نازحون: ماذا فعلنا لكي يقصفونا؟
2024-06-07
تدلّى سقف قاعة في المدرسة التابعة للأونروا في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة نتيجة الضربة الإسرائيلية على المدرسة التي أوقعت عشرات القتلى ليل الأربعاء الخميس، بينما كان فلسطينيون يجولون في المكان وهم لا يزالون تحت هول الصدمة.
لجأ فيصل ثابت إلى المدرسة بحثاً عن الأمان، لكنه واجه رعب قصفها بغارة اسرائيلية قاتلة فجر الخميس.
قال "لقد استهدفت الضربة أناسا مدنيين بسطاء، ليس لهم اي علاقة باي شيء".
واضاف لوكالة فرانس برس "تمت الغارة بدون تحذير. لماذا؟ ماذا فعلنا لكي يقصفونا؟".
كان يقف أمام الخرسانة المتدلية من سقف أحد الصفوف بعمود من حديد التسليح، وتابع "هربنا من مكان إلى آخر. لا يوجد مكان آمن. لا المدرسة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) آمنة ولا خيمة آمنة ولا مكان آمنا".
وأشار الى انه الاستهداف الثاني للمدرسة التي يستخدمها النازحون في مخيم النصيرات للاجئين.
تدلت كتل اسمنية من مبنى المدرسة التي قصفت، وفي احدى الزوايا بركة من الدماء، وبقع على الركام وفرش النازحين. وكان شبان يرمون الركام الى اسفل المبنى فيما سيطر الوجوم والصدمة على الموجودين.
وتفقد أشخاص يرتدون سترات الأونروا الأضرار التي لحقت بمبنى المدرسة التي طليت جدرانها باللون الأزرق المميز لمدارس الأمم المتحدة.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس عشرات الأشخاص يبكون وسط الجثث. ووقف رجال ونساء حول طفل قضى بعد وضعه على نقالة ملطخة بالدماء وقد لف ببطانية.
وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح القريبة، مددت جثامين ضحايا على الارض بينما كان افراد من عائلاتهم يبكون وآخرون يؤدون صلاة الجنازة عليهم. ووضعت جثامين اخرى في شاحنة صغيرة.
وقال الطبيب خليل الدقران الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى "إن الغارة أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة 60 آخرين، العديد منهم في حالة حرجة".
واضاف "نحن في وضع مأسوي للغاية لأنه لا يوجد مكان داخل المستشفى لاستقبال مزيد من المصابين".
وأكد الدقران أن "المستشفى كان يعمل بأربعة أضعاف طاقته السريرية، وأن عدد الوفيات قد يرتفع في الساعات المقبلة".
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عبر منصة إكس "تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ، لهجوم، هذه المرة في النصيرات في المنطقة الوسطى. تعرضت للقصف من قبل القوات الإسرائيلية خلال الليل من دون سابق إنذار للنازحين أو للأونروا".
وأوضح أن المدرسة كانت تؤوي ستة آلاف نازح عندما تعرضت للقصف.
وشدد على أن "استهداف مباني الأمم المتحدة أو استخدامها لأغراض عسكرية لا يمكن أن يصبح القاعدة الجديدة".
وقال الجريح سلمان مقادمة لوكالة فرانس برس إثر مغادرته المستشفى "كنا نائمين، كانت الساعة الثانية صباحا عندما وجدنا السقف والحيطان والشبابيك تسقط علينا".
واضاف "لم يكن هناك اي تحذير في شأن القصف الذي كان فوق رؤوسنا. تستهدف المدرسة دائما وسبق ان استهدفت قبل عشرة أيام وقتل فيها 11 شخصا. وقبل شهر رمضان استشهد هنا أيضا ثلاثة اشخاص".
وقال النازح زياد القطراوي إن "القتلى مدنيون فروا من منازلهم في الشمال وجاؤوا إلى هنا سعيا الى حياة آمنة".
الغسيل كان لا يزال معلقًا على السور المتبقي خلف جمال فنونة، أحد النازحين من غزة أيضا. تساءل "أين نذهب بعد ثمانية أشهر؟ لقد طاردونا (الجيش الإسرائيلي) وطلبوا منا أن نأتي إلى هذه الأماكن التي من المفترض أن تكون آمنة".
تم تحويل العديد من مباني الأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة إلى ملاجئ للمدنيين، وذلك بسبب المساحة التي توفرها والاعتقاد أن مباني الأمم المتحدة في منأى من أي استهداف.
وتقول الأونروا إن معظم مدارسها التي تؤوي نازحين تضررت بسبب الحرب، وبعضها دمر بالكامل.