:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73221

انسحابات تكتيكية للاحتلال من جباليا تكشف عن فظائع ودمار هائل

2024-05-31

غيّر العدوان الإسرائيلي المتواصل على بلدة ومخيم جباليا، منذ عشرين يوماً تقريباً، معالم المخيم بشكل كامل، خاصة المنطقة الشرقية والجنوبية له.
وكشفت الانسحابات التكتيكية لقوات الاحتلال، أمس، عن فظائع وجرائم ارتكبتها قوات الاحتلال بحق البشر والحجر في المنطقة، حيث آلاف المنازل المدمرة وعشرات الجثث.
وبالتوازي مع انشغال المواطنين في التعرف وتفقد منازلهم المدمرة، انهمكت الطواقم الطبية والإسعافية بانتشال جثامين الشهداء من الشوارع والطرقات وداخل المنازل، بعد تمكنها من الوصول إلى المنطقة للمرة الأولى منذ بدء العدوان الثاني على مخيم جباليا.
واحتاج الكثير من المواطنين وساكني المخيم وشمال البلدة وقتاً طويلاً للتعرف على أماكن منازلهم ومحالهم التجارية، بعد عودتهم للمنطقة على اثر انسحابات تكتيكية نفذها جيش الاحتلال في المنطقة، في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وقال المواطن محمد إبراهيم عايش، صاحب منزل ومحلات تجارية في منطقة "بلوك 2" جنوب المخيم، إنه استعان بجيران من المنطقة للتعرف على مكان منزله بعد أن سحقت قوات الاحتلال المنطقة ودمرت كامل مبانيها.
وأضاف عايش، في نهاية الثلاثينيات من عمره، إن قوات الاحتلال لم تكتفِ بتدمير وسحق المنطقة المكتظة بالمباني، بل قامت بفتح شوارع عرضية استخدمتها في اجتياح منطقة مركز الشرطة ومنطقة وسط المخيم، لتجنب سلوك الشوارع التقليدية والمعروفة لتجنب العبوات الناسفة التي تزرعها المقاومة.
وخيّم الذهول على وجه براء شقيق محمد، الذي فشل في العثور على أي من محتويات ثلاثة محال تجارية كانت مليئة بالملابس.
وذكر براء، في العشرينيات من عمره، أنه لم يكن يتوقع أن يكون الدمار بهذا الحجم، مبيناً أن الأمل كان يحدوه بأن يكون الدمار جزئياً في أسوأ الأحوال.
أما المواطن محمود وادي فسرعان ما عاد أدراجه إلى حي الشيخ رضوان الذي لجأ إليه هرباً من جحيم العدوان، بعد أن حوّل الاحتلال منزله إلى كومة من الدمار والركام.
وأشار وادي، الذي عاد وباقي أفراد أسرته للاطمئنان على منزله، إلى أنه سيعود إلى ملجئه في أحد المباني المهجورة بحي الشيخ رضوان لحين انتهاء العدوان على قطاع غزة، المتواصل منذ ثمانية أشهر.
ورغم عدم انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من منطقة جباليا، وبشكل خاص من وسط المخيم، إلا أن آلاف المواطنين من سكان المخيم الذين نزحوا إلى المناطق المجاورة عادوا على وجه السرعة لتفقد منازلهم رغم استمرار تواجد قوات الاحتلال على مقربة من المناطق التي دخلوها.
ولوحظ تواجد عدد من الدبابات والآليات العسكرية في منطقة الخلفاء الواقعة في الوسط الشمالي للمخيم، وكذلك منطقة السكة المحيطة بموقع الإدارة المدنية المطل بشكل كامل على المخيم والبلدة.
ولم تترك قوات الاحتلال المواطنين يتفقدوا منازلهم في المربعات التي انسحبت منها، والتي تبدأ من عزبة ملين شمال البلدة، وحتى محيط شارع الهوجة جنوباً، يتخللها منطقة السوق والترانس ومركز الشرطة وتجمع مدارس "الاونروا" والفوقا، حيث اطلقت عشرات القذائف بشكل عشوائي عليهم، ما أدى الى إصابة العشرات منهم.
ومسحت قوات الاحتلال سوق المخيم، الذي يعد من أكبر الأسواق في محافظة شمال غزة، كما دمرت منطقة الترانس التجارية الأكثر حيوية في الشمال، والتي تضم مئات المحال التجارية المختلفة.
ولم تبق قوات الاحتلال منزلاً في المخيم إلا وخلفت فيه دماراً يتراوح ما بين الكلي والجزئي البليغ.
وأصبح السير في طرقات معظم "بلوكات" المخيم مستحيلاً بسبب الركام والدمار الهائل وعمليات التجريف التي طالتها وطالت البنية التحتية.
وبعد ساعات من تفقدهم منازلهم في "بلوكات 2و3و4" ومنطقة محيط الفالوجة وشارع عسلية والداخلية وعزبة ملين في بلدة جباليا، عاد غالبية سكان هذه المربعات أدراجهم الى المناطق التي لجؤوا إليها مع بدء العدوان على المنطقة، في الحادي عشر من أيار الجاري، بعد أن تأكدوا من تدمير وسحق منازلهم.