:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73246

الاحتلال يدمّر ما تبقى من مظاهر الحياة جنوب مدينة غزة

2024-06-05

بعد أقل من خمسة أيام على انتهاء العدوان الإسرائيلي على منطقة جباليا شمال قطاع غزة، بدأت قوات الاحتلال عدواناً جديداً آخر على منطقة جنوب مدينة غزة، التي تضم أحياء تل الهوى والشيخ عجلين والصبرة والزيتون، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع على آخر عدوان على هذه المناطق.
وعلى حساب أراضي المواطنين وما تبقى من منازلهم وسّعت قوات الاحتلال من عمليات مسح وتدمير المباني والأراضي المزروعة في هذه المنطقة، وسط عمليات نزوح باتجاه مراكز مدينة غزة.
وتوغلت آليات وجرافات الاحتلال منذ يومين لمسافة مئات الأمتار في عمق هذه الأحياء، تحت غطاء واسع ومكثف من القصف الجوي والمدفعي والبحري، أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات وتدمير مئات المنازل، وتجريف ما تبقى من أراضٍ زراعية.
وتحدث نازحون لـ"الأيام" عن مسح وتدمير قوات الاحتلال جميع مظاهر الحياة في هذه الأحياء، المحاذية الى حد ما لمحور "نتسريم" الذي أقامته قوات الاحتلال جنوب مدينة غزة، مع بداية عدوانها على القطاع، لفصل محافظتي غزة والشمال عن المحافظات الجنوبية والوسطى.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال شرعت وفور توغلها لهذه المناطق، بتجريف الأراضي الزراعية، وتدمير مربعات سكنية وسط نزوح جميع سكانها.
وأكدوا أن التدمير الممنهج للمنطقة وصل إلى منتصف هذه الأحياء رغم بُعدها عن محور "نتسريم" أكثر من 1700 متر على الأقل.
وبيّن النازح محمود عاشور أن قوات الاحتلال غيّرت معالم حي الزيتون الذي يسكنه بعد أن عكفت منذ بدء عدوانها على القطاع قبل ثمانية أشهر، على شن عمليات برية واسعة ومدمرة في الحي وحيي الصبرة والشيخ عجلين المجاورين من الغرب.
ولفت عاشور إلى أنه يصعب على معظم سكان المنطقة التعرف على منازلهم بعد أن مسحتها قوات الاحتلال عن الأرض وجمعتها في أكوام متناثرة في المنطقة.
من جهته، قال المواطن إبراهيم ياسين من منطقة جنوب الصبرة، إن قوات الاحتلال تحرم سكان المنطقة منذ بدء عدوانها من الهدوء، وتمنعهم من العودة إلى السكن في منازلهم أو إقامة خيام بجانب المدمرة منها.
وذكر ياسين أن مدفعية الاحتلال لا تتوقف عن قصف المنطقة منذ إقامة الشارع والجدار الفاصل بين منطقة الشمال والمحافظات الجنوبية.
وبيّن ياسين أنه يضطر كل أسبوعين على الأقل إلى مغادرة المنطقة الى منطقة مركز مدينة غزة بسبب اشتداد القصف والتوغلات الإسرائيلية في المنطقة، والتي عادة ما تتواصل لأكثر من أسبوع.
ونوه إلى أن قوات الاحتلال عادت أول من أمس، لتجتاح المنطقة بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الانسحاب التكتيكي منها.
وفي حيي الشيخ عجلين وتل الهوى، الواقعين الى الجنوب الغربي من مدينة غزة، فقد حولتهما قوات الاحتلال مؤخراً الى ثكنات ومواقع عسكرية تضم مئات الدبابات والجرافات العسكرية الضخمة.
وإثر التقدم السريع لعشرات الدبابات في محيط طريق الرشيد، وتحديداً في محيط منطقة دوار النابلسي، اضطر المواطنون الذين عادوا مؤخراً للسكن في المنطقة، إلى مغادرتها باتجاه منطقة الجامعات وحي الرمال المدمر.
وقال إيهاب شملخ من سكان المنطقة، إنهم قضوا معظم أيامهم منذ ثمانية أشهر مشردين ونازحين في أكثر من منطقة، بعد أن تعمدت قوات الاحتلال اجتياح المنطقة نحو عشرين مرة على الأقل.
وبيّن شملخ، في الأربعينيات من عمره، أنه وفي كل مرة تسبق قوات الاحتلال التوغلات بقصف مكثف يؤدي إلى استشهاد العشرات وإصابة المواطنين.
وأكد أن قوات الاحتلال دمّرت جميع الأراضي المزروعة في حي الشيخ عجلين، الذي كان يعتبر من أهم المناطق الزراعية في محافظة غزة، وكان يشتهر بزراعة الكم الأكبر من محصولي التين والعنب في قطاع غزة.
وأوضح شملخ انه لم يعد هناك أي شجرة في المنطقة يمكن أن يستأنس بها مواطنو الحي الذين فقدوا، أيضاً، أكثر من 70% من منازلهم، عدا تدمير جميع المرافق الحكومية والبلدية والمدارس والمساجد.