جيش الاحتلال يواصل الاقتحامات وتجريف أراض زراعية بمناطق عدّة
أصيب مواطنون بجروح وحالات اختناق خلال عمليات اقتحام في محافظات عدة، جرفت قوات الاحتلال في سياقها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في بلدات كفر دان غرب جنين، وبيت أولا شمال الخليل، وكفل حارس شمال غربي سلفيت، وأخطرت بهدم منزل في بلدة دورا جنوب الخليل، في وقت نفذ فيه مستوطنون سلسلة اعتداءات مماثلة أحرقوا خلالها نحو 300 دونم من الأراضي الزراعية في بلدة ترقوميا شمال غربي الخليل، وجرفوا أراضي في منطقة واد قانا شمال غربي سلفيت، وحولوا ينابيع مياه إلى منتجعات سياحية في الأغوار الشمالية.
فقد أصيب ثلاثة مواطنين، بينهم طفل، خلال عملية اقتحام واسعة شنتها قوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها وبلدة كفر دان.
وقال قاهر عابد، أمين سر حركة "فتح" في منطقة كفر دان التنظيمية لـ"الأيام": إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وسط إطلاق الرصاص، وعمدت بداية إلى احتلال منازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومواقع قنص، بالتزامن مع اعتقالها تسعة مواطنين، بينهم سيدة.
وأكد أن قوات الاحتلال جرفت مدخل البلدة الرئيس وعدداً من الشوارع الداخلية، ودمرت صرح الشهيد ومرافق بنية تحتية على مدار ساعات عدة.
وأشار إلى أن جرافات الاحتلال شرعت في وقت لاحق بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في سهل كفر دان، ما يكبد المزارعين خسائر فادحة.
في الإطار، قالت مصادر محلية: إن البلدة شهدت اشتباكات مسلحة، شن خلالها مقاومون سلسلة هجمات بالرصاص والعبوات الناسفة على آليات الاحتلال.
ولفتت إلى أن الاشتباكات سرعان ما امتدت إلى مشارف بلدة برقين المجاورة ومخيم جنين، حيث نصب مقاومون كمائن لقوات الاحتلال واستهدفوها بالرصاص والعبوات الناسفة.
وأكدت أن قوات الاحتلال جرفت مقاطع من شارع برقين - جنين، قبل أن تنتقل إلى مخيم جنين الجديد لتدمر جدار مقبرة "شهداء ملحمة نيسان" وجدران منازل عدة وتحرق مركبة وحظيرة، وسط اشتباكات امتدت إلى المدينة وتحديداً دوار "السينما".
وفي عزبة الطيّاح، جنوب شرقي طولكرم، أصيب شاب برصاص الاحتلال.
وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال الخاصة تسللت إلى العزبة وحاصرت منزلاً فيها، ونشرت القناصة على أسطح المنازل المحيطة، وأطلقت الرصاص الحي صوب شاب قبل أن تعتقله بعد إصابته بعيار ناري في القدم.
تجريف أراضٍ واقتلاع أشجار زيتون
وفي بلدة كفل حارس شمال غربي سلفيت، جرفت قوات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي المواطنين.
وأكد رئيس البلدية، أسامة صالح، أن جرافات الاحتلال اقتلعت أشجار زيتون بالقرب من المدخل الرئيس في الجهة الجنوبية من البلدة، والتي تقع بالقرب من البرج العسكري والبوابة الحديدية المقامة على مدخلها.
ورجح صالح بأن تكون أعمال التجريف هذه استكمالاً لمشروع مد خطوط المياه والكهرباء لصالح المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة.
وفي بلدة دورا جنوباً، أخطرت قوات الاحتلال بهدم منزل.
وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأخطرت بهدم منزل عائلة الشهيد مؤمن المسالمة.
وفي بلدة بيت أولا، جرفت قوات الاحتلال أرضاً واقتلعت أشجاراً.
وقال المواطن وائل فراشة: إن قوات الاحتلال جرفت نحو دونمين ونصف الدونم من أرضه واقتلعت جميع الأشجار فيها، ودمرت ما بها من منشآت زراعية، بزعم أنها تقع في المناطق المصنفة "ج".
وأشار فراشة إلى أنه تمكن من استصلاح أرضه المعتدى عليها وقام بزراعتها على مدى أعوام، موضحاً أن عملية التجريف والتدمير تمت على الرغم من حصوله على قرار من محكمة الاحتلال بوقف أمر التجريف والهدم.
الاعتداءات الاستيطانية
وعلى صعيد الاعتداءات الاستيطانية، أحرق مستوطنون أشجاراً مثمرة، في بلدة ترقوميا، شمال غربي الخليل.
وقال الناشط سليمان جعافرة: إن مستوطنين أحرقوا ما بين 200–300 دونم، من أراضي المواطنين المزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات المثمرة، في "خلة البير" بمنطقة الطيبة المحاذية للمستوطنتين، والتي تعود ملكيتها لعدد من عائلات البلدة.
وأشار إلى أن مستوطنين نفذوا أيضاً عمليات تجريف في "مرحان بئر المجد" بمنطقة "الهردش" المهددة بالاستيطان، التي أقاموا فيها بعد السابع من تشرين الأول الماضي بؤرة استيطانية.
وأشار إلى أن عمليات التجريف هذه تأتي من أجل الاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين، وتوسيع تلك البؤرة الاستيطانية.
وفي الأغوار الشمالية، عمد مستوطنون إلى تحويل ينابيع مياه إلى منتجعات سياحية.
وقال الناشط معتز بشارات: إن حركة "أرضنا" الاستيطانية عمدت إلى تأهيل عدد من ينابيع المياه في خربة الدير بالأغوار الشمالية، لتحويلها منتجعاً ومتنزهاً للمستوطنين.
وأضاف: إن المستوطنين استولوا على عدد من ينابيع المياه، ودمروا مضخات المياه التي كان يستفيد منها المواطنون لري محاصيلهم المروية في المنطقة.
وفي منطقة واد قانا شمال غربي سلفيت، جرف مستوطنون أراضي في منطقة واد قانا شمال غربي سلفيت.
وأفاد الناشط نظمي السلمان بأن عدداً من المستوطنين جرفوا مساحات من أراضي واد قانا، بمحاذاة الشارع الرئيس في منطقة "البصّة"، والتي تعتبر مركز الواد، والمكان الذي يرتاده الزوار باستمرار.
وأضاف السلمان: إن الهدف من أعمال التجريف وضع سياج بمحاذاة الطريق لعزل المنطقة الجنوبية ونبع عين البصّة والمورد عن محيط الوادي، لتكون منطقة عازلة لصالح مستوطنتَي "ياكير" و"نوفيم".