:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/73273

المواصي أكثر مناطق العالم ازدحاماً بنازحين يكابدون الحرب

2024-06-07

على أقل من خمس مساحة قطاع غزة، يعيش أكثر من 1.7 مليون نازح في منطقة المواصي ومحيطها، غرب القطاع، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 8 أشهر.
في تلك المنطقة تصطف خيام النازحين عشوائياً، حيث لا يمكن العثور على مكان فارغ، وتنتشر بينها النفايات وروائحها الكريهة وكذلك الحشرات والقوارض، دون إمكانية وجود أي جهد لمكافحتها.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غربي مدينة دير البلح وسط القطاع، مروراً بغرب خان يونس حتى غرب رفح جنوباً.
ويواجه النازحون في منطقة المواصي ومحيطها مخاطر بيئية وصحية كارثية، جراء تكدس أطنان النفايات في ظل عجز البلديات عن القيام بمهامها، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق، ومنع إدخال الوقود والآليات والمعدات اللازمة لعملها.
في هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعاً مأساوياً ونقصاً كبيراً في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
إضافة إلى ذلك، يواجه النازحون الذين يعيشون داخل الخيام المصنوعة من النايلون والقماش المهترئ أوضاعاً مأساوية، بسبب ارتفاع الحرارة إلى مستويات تتجاوز 30 درجة مئوية.
ويعتمد معظم النازحين في منطقة المواصي على مياه البحر القريبة للاستحمام، نظراً لصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها.
كما يعتمدون في الغالب على مياه الشرب المتوفرة في مناطق وسط القطاع مثل مدينة دير البلح، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضعة لترات منها، بسبب عدم توفر مياه نظيفة هناك.
وفي ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قالت منظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام": "فر أكثر من مليون شخص من رفح إلى المواصي ودير البلح وخان يونس".
وأشارت إلى أن "التقديرات تشير الآن إلى أن 1.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، محشورون في مساحة 69 كيلومترا مربعا، أي أقل من خمس مساحة القطاع".
وأوضحت أن "85 بالمئة من الأطفال لم يأكلوا وجبات كافية ليوم كامل غير مرة واحدة في الأيام الـ3 التي سبقت إجراء الاستبيان (في أيار الماضي)، مع تدهور التنوّع الغذائي".
وأكدت أن "الظروف المعيشية مروّعة، لدرجة أنه لا يوجد في المواصي سوى 121 مرحاضاً فقط لأكثر من 500 ألف شخص، أي يضطر 4,130 شخصاً إلى مشاركة مرحاض واحد فقط".
وذكرت أنه "لا يُسمح سوى بدخول 19 بالمئة فقط من 400 ألف لتر وقود اللازمة يومياً لإنقاذ العملية الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك النقل وتوفير الماء النظيف والتخلص من ماء الصرف الصحي، ولا تتم هذه العمليات يوميا".
وفي ظل الحرب ودخول مساعدات شحيحة، يواجه أكثر من مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والموت بحلول منتصف تموز القادم، وفق بيان لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".
وأول من أمس، بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، توزيع مساعدات غذائية محدودة على مئات النازحين في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، دخلت في وقت سابق عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وفي 26 أيار الماضي، بدأ دخول المساعدات عبر "كرم أبو سالم"، للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية البرية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع في 7 من الشهر نفسه، والسيطرة على معبر رفح الحدودي الذي كان ممراً رئيساً لدخول المساعدات وسفر المرضى والجرحى.
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة في 29 أيار الماضي، انخفاض دخول المساعدات إلى قطاع غزة 67 بالمئة منذ إغلاق إسرائيل معبر رفح.