قطاع غزة إلى دير البلح، معاناة يومية للحصول على المياه الحلوة والمالحة، خاصة مع اشتداد الأزمة بعد نزوح أهالي رفح.
وذكرت وكالة الغوث "الأونروا"، إن مليون مواطن اضطروا إلى النزوح من مدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، جراء عمليات جيش الاحتلال تزامناً مع القصف المكثف.
وأشارت الوكالة عبر حسابها بمنصة "إكس"، إلى أن "نحو مليون شخص نزحوا من رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية رغم عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، وسط القصف الإسرائيلي".
ولفتت "الأونروا" إلى "نقص الغذاء والماء، وتكدس أكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة، ما يجعل تقديم المساعدة شبه مستحيل يوماً بعد يوم".
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها، براً وبحراً وجواً، على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 36171 مواطناً، غالبيتهم من النساء والاطفال، وإصابة 81420 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.